حولت قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم الأحد، باحات المسجد الأقصى المبارك إلى ثكنة عسكرية، لتأمين اقتحامات المستوطنين لساحات الحرم في اليوم الرابع من عيد "الفصح اليهودي".
وأفاد موقع "القسطل" المقدسي بأن 912 مستوطناً اقتحموا المسجد الأقصى المبارك بحماية قوّات الاحتلال في اليوم الرابع من أيام "عيد الفصح" العبري.
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس في وقت سابق بأن نحو 450 مستوطنا اقتحموا ساحات المسجد الأقصى، على شكل مجموعات، من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية وأدَّوا طقوسا تلمودية، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال.
وتشهد البلدة القديمة من القدس حالة من التوتر، في ظل الإجراءات العسكرية المشددة التي فرضتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، عشية المراسم الاحتفالية لليهود في ساحة البراق، لمناسبة عيد "الفصح اليهودي".
ونصبت قوات الاحتلال الحواجز داخل أسوار البلدة القديمة، فيما قامت شرطة الاحتلال بإفراغ شوارع البلدة القديمة من الشبان تمهيدا لاقتحام المستوطنين.
ومنعت قوات الاحتلال دخول الشبان إلى المسجد الأقصى وأخرجتهم باتجاه باب الأسباط، في وقت قام عناصر من "حرس الحدود" بالاعتداء على الشبان عند أبواب الأقصى ومنعهم من دخول المسجد.
ورغم تضييق الاحتلال ومنع الشبان من دخول الأقصى، تواجد مئات المرابطين والمرابطات في ساحات الحرم القدسي الشريف.
وتشهد القدس المحتلة، وتحديدا البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى انتشارا مكثفا لشرطة الاحتلال والقوات الخاصة، في اليوم الرابع من عيد "الفصح اليهودي".
وتعرض المسجد الأقصى، خلال الأيام الماضية، لاعتداءات من قوات الاحتلال استهدفت المصلين والمعتكفين داخل المصلى القبلي، بالأعيرة المطاطية وقنابل الصوت والغاز السام، واعتقال المئات، كما تم إبعاد العشرات عن الأقصى، وإلحاق أضرار فادحة في محتويات المصلى وعيادة الأقصى.
محافظة القدس: الأقصى مكان عبادة خالص للمسلمين وحدهم ونحذر من محاولات الاحتلال تزوير الحقائق
وقالت محافظة القدس، إن المسجد الأقصى المبارك بكل مساحاته وباطنه وسمائه حق خالص للمسلمين وحدهم، وإن جميع إجراءات الاحتلال في المسجد باطلة ولن يقبل بها الشعب الفلسطيني المرابط والأمتان العربية والإسلامية.
وأضافت المحافظة في بيان صحفي ، أن جرائم الاحتلال المتتالية بانتهاك حرمة المكان وقدسيته، والاعتداء على الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى لن تجدي نفعا ولن تستطيع فرض أمر واقع جديد، مهما كلف الأمر من تضحيات.
وأشارت إلى أن اتفاقية الوصاية على القدس والمقدسات هي المرجع والأساس بما فيها الحق الخالص لدائرة الأوقاف الإسلامية بإدارة جميع شؤون المسجد الأقصى المبارك.
وبينت أن دعوة وزارة خارجية دولة الاحتلال للأوقاف الأردنية إلى إفراغ المسجد الأقصى المبارك من المعتكفين هي شكل جديد من أشكال الخداع والتضليل، اللذين تمارسهما حكومة الاحتلال، وتعدٍ على كل الأعراف والقوانين والحقوق التاريخية في المسجد الأقصى.
وأكدت الموقف الثابت للقيادة الفلسطينية إقليميا ودوليا في إطار التنسيق الكامل لحماية القدس ومقدساتها، مشيدة بدور الأردن ملكا وحكومة في حماية القدس ومقدساتها ورفض هذا التدليس والخداع، مثمنة موقف منظمة التعاون الإسلامي الثابت تجاه القدس والمقدسات، وكل الدول العربية والإسلامية التي اتخذت مواقف جدية وفعلية في مواجهة العدوان على الأقصى.
وجددت محافظة القدس التأكيد على "حقنا في الوصول والاعتكاف والصلاة في مسجدنا"، وحذرت مما تقوم به حكومة الاحتلال عبر إعلامها المسموم من تزوير للحقائق وانجرار البعض في إصدار بيانات تساوي بين الجلاد والضحية.
وحيت جماهير الشعب الفلسطيني الفلسطيني في جميع أماكن تواجده، خاصة أهلنا في العاصمة المحتلة بشيبها وشبابها ورجالها وحرائرها وأطفالها والمرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى المبارك، الذين يدافعون بأجسادهم وأرواحهم عن مسرى الرسول الكريم وقبلة المسلمين الأولى.
الأردن: يجب على إسرائيل الامتثال للقانون الدولي والامتناع عن أي إجراءات تمس بحرمة الأماكن المقدسة
وأدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، الاقتحامات المكثفة للمسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، وبما يمثل خرقاً للوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف وانتهاكاً لحرمة الأماكن المقدسة.
وشدد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سنان المجالي، على أن المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، بكامل مساحته البالغة 144 دونماً، هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك، التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، هي الجهة الوحيدة المخولة، صاحبة الاختصاص الحصري، بإدارة شؤون المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف وتنظيم الدخول إليه، والقادرة على ضمان أمنه، إذا ما أوقفت إسرائيل اعتداءاتها، ورفعت القيود التي تفرضها عليها وعلى طاقمها، واحترمت الوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات وحق المصلِّين في العبادة.
وأكد الناطق الرسمي، أن الحكومة الإسرائيلية تتحمل مسؤولية التصعيد في القدس وفي جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومسؤولية التدهور الذي سيتفاقم، إن لم توقف اقتحاماتها للمسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، والتضييق على المصلِّين في هذه الأيام المباركة.
وأعاد الناطق الرسمي التأكيد على وجوب امتثال إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، لالتزاماتها وفقاً للقانون الدولي ولا سيما القانون الدولي الإنساني، بشأن مدينة القدس المحتلة ومقدساتها وخاصة المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف، والامتناع عن أي إجراءات من شأنها المساس بحرمة الأماكن المقدسة، ووضع حد لمحاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم فيها، أو المساس بصلاحيات إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك.