استدعت الشرطة الإسرائيلية، يوم الأحد، 4 سرايا احتياط من قوات "حرس الحدود" لتعزيز عناصرها المنتشرين في أنحاء البلاد، وذلك في ظل التصعيد الأمني المتزايد في الآونة الأخيرة.
جاء ذلك فيما اجتمع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في مقر وزارة الجيش في تل أبيب، مع زعيم المعارضة، يائير لابيد، لإطلاعه على آخر المستجدات الأمنية، بحسب ما جاء في بيان صدر عن مكتب نتنياهو.
وفي أعقاب ذلك، عقد لابيد مؤتمرا صحافيا، شدد فيه على دعم المعارضة لأي "إجراء توصي به الأذرع الأمنية ضد موجة الإرهاب وضد أعدائنا في كل الساحات"، في حين هاجم حكومة نتنياهو وطالبه بتثبيت وزير الجيش، يوآف غالانت.
كما طالب لابيد بتشكيل "منتدى أمني مصغر وفعال للتعامل مع الموقف"، ودعا نتتياهو إلى تقليص الصلاحيات الواسعة الممنوحة لوزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، وسحب السلطة الأمنية الممنوحة له في الحرم القدسي.
وقال لابيد إنه "جبل الهيكل (الحرم القدسي والمسجد الأقصى) هو المكان الأكثر قابلية للانفجار في العالم خلال شهر رمضان. لا يمكن إدارتها من قبل مهرج ‘تيك تويك‘ فقد ثقة الشرطة والقوات في الميدان".
وأضاف أن على نتنياهو أن "يلغي الوضع غير المحتمل حيث يوجد وزيرين في وزارة الجيش. لا يمكن أن يكون الفصيل المسياني من المستوطنين الأكثر تطرفا قد اشترى له حصة في وزارة الأمن في مثل هذه الفترة المتوترة".
وأشار لابيد بذلك إلى وزير المالية والوزير في وزارة الجيش، بتسلئيل سموتريتش، وكرر لابيد ما كان تصريحات نتنياهو في أعقاب إحاطة أمنية أجراها مع لبيد، حين كان الأخير رئيسا للحكومة، وقال: "ذهبت للإحاطة قلقا وغادرت أكثر قلقا".
وتابع أنه "يجب على نتنياهو أن يمنح المفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، الدعم الكامل ليشرف شخصيًا على ما يحدث في جبل الهيكل (الحرم القدسي)، والتصرف بناءً على توصية مسؤولي الأمن فيما يتعلق بصعود (اقتحام) اليهود إلى الحرم في الأيام المقبلة".
وفي رد على لابيد، جاء في بيان صدر عن الليكود أنه "من المؤسف أنه في الوقت الذي تقاتل فيه إسرائيل على 3 جبهات وبعد أن دعاه رئيس الحكومة، نتنياهو، لتحديث أمني شامل، اختار لابيد المصلحة السياسية الضيقة بدلاً من بث رسالة وحدة بلا تحفظ ضد أعدائنا".
وجاءت دعوة لابيد للقاء نتنياهو إثر عملية إطلاق النار في الأغوار وما تزعم إسرائيل أنها عملية في تل أبيب، الجمعة، بالإضافة إلى الصواريخ التي أُطلقت خلال الأسبوع الماضي على إسرائيل من غزة ولبنان وسورية.
من جانبها، قالت الشرطة، في بيان صدر عنها، إنه تم تجنيد "4 سرايا احتياط أخرى من ‘حرس الحدود‘ صباح اليوم، في عدة مراكز في أنحاء البلاد".
وأضافت أن هذه القوات "ستنضم إلى القوات النظامية والاحتياطية التي تقوم بنشاط متزايد في الميدان، وستعمل على تعزيز الأمن في مراكز المدن".
وذكرت أن هذه القوات ستنتشر في المناطق "الوسطى والشمالية والساحلية والجنوبية من أجل تعزيز الأمن في مراكز المدن والمراكز المزدحمة".
وأوضحت أن هذه القوات "ستنضم إلى 6 سرايا احتياط من قوات ‘حرس الحدود‘ التي تم توظيفها في الأسابيع الماضية".
ولفتت إلى أن قوات الاحتياط التي دفعت بها مؤخرا "تقوم بالفعل بأنشطة مشددة إلى جانب القوات النظامية في مناطق القدس ومحيط القدس ووسط البلاد".
وقالت إنه تم نشر عناصر السرايا التي جندتها صباح اليوم "في إجراء عملياتي سريع، وذلك بفضل الاستعدادات الأولية التي تمت في الأسابيع القليلة الماضية".
وأضافت أنه "تماشيا مع تقييم الوضع والأحداث الإرهابية التي وقعت نهاية الأسبوع الماضي، استعد ‘حرس الحدود‘ لتجنيد سرايا احتياط إضافية".
وكان وزير الجيش الإسرائيلي، يوآف غالانت، قد قرر تعزيز عناصر الشرطة بقوات من الجيش التي ستنتشر داخل المدن الإسرائيلية لمساندة الشرطة في التأمين والحراسة داخل المدن المركزية في منطقة تل أبيب ومركز البلاد.
وفي وقت سابق اليوم، عقدت لجنة الاستخبارات والأجهزة السرية المتفرعة عن لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، اجتماعا وصفته بأنه "طارئ"، وذلك في أعقاب التصعيد العسكري بين إسرائيل وبين قطاع غزة ولبنان في نهاية الأسبوع الماضي.
وعُقد الاجتماع في مقر وزارة الجيش في تل أبيب، بشكل غير مألوف.
واستمعت اللجنة التي يرأسها عضو الكنيست عن حزب الليكود، يولي إدلشتاين، إلى تقارير "استخباراتية – عملياتية" حول "الأنشطة الهجومية والدفاعية" التي قدمها ضباط كبار في الجيش ومسؤولون أمنيون، وفقا لبيان صادر عن اللجنة.
هذا واعتبر الجيش الإسرائيلي خلال مداولات أمنية جرت في الأيام الأخيرة أنه تزايدت احتمالات خوض إسرائيل مواجهة "متعددة الجبهات"، بادعاء أن إيران تحاول "تسخي"ن جميع الجبهات مع إسرائيل وأنهم "نجحوا في تحويل الفلسطينيين إلى نوع من ذراع آخر لأهداف إرهابية في المناطق (الضفة الغربية) وغزة وكذلك بين عرب إسرائيل" بحسب ما أوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، الأحد.
ويتوقع الجيش الإسرائيلي أن التصعيد الأمني، الأسبوع الماضي، الذي شمل إطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة ولبنان إثر اعتداءات الشرطة الإسرائيلية الوحشي على المصلين في المسجد الأقصى، والتظاهرات الاحتجاجية على هذه الاعتداءات في مدن وبلدات المجتمع العربي، هو "حدث موضعي واحد فقط في سلسلة أحداث، وفيما يواصل الإيرانيون العمل بمساعدة أذرعهم".
وتشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أن إيران ترصد اتجاهين "مقلقين": الأول، أن تراجع الضلوع الأميركي في الشرق الأوسط، وتركيز اهتمام الولايات المتحدة على الحرب في أوكرانيا أدى إلى استئناف العلاقات بين إيران والسعودية وإلى تعزيز العلاقات الإيرانية – الروسية.
والاتجاه الثاني يتعلق بإسرائيل التي تواجه أزمة داخلية تنطوي على أزمة مع الولايات المتحدة، حليفتها الإستراتيجية. ويعتبر الجيش الإسرائيلي أنه بالنسبة لإيران، نشأت على إثر ذلك فرصة ذهبية من أجل تحدي إسرائيل والانتقام من هجماتها المتتالية في سورية وداخل إيران أيضا.
وبحسب الصحيفة، فإن تقديرات الجيش الإسرائيلي هي أن المرشد الروحي الإيراني الأعلى، علي خامنئي، هو الذي اتخذ القرار، بتصعيد إيران وحزب الله وفصائل فلسطينية ضد إسرائيل.