تحدث كل من رئيس مجلس السيادة الانتقالي قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، ونائبه قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو (حميدتي) لشبكة الجزيرة عن الاشتباكات الدائرة منذ الصباح في عدة مناطق سودانية.
وقال البرهان للجزيرة إن ما حدث يجب أن يمنع تكوين أي قوات خارج رحم القوات المسلحة. في إشارة إلى الاشتباكات الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم ومدن سودانية أخرى.
وأضاف قائد الجيش السوداني أن قوات الدعم السريع هي من هاجم مقرات الجيش في بيت الضيافة، وهو مقر إقامة رئيس مجلس السيادة، وعبّر عن تفاجئه بمهاجمة الدعم السريع منزله في التاسعة صباحا (بتوقيت السودان)، وأضاف رئيس مجلس السيادة للجزيرة أن قوات الدعم السريع تحرشت بالجيش في منطقة المدينة الرياضية (جنوبي العاصمة الخرطوم)، وهي التي انطلقت منها شرارة اشتباكات اليوم.
وحسب رئيس مجلس السيادة في السودان، فإن قوات الدعم السريع تسللت إلى مطار الخرطوم عبر صالة الحج والعمرة، مشيرا إلى أنها أحرقت بعض الطائرات، وأضاف أن القوات المسلحة تعاملت مع عناصر الدعم السريع في المطار.
وأكد البرهان أنه لم يستطع أحد دخول القيادة العامة للجيش السوداني، وأن كافة المرافق الإستراتيجية من قيادة الجيش والقصر الجمهوري تحت السيطرة، وذلك ردا على إعلان قيادة الدعم السريع أنها سيطرت على بيت الضيافة والقصر الجمهوري ومطاري الخرطوم ومروي.
ودعا رئيس مجلس السيادة السوداني إلى إعادة قوات الدعم السريع التي دخلت الخرطوم إلى أماكنها، مضيفا أنه إذا استمرت حالة الحرب فإن الجيش سيدخل قواته للخرطوم من مناطق مختلفة، وقال إن للجيش "احتياطات جيدة وقواعد لم يقم بتحريكها حتى الآن".
حميدتي: القصر والمطارات والقيادة العامة بيد قواتنا
في المقابل، أكد حميدتي أن قواته تسيطر على قصر الضيافة والقصر الجمهوري والقيادة العامة للجيش وجميع المطارات.
وقال حميدتي -في مداخلة مع قناة الجزيرة مباشر- إن قواته حيّدت كل الطائرات التي يعتمد عليها البرهان، الذي وصفه بأنه "مجرم وكاذب وسيدمر السودان، وسنسلمه وأعوانه إلى العدالة".
وأضاف أن قوات الدعم السريع ليس لديها عداء مع الجيش "لم نهاجم أحدا، وقتالنا رد فعل على حصارنا والاعتداء علينا، وفوجئنا اليوم بقوات كبيرة حاصرت قواتنا في أرض المعسكرات، وأمورنا جيدة جدا ونسيطر على جميع المقرات".
واتهم حميدتي رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان بتنفيذ مؤامرة لأنصار الرئيس المخلوع عمر البشير.
وأعرب قائد الدعم السريع عن أسفه "للقتال مع أبناء شعبنا، لكن المجرم هو من أجبرنا على ذلك، القتال تم فرضه علينا بعد الاعتداء علينا وحصارنا، المعركة ستحسم خلال الأيام المقبلة".
ووجه رسالة إلى "شرفاء القوات المسلحة بالانضمام إلى خيار الشعب". وقال "ونحن نمثل ذلك، الديمقراطية لها ثمن، وأنا أبذل خيرة شبابي الآن في سبيل ذلك".
وأضاف أن "أكثر من 100 ضابط وآلاف الجنود من القوات المسلحة استسلموا لنا، سيطرنا على المطارات، لمنعهم من استهدافنا بالطائرات"، مؤكدا أن مقرات الدعم السريع ثابتة، والحديث عن السيطرة عليها كذب".
وتشهد العاصمة الخرطوم وعدة مدن سودانية اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش والدعم السريع، حيث أغلق الجيش الجسور والطرق المؤدية للقصر الرئاسي وسط الخرطوم بالمدرعات الثقيلة، كما نشر مدافع ومركبات مدرعة في مدينة أم درمان.