الجزائر العظيمة...

بقلم: ميلاد البصير

ميلاد جبران البصير.jpg
  • بقلم : د. ميلاد جبران البصير

في البداية بودي أن أقدم أحر واصدق التهاني لهذا البلد العظيم  رئيسا وقيادة وشعبا ومؤسسات بمناسبة عيد الفطر المبارك وكل عام والجزائر شعبا وقياده بألف خير، نعم الجزائر العظيمة بتاريخها وحضارتها ومواقفها الثابتة من قضايا الأمه فالجزائر هي بلد المليون ونصف مليون شهيد، بلد الثوار والمجاهدين بلد الصمود والعنفوان والإرادة التي لا تقهر .
الجزائر هي البلد الوحيد في عالمنا العربي والاسلامي واعتقد الوحيدة في العالم التي نشيدها الوطني كتب بالدم وفي خلف القضبان ، في السجون الفرنسية من قبل المناضل الجزائري مفدي زكريا ، هذه حقيقة تاريخية.
نعم الجزائر العظيمة بمواقفها فأينما وجدت جزائريا او جزائرية وجدت فلسطين وقضيتها ورئيسها الراحل هو صاحب المقولة التاريخية الشهيرة : نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة والتي انتقلت من جيل إلى جيل ، من الممكن أن تجد مواطن جزائريا بدون علم الجزائر ولكن من المستحيل أن تجده بدون علم فلسطين.
 
الجزائر نعم عظيمة فهي الدولة الوحيدة في عالمنا العربي التي رفضت ولم تشارك في غزو العراق الشقيق وتقسيمه رغم الضغوط والعقبات، الجزائر هي الدولة الوحيدة التي رفضت تقسيم سوريا وليبيا، ورفضت الحرب على اليمن، الجزائر هي الدولة الوحيدة الثابتة على الثوابت فهي ترفض أي شكل من اشكال التطبيع مع دولة الاحتلال علنا كان أو بالسر ولا تخفي دعمها ومساندتها للقضية الفلسطينية وعلى جميع الأصعدة.
 رحم الله القائد الاممي ياسر عرفات والذي قال هو ايضا مقولته المشهورة مخاطبا الشعب الفلسطيني : إذا ضاقت بكم الدنيا
ولم تجدون مفر فعليكم بالجزائر فإن بها رجال .
 للأسف لم تسمح لي الظروف لزيارة هذا البلد العظيم ، اتأمل أن أزوره عن قريب ولكني تشرفت وأنا فخور بذلك أنى ومن خلال عملي ونشاطاتي في الغربة أن اتعرف واتواصل مع العديد من الاخوة المواطنين الجزائريين حيث ولدت علاقات صداقة واخوة بيننا ، اقولها وبصوت مرتفع انني وجدت فلسطين في قلب وضمير كل جزائري هنا في اوروبا .
شخصيا اعشق هذا البلد منذ الصغر ففي سن المراهقة وعند بداية مسيرتي النضالية أول ما قرأت بهذا الخصوص الثورة الجزائرية ومسيرة التحرير فكنت في لحظات اجلس مع نفسي وتحت شجرة الزيتون اتأمل بضخامة وبحجم عدد الشهداء الذين ارتقوا من أجل الحرية والاستقلال وكان هذا يرعبني وفي نفس الوقت كان يمنحني الامل والعنفوان والاصرار لأني أدركت منذ ذلك الزمن أن قوة الإرادة هي اقوى من إرادة القوة. فكل عام والجزائر برئيسها وبشعبها وقيادتها ومؤسساتها بألف خير والرحمة لشهدائها ولشهداء فلسطين الابرار الذين اسقوا بدمائهم ترابها المقدس والذين بدمائهم كتبوا أجمل نشيد وطني والذين بدمائهم اضاءوا الطريق والسبيل لنا جميعا وللأجيال القادمة نحو التحرير ، تحرير فلسطين من الاحتلال.  من الممكن أن يتساءل البعض لماذا هذه المقالة عن الجزائر الآن ، ما هي المناسبة ؟ اقول لهم أننا في ايطاليا نستعد للاحتفال في يوم تحرير ايطاليا من النازية والفاشية والذي يصادف ٢٥ ابريل لذلك قررت أن اتذكر ليس فقط الفدائيون الايطاليون الذين حرروا هذا البلد الجميل من الفاشية والنازية ، قررت أن اتذكر ايضا الثوار والفدائيون الجزائريون والفلسطينيون بهذه المناسبة لأرواحهم جميعا الرحمة والسلام.
* اعلامي فلسطيني خبير في شؤون الهجرة والمهاجرين وعضو سابق في اللجنة الاقليمية التابعة لإقليم اميليا رومانيا فرع فورلي وتثيزينا المتخصصة في دراسة طلبات اللجوء السياسي

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت