خبير اقتصادي : قرار حماس يعني ضمنا أن الجماعة ربما شعرت بأن إسرائيل قد تكشف هويات المانحين أو تصل إلى محافظهم المالية
لم يعلق الجيش الإسرائيلي على بيان حماس
قال الجناح العسكري لحركة "حماس" في ساعة متأخرة من مساء يوم الخميس إنه سيتوقف عن تلقي الأموال عن طريق عملة بتكوين المشفرة، وهي طريقة استخدمها لسنوات، معللا ذلك بزيادة "الجهد المعادي" ضد المانحين.
وقالت كتائب القسام في بيان لها إن "ذلك يأتي حرصا منها على سلامة المتبرعين وعدم تعرضهم لأي ضرر". وأضافت أنها لاحظت تزايدا في الجهود التي تستهدف منع الأشخاص والجماعات من تحويل عملات بتكوين إليها.
وجددت كتائب القسام، وهي أقوى فصيل مسلح في غزة وخاضت بضع حروب مع اسرائيل على مدى سنوات، "دعوتها لاستمرار التبرع للقسام والمقاومة بمختلف الطرق المتاحة".
وفي اتصال مع رويترز، لم يعلق الجيش الإسرائيلي على بيان حماس.
وحسب وكالة "رويترز" عبر مشاركون في صنع القرار السياسي وجهات تنظيمية في جميع أنحاء العالم منذ سنوات عن قلقهم من الاستخدام غير القانوني للعملات الرقمية المشفرة، من غسل الأموال إلى تمويل "الإرهاب". وتوفر بتكوين وغيرها من العملات المشفرة مستويات عالية من إخفاء الهوية وتجتذب بذلك إليها الجماعات الإجرامية.كما ذكرت الوكالة
لكن التطورات في التكنولوجيا التي تتعقب حركة التشفير في سجل سلسلة كتل البيانات جعلت من السهل على السلطات تحديد هويات من يقومون بتحويل العملة المشفرة. وتضطلع البورصات الرئيسية للعملات المشفرة الآن بعمليات تحقق من هوية العملاء.
وأيدت حماس العملات المشفرة كوسيلة لجمع التبرعات لسنوات وطورت في السابق آليات متطورة لطلب تبرعات بتكوين.
ولا تكشف الجماعة عن مصادر تمويلها لكن زعماءها تحدثوا مرات عن تبرعات أفراد في جميع أنحاء العالم الإسلامي باعتبارها أحد مصادر التمويل الرئيسية. وتمثل إيران دائما داعما ماليا وعسكريا رئيسيا للتنظيم، وفقا لمسؤولين من كلا الجانبين.
وصنفت الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي حماس منظمة "إرهابية". وهذا يعني أنه، في الولايات المتحدة على سبيل المثال، من غير القانوني تزويدها بالمال أو التدريب، لأن الشركات المالية المتحكمة في الأموال ملزمة بإبلاغ السلطات عنها.
وفي عام 2020، انقضت الولايات المتحدة على جهود الجناح العسكري لحركة حماس والقاعدة والدولة الإسلامية في جمع الأموال عبر العملات المشفرة، وصادرت نحو ما قيمته مليونا دولار من العملات المشفرة.
وقال محمد أبو جياب، الخبير الاقتصادي في غزة لرويترز إن قرار حماس يعني ضمنا أن الجماعة ربما شعرت بأن إسرائيل قد تكشف هويات المانحين أو تصل إلى محافظهم المالية وبالتالي تسعى لحمايتهم.
وأضاف "لربما يفضلون العودة للأساليب التقليدية القديمة ولربما وجدوا أساليب أكثر تطورا من تلك الموجودة اليوم".