- بقلم :د. ميلاد جبران البصير
الاول من آيار هو عيد العمال العالمي الذي يصادف يوم غدا الاثنين أو عيد العمل كما يشار إليه في اوروبا ، في جميع أنحاء العالم تتم الاحتفالات والمراسيم الرسمية ومسيرات نقابات العمال والموظفين.
في دول الاتحاد الاوروبي هذه الاحتفالات تقوم بها نقابات العمال والموظفين وهي عبارة عن حفلة اجتماعية يؤكد بها على حقوق العمال والموظفين والمساواة الاجتماعية والدفاع عن حقوقهم في العمل والمجتمع.
عيد العمال عيد نبيل ويجب النظر إليه بشكل عام وكما كان يقال يا عمال العالم اتحدوا. ماذا يعني هذا العيد لعمال العالم الثالث وعالمنا العربي؟ ماذا يعني هذا العيد إلى آلاف المهاجرين من العمال الذين يعيشون في اوروبا ؟ ماذا يعني هذا اليوم لطالبي اللجوء السياسي في اوروبا؟ ماذا يعني هذا العيد لآلاف الافارقة وغير الافارقة الذين يصلون إلى اوروبا بحثا عن عيش كريم والذي لم يجدونه في اوطانهم ؟ ماذا يعني هذا العيد للعمال الفلسطينيين في الضفة الغربية وفي داخل الأراضي المحتلة ؟ ماذ يعني للديمقراطية النقابية في فلسطين وفي العديد من الدول العربية ؟ ماذا يعني هذا العيد لآلاف العمال في دول الخليج العربي ؟.
في عالمنا العربي أين هي حقوق العمال والموظفين حيث لا يوجد حتى نقابات للعمال وفي حال وجودها تصبح قيادتها منصب شبه وراثي أبا عن جد فبعض الامناء العامون يبقون في مناصبهم عشرات وعشرات السنين بدون أي مرجعية ديمقراطية أو تعددية. في اوروبا نقابات العمال بشكل منظم تنظم نفسها بنفسها حيث انه لا يحق لأي مسؤول أو قائد نقابي من الامين العام وحتى الكادر في موقع العمل أن يبقى في منصبه اكثر من ٨ سنوات متتاليه أما عندنا فالعكس هو الصحيح . في اوروبا تم تحقيق الوحدة الجغرافيه، الاقتصادية، العملة الواحدة، حرية السفر في جميع الدول الاوروبية وفي البطاقة الشخصية الخ .أين نحن العرب من هذا ايضا أين نحن الشرق أوسطيين من هذا كله ؟ ماذا يعني هذا العيد لمئات المهاجرين الذين يلقون حتفهم يومياً في الصحراء الليبية أو في البحر الأبيض المتوسط، ماذا يعني هذا العيد لآلاف العمال الفلسطينيين القادمين من الاراضي الفلسطينية والذين ليس لهم أدنى حقوق العمل في داخل الاراضي المحتلة عام ٤٨، أين هي المنظمات الحقوقية ؟ اين هي منظمة العمل الدولية ؟ أين هي نقابات العمال في دولنا العربية ؟ هذا العيد لا طعم له ويصبح خالي من محتوياته التاريخية، والاخلاقية ومبادئه وقيمه وأهدافه ايضا اذا اصبح عيد فقط لبعض العمال ولبعض الدول واستثنى باقي العمال حيث يعيشون في الظلم والاستغلال وبدون أي حق قانوني بداية من معاش مناسب إلى حق التقاعد والتأمين تلصحي والعيش الكريم .
إنه واجب وطني وقومي وأخلاقي أولا العمل على إصدار القوانين في كثير من الدول العربية وبفلسطين اولا من أجل إمكانية تأسيس نقابات العمال الديمقراطيه والتعددية والسماح للعمال والموظفين بتنظيم انفسهم وفي تأسيس منظمات نقابية مستقلة للدفاع عن حقوقهم ، لنعيد لهذا العيد معناه الحقيقي والتاريخي ليصبح فعلا عيد العمال جميعا عندما نستطيع حماية العمال في كثير من الدول العربية، بداية من دول الخليج العربي ، تأمين وضمان حقوق العمال الفلسطينيين ،تأمين حقوق المهاجرين في اوروبا والدفاع عن حقوق طالبي اللجوء السياسي، بعكس ذلك يكون هذا العيد لطبقة مميزة من العمال وبشكل خاص في اوروبا الغنية وحامية حقوق الانسان، فقط لمواطنيها للاسف.
*اعلامي فلسطيني خبير في شؤون الهجرة والمهاجرين وعضو سابق في اللجنة الاقليمية التابعة لاقليم اميليا رومانيا فرع فورلي وتثيزينا الايطالي لدراسه طلبات اللجؤ السياسي ونقابي.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت