- بقلم علي بدوان
في كتابه الكريم جل وعلا : قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (الحاقة 23)
هي دانية : ثمرها وجناها من أنواع الفواكه قريبة، سهلة على أهلها، ينالها أهلها قياماً وقعوداً ومتكئين.
هي دانية : فأمَّا من أُعطي كتاب أعماله بيمينه، فيقول ابتهاجًا وسرورًا: خذوا اقرؤوا كتابي، إني أيقنت في الدنيا بأني سألقى جزائي يوم القيامة، فأعددت له العدة من الإيمان والعمل الصالح، فهو في عيشة هنيئة مرضية، في جنة مرتفعة المكان والدرجات، ثمارها قريبة يتناولها القائم والقاعد والمضطجع. يقال لهم: كلوا أكلا واشربوا شربًا بعيدًا عن كل أذى، سالمين من كل مكروه، بسبب ما قدَّمتم من الأعمال الصالحة في أيام الدنيا الماضية....
دانية : بذرة طيبة، وبرعم جذوره مباركة منذ بداياته الأولى في الخروج من التربة، والبحث عن ضوء الشمس، وهواء الكون الفسيح. بذرة طيبة، اينعت، فكان ايناعها مباركاً على والديها وعموم أسرتها، تبرعمت تزهو تحت شمس الحرية، في صعودٍ لم يتوقف، صعود الإرتقاء، والسمو...
دانية : ومع قفزات النضج البيولوجي الأولى مابعد التبرعم، وفي طفولتها، وصولاً لمُقتبل فتوتها، شقّت طريق التميّز، فنالت شهادة العلوم في التربية، من كلية التربية بجامعة دمشق، قبل عام ٍمن عمر جيلها، فقد تخرجت من الجامعة قبل أن تُكمل أو تتجاوز سن الثانية والعشرين. فكان اختيارها لكلية التربية مقصوداً ومدروساً من قبلها بالرغم من حصولها على درجات جيدة في الثانوية العامة كانت تؤهلها لدراسة أي فرعٍ من فروع الهندسات...
تابعت طريقها مع صعودها في صباها، كصاحبة رسالة، في التربية والتعليم، كمدرسة ومعلمة في مدارس تربية ريف دمشق، وفي مدارس بلدة (يلدا) المجاورة لمخيم اليرموك من جهة الجنوب الشرقي. وتزامنت الأمور مع اندلاع المحنة بالبلد، حين كنت اقوم بإيصالها الى مدرستها، التي كان يداوم ضمنها هيئة التدريس فقط دون التلاميذ الذين كان من الصعب عليهم ان يداوموا نظرة لخطورة الوضع الأمني على سلامتهم...
ولا زلت أذكر اليوم الأخير من ولوجها للمدرسة، وكنت برفقتها لأضمن وصولها بالسلامة، فاذا بواقعة سقوط قذيفة هاون مُرعبة على بناء المدرسة، وقد هزّت المكان كأنه زلزال، فكان لزاماً خروج الجميع من المدرسين والمدرسات، وعودتهم بالطرق الممكنة الى ديارهم، وكانت غالبيتهم من مخيم اليرموك.
دانية، زوجها المهندس حسن، الفلسطيني القُح، النابلسي من جهة والده، والصفدي من جهة والدته، العصامي، صاحب الرؤية، والإدراك والوعي الإستثنائي، والشاب المقدام كأشقائه، صاحب (الكاريزما) العالية في عمله، واداءه، وبناء اسرته حيث يقيم الآن خارج البلد. وقد رزق بـــ (محمد) أو (حمودة)، وقيس أو (أبو علي) كما نُحب أن نُطلق عليه.
اسرة دانية وزوجها حسن، وقد أضافت لها : محمد (حمودة)، وقيس أو (أبو علي). اصحاب تلك العجينة الجينية الوراثية، التي جمعت وطن الأوطان، بلاد الشام : دمشق وحيفا ونابلس وصفد...
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت