أكدت الباحثة الفلسطينية ط. د. نداء يونس في دراسة جديدة حول "اتجاهات توظيف أدوات جمع البيانات في بحوث علوم الاعلام الرقمي والاتصال - دراسة تحليلية نقدية لرسائل الماجستير المنجزة في قسم علوم الاعلام الرقمي والاتصال، جامعة القدس- فلسطين" والتي قدمتها ضمن الملتقى الدولي الهجين الأول الموسوم بـ "التحولات البحثية للدراسات الإعلامية والاتصالية في البيئة الرقمية: نحو التهجين المنهجي" والذي نظمته كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة زيان عاشور بالجلفة في الجزائر بالتنسيق مع مخبر الدراسات الاتصالية والإعلامية وتحليل الخطاب في جامعة عبد الحميد بن باديس بمستغانم وفرقة بحث التسارع الرقمي وإعادة تشكيل القيم الإخبارية في الشبكات الاجتماعية بجامعة زيان عاشور، يوم 2 أيار 2023،على ضرورة تصميم مناهج تدريس رقمية تتوسع في تدريس الإعلام الرقمي المبني على المناهج الحاسوبية والمقاربات الافتراضية أو الأنثروبولوجية، والمناهج الرقمية، وتوجيه الباحثين نحو البحوث النظرية التي تتناول مناهج البحث وأدواته في عصر big data وتحولات الصحافة في بنية الويب والبحوث التطبيقية التي تتناول الأخبار عبر الخط والتحول الرقمي ودراسات الجمهور، وعدم الاكتفاء بالتحليل الوصفي لظواهر الرقمي أو إجراء البحوث خارج الرقمي، والعمل على الحد من استخدام الأدوات والمناهج التقليدية في الفضاءات الرقمية .
كما أوصت بالعمل على ضمان وجود محتوى تدريسي شامل يأخذ بعين الاعتبار ليس فقط المادة النظرية، وإنما أيضا تطبيقاتها في البحوث المنجزة، وصحة مسميات المناهج والأدوات، والتركيز على كيفية تجاوز المغالطات البحثية التي تغلب على هذه بحوث العينة، وأبرزها الخلط بين المنهجيات والمناهج والأدوات، والتغلب على الاشكاليات في تصميم البحوث المختلطة.
كما دعت يونس إلى تصميم مطبوعة لمحتوى مقياس منهجية البحث في علوم الإعلام الرقمي والاتصال في الجامعة يعتمدها الطلبة والمرجع الأكاديمي أو البحثي لإنجاز ونشر البحوث والدراسات والأطروحات، وتعميمها. بالإضافة إلى ضرورة إجراء المزيد من البحوث باستخدام meta-analysis أو secondary analysis أو من خلال المقابلات المعمقة والاستبيانات مثلا للوقوف على المخرجات البحثية لبحوث الاعلام (الرقمي) والاتصال والعلاقات العامة (الرقمية) والدبلوماسية الرقمية في فلسطين، وعلى مجمل الاتجاهات البحثية وطبيعة النظريات المستخدمة ومدى مواءمتها في البيئة الرقمية، وكيفية انعكاس الأطر النظرية في التحليل البحثي، ومدى توافق العناصر البحثية مع الافتراضات النظرية والأسئلة البحثية، لفهم أعمق لطبيعة الإشكاليات البحثية التي تشير اليها الدراسة الحالية أو ما يستجد من خلال دراسات موسعة، ومدى قدرة القائمين على برامج الإعلام الرقمي على الربط بين طبيعة التخصص في الإعلام الرقمي وأدواته ومنهجيات وطبيعة الدراسات التي تعكس ذاك،
إذ وجدت الدراسة أن أغلب بحوث العينة تميل غالبا إلى عدم استخدام الأدوات الرقمية في سحب ومعالجة وتحليل البيانات وتحديدا تلك التي تستخدم الذكاء الصناعي - عدا ثلاثة أبحاث، فيما استخدم بحثان منها أدوات كلاسيكية تم تكييفها مع البيئة الرقمية، ما أثر على اختيارات الباحثين للاتجاهات البحثية لبحوث العينة رغم حداثة الموضوعات التي تناولها الباحثون على المستويين العربي والفلسطيني، والتي توزعت بالتالي في أغلبها، ونتيجة لذلك، على بيئات خارج الرقمي سواء كموضوعات للبحث أو من حيث الميل لدراسة سلوك عينات بحثية خارج الرقمي من خلال مقابلات حولها، ما يعني أن البيانات الضخمة وما يرتبط بها من موضوعات، وبالتالي منهجيات وأدوات جديدة ظلت بمنأى عن الباحثين في عالم شديد التعقيد والتغير وبوجود بيانات هائلة الحجم مثل البيانات التفاعلية التي يقدمها مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي والتي تشكل مصدرا هائلا لدراسات اتصالية وسيميولوجية وانثروبولوجية واجتماعية ونفسية، الخ، والتي يؤدي عدم تحليلها إلى الاكتفاء بترحيل الأدوات والمناهج التقليدية وترقيع استخدامها بحيث يتم إجراؤها في الفضاءات الرقمية بنفس الكيفية.
وكانت فلسطين شاركت في هذا الملتقي الذي ترأسته د. نورة خيري، فيما ترأسه شرفيا البروفيسور عيلام الحاج، مدير الجامعة، وتولى الإشراف العام عليه د. حلباوي لخضر، عميد كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية في الجامعة، بورقة بحثية واحدة من بين 76 مداخلة ودراسة بحثية لما يزيد عن 105 باحثا متخصصا في البحث العلمي من عدة دول مثل الجزائر وتونس وقطر والسعودية والامارات والأردن ومصر، عرضت على مدار ست جلسات، تزامنت ثلاث منها، وضمن محاور بحثية متخصصة في البحث العلمي في البيئة الرقمية،