القدس ما بين النكبة والنكسة

بقلم: النائب أحمد عطون

  •  النائب أحمد عطون

استحضر دائماً القدس وهناك شغف خاص لها خاصة ونحن نعيش ذكرى النكبة واستقبال ذكرى النكسة، وما أن تذكر كلمة القدس وحتى تجد نفسك أمام مجموعة من المعاني والدلالات التي لا تكاد تجتمع في كلمة أخرى.

القدس عاصمة فلسطين ومركز قدسيتها وبركتها، القدس تاج الأمة العربية والإسلامية ومهوى أفئدتها وقبلتهم الأولى وبوابة الأرض إلى السماء، ومقياس الترمومتر الذي يعرف به عزهم وازدهارهم أو ذلهم وانكسارهم.

القدس حيث أقام الأنبياء وحيث تشرف سيد الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء وحيث كان منها معراجه إلى السماء.

القدس حيث الطائفة المنصورة الثابتة على الحق إلى يوم القيامة، وحيث يفصل الله سبحانه وتعالي بين الحق والباطل، وحيث يعود المسيح عليه الصلاة والسلام ليقضى على المسيح الدجال.

القدس حيث المسجد الأقصى أول قبل للمسلمين وثاني المساجد بناء في الأرض بعد الكعبة وثالث المساجد مكانة في الإسلام.

القدس حيث الاحتلال الصهيوني الذي يشوه معالمها الحضارية ويحاول تزوير هويتها العربية والإسلامية الأصيلة.

القدس حيث الصمود والإبداع والثبات الفلسطيني في مواجهة آلة البطش والتهويد الاحتلال الصهيوني.

القدس برنامج عمل جاهز للأمة يستنهضها ويوحدها ويوجه بوصلتها، القدس مصدر للصبر والتضحية والعطاء.

عرفت القدس منذ القدم الكثير من الغزوات والحروب وتعاقب على احتلالها الكثير من الأمم ولكنها يقيناً لم تشهد طوال تاريخها القديم والحديث احتلالاً مدمراً لتراثها الثقافي ومغيراً لمعالمها الحضارية والتاريخية كالاحتلال الصهيوني.

والاستعمار الاحتلالي الاسرائيلي يدل على الفلسفة الأسطورية لليهودية الصهيونية التي اعتمدت في ذراعها، وهي الحركة الصهيونية التي تعتمد على مبدأ إبادة الغير سواء بإنكار وجودهم كما فعلت الغالبية العظمي من قادة الحركة الصهيونية وحكوماتها أو من خلال الاستئصال الفيزيائي بطمس مواقعها الحضارية، وأيضاً من خلال المذابح والمجازر والتي اقترفتها بحق الشعب الفلسطيني خلال حرب اغتصاب فلسطين أي حرب النكبة، ومن خلال مساندة حلفائها الدوليين المستعمرين الاستراتيجيين وخاصة بريطانيا في ذلك الوقت، وأمريكا في هذا الوقت التي هيأت كل الأجواء لهذه الجرائم والإبادة التي تمارس بحق الشعب الفلسطيني بالمجمل.

في هذا الجو القدس تعيش حالة اليتم الحقيقي نحن لا نريد أن نبقى نصف ما يجرى في القدس بسبب الاحتلال وإفرازات الاحتلال، بل هذا هو ظلم المجتمع الدولي، والسؤال الذي يجب أن يكون قائماً ماذا فعلنا نحن كأمة عربية وإسلامية لنصرة القدس بما تمثل بكل هذه الملفات التي ذكرناها.

هل بذلت الأمة كل ما بوسعها من أجل الانتصار لحاضرها وماضيها ولتراثها وعقديتها هذا السؤال الكبير المطروح اليوم، نحن لا نريد أن نبقى نصف الحالة التي تعاني منها مدينة القدس وباقي الأراضي الفلسطينية بسبب سلوك الاحتلال وجرائمه.

القدس ليست للفلسطينيين لوحدهم وإن كانوا أولى الناس بها وليس للعرب وحدهم وحتى لو كانوا أحق الأمة بالدفاع عنها وإنما هي لكل مسلم أياً كان موقعه في الأرض، مشرقها أو مغربها شمالها أو جنوبها حاكماً أو محكوماً كان أو متعلماً أو أمياً غنياً أو فقيراً رجلاً أو امرأة كل على قدر مكانته واستطاعته.

هذا السؤال يبقى مطروحاً للأمة بأسرها ماذا فعلت للانتصار لعقديتها والدفاع عنها وهل بذلنا كل الجهد، وكل ما بوسعنا للدفاع عن هذا الملف الهام لما تمثله مدينة القدس ومقدساتنا ببعد عقائدي وحضاري تاريخي تراثي أمام هذه الهجمة التي تمارس بحق القدس وأهلها، خاصة ونحن نعيش هذه الفترة ما بين نكبة القدس ونكسة القدس.

ماذا فعلنا كأمة خلال هذه المدة أكثر من 75 عامًا منذ عام النكبة لليوم، ماذا فعلنا للانتصار لعقيدتنا وللقدس ومقدساتنا والمسجد الأقصى المبارك هذا السؤال يبقى مفتوحاً لكل الأمة وكل حسب قدرته واستطاعته يجيب عنه منفرداً كان بشكل رسمي أو شعبي أو أفراد كل يجيب عليه بطريقته، هل أديت كل الأمانة للدفاع عن المسجد الأقصى والقدس بكل ما أديت من قوة وما يمثل هذا الملف

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت