حذر القطاع الزراعي في شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية من التداعيات الخطيرة لتعليق المساعدات الغذائية التي يقدمها برنامج الغذاء العالمي لعشرات الآلاف من المستفيدين في الأرض الفلسطينية المحتلة وبشكل خاص في قطاع غزة بسبب عجز التمويل المخصص للبرنامج.
وأشار القطاع الزراعي في الشبكة إلى أن برنامج الغذاء العالمي قام خلال الفترة الماضية بتقليص أعداد المستفيدين من القسائم الشرائية للمواد الغذائية بالآلاف، وفي حال عدم توفر التمويل سيقوم بقطع مساعداته عن 200 ألف مستفيد، وهم من الفئات الأكثر هشاشة من أطفال ونساء ومسنين وأشخاص ذوي إعاقة، ويعتمدون بشكل أساسي على المساعدات المقدمة من وكالات الإغاثة.
وأكد القطاع الزراعي في الشبكة على التدهور الحاصل على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية جراء استمرار الاعتداءات والحصار الإسرائيلي لستة عشر عاماً ونقص التمويل الدولي للبرامج الأساسية حيث ارتفعت نسب الفقر والبطالة وانعدام الأمن الغذائي إلى نسب غير مسبوقة.
وطالبت الشبكة الجهات المانحة بضرورة الإسراع في دعم برنامج الغذاء العالمي بما يمكنه من استئناف خدماته المقدمة للمستفيدين ويخفف من معاناتهم.
كما طالب القطاع الزراعي في الشبكة المجتمع الدولي بالضغط الجاد على سلطات الاحتلال لرفع الحصار بشكل كامل من أجل وقف التدهور الحاصل والتخفيف من تداعياته.
برنامج الأغذية العالمي يعلق مساعداته للفلسطينيين بسبب نقص التمويل
وقال مسؤول برنامج الأغذية العالمي في الأراضي الفلسطينية يوم الأحد إن البرنامج سيعلق المساعدات الغذائية لأكثر من 200 ألف فلسطيني ابتداء من الشهر المقبل بسبب نقص "حاد" في التمويل.
وقال سامر عبد الجابر مدير برنامج الأغذية العالمي القُطري في الأراضي الفلسطينية لرويترز عبر الهاتف من القدس "في ضوء النقص الحاد في التمويل، فإن برنامج الأغذية العالمي مضطر لاتخاذ خيارات مؤلمة بسبب الموارد المحدودة".
وأضاف "سيُضطر برنامج الأغذية العالمي لبدء تعليق المساعدة لأكثر من 200 ألف شخص، أي 60 بالمئة من الحالات الحالية، اعتبارا من يونيو".
وسوف يؤثر القرار أكثر ما يؤثر على العائلات في غزة، صاحبة أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي والفقر في الأراضي الفلسطينية، وكذلك في الضفة الغربية.
ويقدم البرنامج التابع للأمم المتحدة للفلسطينيين المحتاجين قسائم (كوبونات) شهرية بقيمة 10.30 دولار للفرد وكذلك سلعا غذائية. وسوف يشمل قرار التعليق كلا الوجهين من أوجه المساعدات.
ويعيش في غزة، التي تديرها حركة (حماس) منذ عام 2007، 2.3 مليون نسمة 45 بالمئة منهم عاطلون عن العمل و80 بالمئة يعتمدون على المساعدات الدولية، وفقا لسجلات فلسطينية وبيانات الأمم المتحدة.
وقال عبد الجابر "يدرك برنامج الأغذية العالمي تداعيات هذا القرار الصعب الذي لا مفر منه على مئات الآلاف الذين يعتمدون أيضا على المساعدات الغذائية لتلبية احتياجاتهم الضرورية".
وحركة الأشخاص والبضائع مقيدة منذ أعوام في ظل الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع متذرعة بمخاوف أمنية من حماس، إلى جانب التدابير الأمنية المصرية.
وقال عبد الجابر إن البرنامج سيواصل مساعدة 140 ألفا في غزة والضفة الغربية، مضيفا أن قرار التعليق اتُخذ لإنقاذ الأشخاص الأكثر عرضة لخطر عدم القدرة على تحمل تكاليف الطعام.
وأضاف أنه ما لم يتلق برنامج الأغذية تمويلا، فسوف يضطر إلى تعليق المساعدات الغذائية والنقدية بالكامل بحلول أغسطس آب.
وهتف عشرات الفلسطينيين "لا للجوع" في احتجاج نظموه أمام مقر برنامج الأغذية العالمي في مدينة غزة احتجاجا على القرار.
وقال فرج المصري، وهو أب لطفلين تحصل أسرته على قسائم بقيمة 41.20 دولار شهريا "الكبونه هادي عباره عن حياه، هما إل بعتوا الرسالة بعتوا لنا قطع أرواح طبعا لأنه فشي أي مصدر غير المصدر الكبونه هادي طبعا ولا أي مصدر، قاعد عن العمل وإذا هما بدهمش يعطوني الكبونه يوفروا لنا أي فرصة عمل بس مش أكتر".
وفي جباليا، شمال قطاع غزة، قالت جملات الدبور، التي تتلقى أسرتها قسائم شراء بقيمة 164.80 دولار شهريا "الله أعلم فينا والله لتنقطع الكابونه لنموت من الجوع، يمكن يحرقوا حالهم يمكن ندب حالنا من على السطوح من الجوع لما ولد يقلك بدي آكل وما تلاقيش أكل إش بدك تعمل؟".