توجه المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) بالتهنئة الحارة لكافة الزملاء الصحفيين/ات في فلسطين وفي أنحاء العالم بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، الموافق الثالث من أيار، كما واستذكر جميع شهداء القلم في فلسطين وعلى رأسهم الشهيدة "شيرين أبو عاقلة" في الذكرى السنوية الأولى لاستشهادها.
واحتفالاً بهذه المناسبة، وإحياءً لهذه الذكرى عمل "مدى" على إنتاج فيلماً توثيقياً حول حالة الحريات الإعلامية خلال العام 2022 في إطار الجهود التي يبذلها لتوثيق ورصد ما تتعرض له الحريات الإعلامية من إنتهاكات وعلى الأخص جرائم "قتل الصحفيين".
يسلط الفيلم الضوء على اليوم العالمي لحرية الصحافة، وإحياء الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة والتي تأتي في الحادي عشر من شهر أيار، استناداً لشهادة زميليها الصحفي علي السمودي والصحفي مجاهد السعدي، كما يتضمن الفيلمإضافة لشهادات صحفيات حول الإنتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون في الميدان وسبل الحماية منها.
كما يستعرض الفيلم الإنتهاكات ضد الحريات الإعلامية خلال العام 2022 بالأرقام والإحصاءات، ومن كافة الجهات التي ارتكبتها، حيث وثق مركز مدى ما مجموعة (605) انتهاكات خلال العام الماضي ارتكبت الجهات الإسرائيلية (416) أي ما يعادل 69%. منها.
وبهذه المناسبة، ومع مرور هذه الذكرى يدين مركز "مدى" كافة الاعتداءات من جميع الجهات على الصحفيين، وخاصة جرائم قتل الصحفيين وإفلات مرتكبيها من العقاب، وكما يدين ما جرى من تصعيد حاد للاعتداءات الإسرائيلية خلال الأشهر الماضية في مدينتي القدس ونابلس ضد المواطنين والصحفيين/ات.
ويؤكد مركز مدى أن استمرار مثل هذه الاعتداءات يشكل خطراً جسيماً على الحريات الإعلامية، لذا فإن المجتمع الدولي مُطالب بممارسة المزيد من الضغوط على حكومة إسرائيل لوقف اعتداءاتها على الصحفيين الفلسطينيين وتقديمهم للمحاكمة ووضع حد لإفلاتهم من العقاب، والسماح للصحفيين/ات القيام بواجبهم المهني بحرية كاملة.
كما ويجدد مركز مدى مطالبه المستمرة بضرورة الإفراج عن الصحفيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية البالغ عددهم 19 صحفيا/ة وآخرهم الصحفي الحر محمد بدر، الذي اعتقل عقب اقتحام منزله في بلدة "بيت لقيا" في الرابع من شهر نيسان الماضي.
ولا يزال هؤلاء الصحفيون يقبعون في السجون الإسرائيلية بعد مرور 30 عاما على من إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الثالث من أيار يوماً عالمياً لحرية الصحافة، الأمر الذي يؤكد أن الأراضي الفلسطينية لا تزال تعاني من انتهاكات واسعة لحرية التعبير، وأن الحريات الإعلامية فيها لا تزال هدفاً لاعتداءات متصاعدة، وأن العاملين في القطاع الإعلامي يدفعون ثمناً باهظاً جراء إصرارهم الدؤوب على تغطية الأحداث بالكلمة والصورة، ويتعرضون بشكل يومي للانتهاكات من قبل الاحتلال الإسرائيلي ومن قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة وغزة.
ويرى مركز مدى ان هذه الانتهاكات تركت ولا تزال تترك آثاراً سلبية على الصحفيين/ات وعلى المشهد الإعلامي وعلى حرية الوصول للمعلومات، وأن عدم توفر الأمان في العمل الصحفي يحول حياة الصحفي إلى خوف وجحيم ويقتل دافع الإبداع بداخله.
وكما يجدد مركز مدى مطالبته المجتمع الدولي بممارسة ضغط حقيقي وفعال على إسرائيل لوقف اعتداءاتها المستمرة على الصحفيين، فإنه يطالب السلطات في الضفة والقطاع بوقف كافة أشكال الانتهاكات ضد الحريات الإعلامية، وتوفير أجواء عمل آمنة للصحفيين.