في عدوان متزامن واستهتار صارخ بأرواح المدنيين
قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 13 مواطنًا، بينهم 4 نساء و4 أطفال، منهم فتاة في الـ 17 من عمرها، و3 قياديين من المقاومة الفلسطينية، قتلوا مع عدد من أفراد أسرهم، وأصابت 18 مواطنًا، بينهم 4 نساء و4 أطفال، في سلسلة غارات متزامنة نفذتها عبر طيرانها الحربي، فجر اليوم، واستهدفت أربع شقق سكنية قصفت على رؤوس قاطنيها دون أي إنذار مسبق، ضمن جرائم الاغتيال خارج نطاق القانون (الاغتيال)، بقرار من أعلى مستوى سياسي وعسكري وقضائي في إسرائيل.حسب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان
وأعلن جيش الاحتلال أن الغارات جاءت في سياق عملية مشتركة للجيش وجهاز الشاباك، أسماها "السهم الواقي"، واستهدفت القضاء على 3 قياديين من سرايا القدس - الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
وتعكس هذه العملية أعلى درجات الاستهتار الإسرائيلي بحياة المدنيين الفلسطينيين والإمعان في إيذائهم، حيث تملك المعلومات الاستخبارية الكاملة عن الشقق المستهدفة ونفذت جريمتها مع إدراكها الكامل بوقوع ضحايا مدنيين. ولعل أكثر نموذج صارخ على هذا الاستهتار كان مقتل طبيب فلسطيني يحمل الجنسية الروسية، وزوجته وابنهما، داخل شقتهما السكنية بعد استهدافها المباشر، بالتزامن مع استهداف شقة سكنية لأحد المستهدفين في البناية نفسها. وهذا الطبيب يعتبر من ابرز الأطباء الاخصائيين في زراعة الاسنان، ورئيس مجلس إدارة جمعية الوفاء الخيرية، وهي منظمة أهلية عضو في شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية وتدير مستشفى الوفاء للتأهيل الطبي والجراحة التخصصية، الذي سبق وأ ن تعرض لعدة عمليات قصف سابقة.حسب المركز
وأدان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان "هذا العدوان الجديد بأشد العبارات"، وعبر عن" خشيته من استمراره وتطوره في ظل الإجراءات التي أعلنت إسرائيل اتخاذها بما فيها إغلاق المعابر مع غزة، واتخاذ إجراءات أمنية في التجمعات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة، بما يشير بأن العدوان مرشح للتوسع، وهو الأمر الذي يدفع ثمنه المدنيون."
ووفق تحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 2:00 فجر اليوم الثلاثاء، الموافق 09/05/2023، أطلقت طائرات الاحتلال الاسرائيلي صاروخين أصابا الطابقين السادس والخامس من بناية سكنية مكونة من 6 طبقات، في حي الرمال وسط مدينة غزة، ما أدى إلى تدمير شقتين سكنيتين، ومقتل 6 مواطنين، بينهم سيدة وطفلان، وإصابة 6 مواطنين، بينهم امرأتان، من سكان الشقتين."
وحسب المركز: القتلى جراء استهداف الطابق السادس، هم: جمال صابر محمد خصوان، 52 عاماً، وهو طبيب الاسنان المذكور أعلاه، وزوجته مرفت صالح محمد خصوان، 44 عاماً، وابنهما يوسف، 19 عاماً، وهو طالب في السنة الثانية بكلية طب الأسنان، وهم يقطنون بالطابق السادس – الروف، وجميعهم مدنيون.
أما القتلى في الطابق الخامس، فهم: طارق ابراهيم محمد عزالدين، 51 عاماً، وهو قائد في سرايا القدس، وطفليه: علي، 9 سنوات، وميار،7 سنوات. كما ألحق القصف أضراراً بالغة في البناية نفسها، فيما لحقت أضرار جزئية في البنايات المجاورة."
وفي التوقيت نفسه، أطلقت طائرات الاحتلال صاروخين تجاه منزل من طابقين لعائلة البهتيني في حي الشعف شرق مدينة غزة. أسفر ذلك عن مقتل 5 مواطنين، بينهم امرأتان وطفلتان، وإصابة 6 آخرين، بينهم 3 أطفال وامرأتان. والقتلى هم:
خليل صلاح خالد البهتيني، 44 عاماً، وهو قائد في سرايا القدس، وزوجته ليلى مجدي مصطفى البهتيني، 42 عاماً، وطفلته هاجر، 4 سنوات، والمواطنة دانية علاء عطا عدس، 19 عاماً، وشقيقتها الطفلة إيمان، 17 عامًا، وتوفيت الساعة 10:00 صباحًا، متأثرة بجراحها، وهما تقطنان في منزل ملاصق للمنزل المستهدف.
وفي وقت متزامن، أطلقت طائرات الاحتلال ثلاثة قنابل من نوع GBU 39 تجاه منزل المواطن جهاد شاكر دياب عبد الحافظ (الغنام)، 62 عاماً، وهو أمين سر المجلس العسكري في سرايا القدس، والمنزل مكون من طابق واحد في حي الجنينة، في رفح. أسفر القصف عن مقتل المواطن المذكور، وهو مبتور الساقين، وزوجته وفاء نمر توفيق الغنام، 62 عاماً. كما أصيب 6 مواطنين آخرون بجراح مختلفة، من بينهم طفل ونجل القيادي المستهدف، ووقعت أضرار في عدد من المنازل المجاورة.
كما قصفت طائرات الاحتلال العديد من مواقع التدريب الخاصة بالمقاومة، دون وقوع إصابات، على الرغم من حالة الهلع التي اصابت السكان المدنيين وتحديداً الاطفال منهم.
وتنفذ جرائم القتل خارج نطاق القانون وفق معلومات استخبارية من أجهزة قوات الاحتلال، ويتم تصفية المستهدفين بصورة فورية، بدلاً من اعتقالهم، وبالتالي ينصب جيش الاحتلال نفسه قاضياً ويقرر حكماً بالإعدام وينفذه في آن. وغالباً ما يؤدي تنفيذ جرائم الاغتيال بالطيران الحربي إلى إيقاع ضحايا بأرواح المدنيين دون أي ضرورة وهو ما يرقى إلى جريمة حرب.
ويشير المركز إلى أن قوات الاحتلال دأبت على استخدام هذا النمط من الجرائم في السنوات السابقة بحق الفلسطينيين، وسط صمت المجتمع الدولي وخاصة من الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة، وعدم العمل على وقف تلك الجرائم واتخاذ تدابير وإجراءات عملية تجاه دولة الاحتلال، الأمر الذي يدفع تلك القوات إلى ارتكاب المزيد من جرائم الحرب بحق الفلسطينيين.
ويذكّر المركز أنه في كل مرة يدفع المدنيون الفلسطينيون ثمن هذا العدوان الإسرائيلي، منبهاً أن هذه السياسة الإسرائيلية تحوّل أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة إلى رهائن للقصف والخوف والقلق والحصار، فضلاً عن الاستهداف المباشر.
وفي هذا الإطار، وضمن سياسة العقاب الجماعي، أعلنت قوات الاحتلال إغلاق المعابر مع قطاع غزة، وهو ما ينذر بالمزيد من التدهور في الأوضاع الإنسانية.
وتحسباً للتطورات، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، تعليق دوام المؤسسات التعليمية وتأجيل اختبارات الوظائف التعليمية التي كانت مقررة اليوم الثلاثاء حتى إشعار آخر، على أن يكون الدوام في باقي المؤسسات الحكومية، بالحد الأدنى وفق تعليمات رئيس المؤسسة.
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان قال إنه " إذ يدين بشدة العدوان الإسرائيلي، فإنه يشعر ببالغ القلق من تدهور الأوضاع الأمنية بشكل دراماتيكي، ويخشى من انفجار الأوضاع بشكل شامل. وعلى ضوء ذلك، فإن:
يدعو المركز على نحو خاص المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية للعمل جديًّا في الوضع الفلسطيني.
ويجدد المركز مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية.