يبدأ فريق "فلسطين على القمة" رحلة لتسلق قمّة "أوهورو" على جبل "كلمنجارو" في تنزانيا، ضمن مشروع يسعى لتسلّق أعلى القمم والجبال حول العالم؛ لإعلاء علم فلسطين، وصوت أهلها وقضاياهم.
سيضم الفريق، الذي يتسلق قمّة أعلى جبل منفرد بذاته في العالم، 19 متسلقًا ومتسلقة يمثلون مختلف المدن الفلسطينية من الشمال حتى الجنوب، متبنيًا قضية المبعد صلاح الحموري، للتعبير عن رفض الاعتقال الإداري والترحيل القسري والنفي.
بهذا الشأن، قال قائد ومؤسس الفريق، خليل غرّة: "بدأنا مشوارنا في جبل أرارات عام 2022 والآن نتحضر لتسلّق قمة كليمنجارو، أعلى قمّة في القارة الإفريقية، حيث ستليها في العام المقبل قمة جبل إلبروس، أعلى قمة في أوروبا".
وأوضح أن الهدف هو تسلّق "القمم السبعة الأعلى في جميع القارات وأن نطرح قضايا فلسطينية على الرأي العام، وأن ندمج ما بين المغامرة والتحدي والرياضة والنضال والنشاط السياسي".
غير المسبوق في هذه الرحلة بحسب غرّة، هو التركيز على قضايا اجتماعية وسياسية إنسانية، قائلًا: "نسلط الضوء عليها وعلى الانتهاكات والجرائم التي يقترفها نظام الاستعمار الإسرائيلي بحقنا من جهة، ومن جهة أخرى على أهمية التحرك المحلي والدولي والتشبيك مع الحملات القائمة على القضايا لدعمها وإسنادها".
يذكر أنه من المقرر أن يصل تنزانيا في 18 مايو الجاري، ثم سيبدأ عملية التسلق في اليوم التالي، ويسبق ذلك تدريبات مكثفة تستهدف رفع قوة التحمل لدى المتطوعين، بهدف الوصول إلى القمة في 25 من الشهر نفسه.
من ناحيتها، شرحت عضوة الفريق المحامية، آية الحاج عودة، أن اختيار قضية الحموري يعود لرمزيتها التي تحمل عدة قضايا، وهي التهجير والإبعاد، والاعتقال الإداري، إضافة لسحب الهويات، وهي سياسة تُمارس ضد سكان القدس والأراضي المحتلة عام 1948، وحتى الضفة الغربية.
وأضافت أنه نظرًا لأن الحموري ناشط في مجال حقوق الإنسان، فإن الفريق يسعى من خلال اسمه وقضيته لرفع وتسليط الضوء على القضايا الهامة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
بدوره، أوضح عضو الفريق والمدون الفلسطيني، أحمد البيقاوي، أنه "في السياق الفلسطيني لا يمكن عزل السياسة عن أي أمر نخوضه في حياتنا، ولا يمكن عزل أي شيء خاص أو شخصي، نظرًا لأن الاحتلال والقضايا العامة تنعكس على كل التفاصيل الحياتية".
وأضاف بيقاوي أن جزءًا أساسيًا من تفكير الفريق ينصب على استغلال كل فرصة من أجل تسليط الضوء على حياتنا الفلسطينية وإعلاء صوتها، مشيرًا إلى أنه "من هذا المبدأ نحن نستغل فكرة التحديات الرياضية المعروفة، التي تتبنى فيها الناس الأفكار وتُسوّق فيها لجهات ومؤسسات، من أجل تسليط الضوء على القضايا الفلسطينية".
بدوره وجّه الناشط الحقوقي، صلاح الحموري، شكره للفريق على تبني قضيته خلال رحلته، معبرًا عن الرمزية الكبيرة التي يمثلها النشاط، متمنيًا لو أنه كان يتمكن من المشاركة بنفسه.
يُذكر أن الحموري، محامٍ فلسطيني وناشط بمجال حقوق الإنسان، ولد في القدس عام 1985، ويحمل الجنسية الفرنسية، ورفض عروض الاحتلال منذ عام 2005 بالرحيل عن القدس إلى فرنسا اختياريًا دون عودة، التي تحولت إلى تهديدات الإبعاد، إذ نُفذت في نهاية اعتقاله الإداري الأخير عام 2022؛ وبسحب هويته المقدسية.
من جهته، شرح الرياضي وعضو الفريق، أمجد بدرية، الصعوبات والتحديات التي ستواجه الفريق خلال الرحلة، مؤكدًا أن تسلق القمم هو نشاط رياضي مغامر وخطير يتطلب تدريبات وتحضيرات مكثفة للحفاظ على الأمان وضمان النجاح.
وذكر بدرية أنه يجب ممارسة التمارين البدنية بشكل منتظم وتحسين اللياقة البدنية والقوة العضلية، حتى يتمكن المتسلق من تحمل المشي في المناطق الجبلية الصعبة لفترات طويلة.
وبيّن أنه يجب البدء في تدريبات وتحضيرات مختلفة قبل أشهر عدة من السفر، والحرص على الالتزام بالمعدات اللازمة واتباع الإرشادات الأمنية والصحية المطلوبة للتسلق بأمان.