يبدو للوهلة الأولى أن طريقة كتابة الأسماء من (اللد - الطنطورة – دير ياسين) إلى (غزة – نابلس - جنين)، وكأنها خط سير للحافلات، وهو بطريقة ما خط سير، لكنه للمجازر، التي ارتكبها الاحتلال وعصاباته الإجرامية بحق شعبنا، منذ عام 1948، وحتى أيامنا هذه 2023.
مجازر العصابات الصهيونية بحق أبناء شعبنا بدأت في نهايات الثلاثينيات، وتعمقت وتركزت في الأربعينيات واستمرت في الخمسينيات وما بعدها، وصولاً إلى يومنا هذا حيث استُشهد 33 مواطنا في عدوان الاحتلال الأخير على قطاع غزة.
مجازر ما زالت تكتشف، كما في "الطنطورة"، فبعد 74 عاماً وثق فيلم شهادات للعصابات الصهيونية التي ارتكبتها، حيث دُفنت الجثث في مقبرة جماعية على شاطئ القرية المهجرة، وأخرى ما زالت تجري كما في غزة ونابلس، وجنين وراح ضحيتها عشرات الشهداء.
وسيطرت العصابات الصهيونية خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة فلسطينية، ودمرت 531 منها بالكامل وما تبقى تم إخضاعه إلى كيان الاحتلال وقوانينه، وقد رافق عملية التطهير هذه اقتراف العصابات الصهيونية أكثر من 51 مجزرة بحق الفلسطينيين، أدت إلى استشهاد ما يزيد على 15 ألف فلسطيني.
وشكلت أحداث نكبة فلسطين وما تلاها من تهجير عملية تطهير عرقي، وتم تشريد 957 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948 في 1,300 قرية.
وتشير سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إلى أن عدد اللاجئين المسجلين لديها حتى كانون الأول عام 2020، بلغ حوالي 6.4 مليون لاجئ فلسطيني، منهم نحو مليونين في الضفة وقطاع غزة.
بدأت مجازر العصابات الصهيونية في نهايات عام 1937 وبدايات 1938 و1939 في القدس وحيفا، بإلقاء قنابل وتفجير مركبات ملغومة في أسواق المدينتين أسفرت عن استشهاد نحو 250 فلسطينيا وجرح أكثر من 500 آخرين.
لاحقا، وفي عام 1947، وقعت عدة مجازر في حيفا أسفرت عن (78 شهيدا)، والقدس (35 شهيدا) وقرى: بلد الشيخ (60 شهيدا)، وعرب الخصاص (12 شهيدا)، والشيخ بريك (40 شهيدا)، والعباسية (7 شهداء).
في بدايات عام 1948، أدت القنابل والمركبات الملغومة التي فجرتها العصابات الصهيونية في شهر يناير/ كانون الأول، إلى استشهاد أكثر من (170) فلسطينا، في حيفا (51) شهيدا في مجزرتين منفصلتين، ويازور قرب يافا (15) شهيدا، ويافا (85) شهيدا في مجزرتين منفصلتين، والقدس (18) شهيدا.
استمرت المجازر في شباط وآذار 1948، وكان أبرزها: مجزرة قرية "سعسع" في 14 شباط، وراح ضحيتها 60 شهيداً، ومجزرة بناية السلام في القدس في 20 شباط، وراح ضحيتها 14 شهيدا، فيما استُشهد في مجزرة الحسينية في 16-17 آذار 1948، وراح ضحيتها (60) مواطناً، ومجزرة قطار حيفا يافا في 31 آذار، وراح ضحيتها (40) شهيداً، ومجزرة شوق الرملة وراح ضحيتها (25) شهيداً.
وشهد شهرا نيسان وأيار 1948، المجازر الأكثر دموية بحق أبناء شعبنا، فكانت مجزرة دير ياسين في 9 نيسان، وراح ضحيتها أكثر من 250 شهيدا، تلتها مجزرة قالونيا في 14 نيسان، وراح ضحيتها (14) شهيداً، واللجون في 13 نيسان وراح ضحيتها (13) شهيداً، وناصر الدين في 14 نيسان وراح ضحيتها (50) شهيداً، وطبريا في 19 نيسان وراح ضحيتها (14) شهيدا، وحيفا في 22 نيسان وراح ضحيتها (100) شهيد، وعين الزيتون في 4 أيار وراح ضحيتها (70) شهيدا، وصفد في 13 أيار وراح ضحيتها (70) شهيدا، وبيت داراس في 21 أيار وراح ضحيتها 260 شهيدا، والطنطورة في 22 أيار وراح ضحيتها (230) شهيداً.
بعد الخامس عشر من أيار 1948، استمرت مجازر العصابات الإرهابية، فكانت مجزرة اللد في مسجد دهمش (250-350) شهيداً. كما ارتكبت في 29 تشرين الأول مجزرة أسفرت عن استشهاد 455 شخصاً في قرية الدوايمة الواقعة بين بئر السبع والخليل، والصفصاف (70) شهيداً، ومجزرة الحولة في 30 تشرين الأول، وراح ضحيتها 70 شهيدا، وعيلبون وراح ضحيتها 30 شهيدا.
في الخمسينيات، كانت أبرز المجازر، مجزرة عرب العزازمة في 3 أيلول 1950 وراح ضحيتبا (13) شهيدا، وشرفات في 7 شباط 1951 وراح ضحيتها (10) شهداء، وبيت جالا في 11 كانون الأول 1952 وراح ضحيتها (7) شهداء، ومجزرة قبية في 14-15 تشرين الأول 1953 وراح ضحيتها (67) شهيدا، ومخيم البريج في 28 آب 1953 وراح ضحيتها (20) شهيدا، ونحالين في 28 آذار 1954 وراح ضحيتبا (9) شهداء، وغزة في 28 شباط 1955 وراح ضحيتها (39) شهيداً، وغزة نيسان 1956 وراح ضحيتها (62) شهيداً، وقلقيلية في 10 تشرين الأول 1956 وراح ضحيتها (70) شهيدا، وكفر قاسم في 29 تشرين الأول 1956 وراح ضحيتها (49) شهيدا، وخان يونس في تشرين الثاني 1956 وراح ضحيتها (275) شهيدا.
في الستينيات، ارتكبت العصابات الصهيونية مجزرة السموع في 13 تشرين الثاني 1966 وأسفرت عن (18) شهيدا، والقدس في 5-7 حزيران 1967 وراح ضحيتها (300) شهيد، ومخيم رفح حزيران 1967 (23) شهيدا، والكرامة في 9 شباط 1967 (14) شهيدا، ومجزرة مخيمات لبنان وبالأخص النبطية في 14-15 أيار 1974 وراح ضحيتها (50) شهيدا.
وبحسب سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، بلغ عدد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين 58 مخيما رسميا تابعا للوكالة تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيما في لبنان، و19 مخيما في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة.