أصدرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة بيان سياسي بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة الفلسطينية. جاء فيه :
ذكرى النكبة الخامسة والسبعون ليست محطة احتفالية بل هي محطة للذاكرة الواعية التي تدرك ابعاد الصراع والتي تخوض عملياً ثقافة المواجهة ميدانياً وعلى الأرض حيث أثبت شعبنا العربي الفلسطيني أن تلك الذكرى التي أرادوها مجرد رقم ومناسبة لنعي القضية الفلسطينية وشعب فلسطين تحولت بفعل المقاومة إلى فعل واقعي ثوري جهادي يواجه كل محاولات تصفية القضية الفلسطينية وفي هذا السياق قدم شعبنا الفلسطيني على مدار أكثر من سبعة عقود نماذج إبداعية في عملية المواجهة أكدت قدرة هذا الشعب وارادته على ابتكار كل أساليب النضال الممكنة في ظل واقع رسمي عربي في أغلبيته لم يكن سنداً وظهيراً وقد استطاعت المقاومة وبعمقها العربي المقاوم وعمقها ايضاً الإسلامي الذي ينطلق من مفاهيم وقيم جهادية تعي طبيعة الصراع وتحدد وجهة البوصلة ومن هو العدو. "
وأضاف :
لقد أكد شعبنا عبر ثورته المعاصرة وانتفاضاته المتتالية أنه قادر على إدامة هذا الصراع كرأس حربة وهو يدرك أن مسؤولية تحرير فلسطين هي مسؤولية الأمة العربية والإسلامية باعتبار ان الخطر الصهيوني يتهدد الأمة جمعاء وبهذا المعنى شكلت قوى المقاومة ومحور المقاومة اليوم هذا العمق المقاوم حيث كان هذا المحور هو الحاضنة الطبيعية لتصاعد الثورة وانطلاقاً من قاعدة الارتكاز والحاضنة الاستراتيجية سورية استطاع شعبنا بل قوى المقاومة أن يسجلوا صفحات مشرقة في التأكيد على هذا الحق وبنفس الوقت تحقيق انتصارات هامة في إطار مسيرة الصراع والمعركة الكبرى على طريق الإنتصار البين والكبير. "
وتابع : تلك المقدمات هي التي مكنت قوى المقاومة من مواجهة محاولات التطبيع ومعاهدات الذل التي أرادت أن تعمل وفق برنامج سياسي يؤدي في النهاية إلى تصفية القضية الفلسطينية ولعل أخطر تلك الاتفاقات تم تحت مظلة دينية وابتداع تسميات دينية كان آخرها ما سمي اتفاقيات ابراهام إلا أن جذوة النضال التي امتدت على مساحة فلسطين كل فلسطين من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها أكدت وحدة شعبنا الفلسطيني سواء داخل الاراضي المحتلة عام 1948 أو في الضفة الغربية وغزة وكذلك الأمر في الشتات.
وقال :
بهذا المعنى ننظر إلى المعركة الأخيرة معركة ثأر الأحرار التي خاضتها المقاومة الفلسطينية في غزة حيث ثبتت قواعد اشتباك جديدة وأكدت أن إمكانية هزيمة هذا العدو هزيمة محققة وكاملة ليس بالأمر الصعب حين تجتمع مقدرات هذه الأمة وطاقاتها بل نستطيع القول إن محور المقاومة قادر على إنجاز القسم الأهم في هذه المعركة وتحقيق انتصارات نوعية تمهد لتفكيك هذا الكيان.
وبمناسبة الذكرة الخامسة والسبعين للنكبة نقول ستبقى قضية فلسطين حاضرة في العقل وفي الوجدان وفي الثقافة لدى شعبنا وأمتنا مهما حاول البعض أن يحرف البوصلة عن هذا المعنى وهذا الاتجاه ولنا ملئ الثقة بأمتنا وبدورها وانها قادرة على استعادة هذا الدور الذي جرت محاولات شطبه تحت ما سمي بالربيع العربي وحرفه عن معناه الأساسي وأن انتصار قوى المقاومة في مواجهة الحرب الإرهابية التكفيرية التي شنت على سورية وبشكل عام على محور المقاومة هي من أهم العلامات هذا الانتصار.
ولعل الدروس التي يمكن أن نتوقف أمامها في هذه الذكرى هي كيف نعزز الوحدة الوطنية الفلسطينية ميدانياً وسياسياً ونعمل على إعادة الروح لمنظمة التحرير الفلسطينية من حيث تفعيل بنيتها ومؤسساتها وبرنامجها السياسي المقاوم هذا ما يتطلع إليه شعبنا وما يجب أن نرتقي إليه حتى نكون بمستوى تلك التضحيات التي يقدمها اهلنا داخل فلسطين وخارجها وبذلك نكون أوفياء لدماء الشهداء الذين قدموا ارواحهم فداء لفلسطين ولأمتهم على طريق تحقيق النصر الكبير نصر هذه الأمة الذي لا يمكن أن يكون كاملاً ما دام هذا الاحتلال يجثم فوق أرضنا سواء كان في الجولان أو في فلسطين أو في بعض المناطق من جنوب لبنان.