انتقدت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وفرنسا إسرائيل بسبب قرار يتيح للمستوطنين اليهود ترسيخ وجود دائم لهم في موقع استيطاني بالضفة الغربية.
كان قائد القيادة المركزية بالجيش الإسرائيلي وقع يوم الخميس أمرا يتيح للإسرائيليين دخول المنطقة التي يوجد بها موقع "حومش" الاستيطاني، مما يمهد الطريق أمام بناء مستوطنة بشكل رسمي هناك.
ودعت وزارة الخارجية الأمريكية إسرائيل مرارا إلى الامتناع عن اتخاذ أي إجراءات تزيد من التوتر مع الفلسطينيين مثل إضفاء الطابع الرسمي على المواقع الاستيطانية وعلى وجه الخصوص موقع حومش.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في بيان يوم الأحد "نحن قلقون للغاية من أمر الحكومة الإسرائيلية الذي يتيح لمواطنيها ترسيخ وجود دائم في موقع حومش الاستيطاني في شمال الضفة الغربية، والذي شيد بشكل غير قانوني على أراض فلسطينية خاصة، بحسب القانون الإسرائيلي".
وأضاف ميلر أن القرار لا يتماشى مع تعهدات الحكومة الإسرائيلية في عام 2004 وكذلك التعهدات التي قدمتها في الآونة الأخيرة للمسؤولين في إدارة بايدن.
وانتقدت وزارة الخارجية الفرنسية أيضا القرار الإسرائيلي الذي قالت إنه يتعارض مع القانون الدولي وينتهك التعهدات التي قطعتها إسرائيل على نفسها في اجتماعين إقليميين عقدا هذا العام في العقبة وشرم الشيخ.
ودعت فرنسا الحكومة الإسرائيلية إلى التراجع عنه، معربة عن قلقها جراء اقتحام وزير "الأمن القومي" الإسرائيلي المتطرف ايتمار بن غفير للحرم القدسي الشريف للمرة الثانية، أمس الأحد.
وأشارت فرنسا إلى ضرورة الحفاظ على الوضع القائم تاريخيا في الأماكن المقدّسة في القدس، مشددة على أهمية الدور الخاص الذي تضطلع به الأردن في هذا الصدد.
ودعت، مجددا، "جميع الجهات الفاعلة إلى الامتناع عن اتخاذ أي تدبير أحادي الجانب أو يفضي إلى تعاظم التوترات وأعمال العنف، ولا سيّما إزاء المدنيين"، مضيفة أن إرساء أفق سياسي يتسم بالمصداقية للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي بات مُلحّاً، على أساس الحل الوحيد الذي يتيح إحلال سلام عادل ودائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ألا وهو حل الدولتين.
ولم ترد سفارة إسرائيل في واشنطن على الفور على طلب للتعليق.
وقال مسؤول إسرائيلي طلب عدم الكشف عن اسمه إن القرار المشار إليه يهدف إلى السماح للإسرائيليين بمواصلة الدراسة في مدرسة دينية في حومش، وإن الحكومة لا تنوي إعادة بناء المستوطنة أو السماح بوجود إسرائيلي على أرض فلسطينية خاصة.
وقال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش "لقد قطعنا وعدا بإضفاء الطابع الرسمي على الدراسة المستمرة للتوراة في مدرسة حومش الدينية، ونحن ملتزمون به".
ويأتي الانتقاد الأمريكي بعد أشهر شهدت عنفا متصاعدا بين الإسرائيليين والفلسطينيين والذي مثل اختبارا للعلاقات بين واشنطن وحليفتها الرئيسية في الشرق الأوسط.
وكان وزير الأمن الإسرائيلي اليميني المتشدد إيتمار بن غفير، وهو أحد أعضاء الحكومة اليمينية التي تولت مقاليد السلطة في ديسمبر كانون الأول الماضي، قد زار المسجد الأقصى يوم الأحد حيث قال "نحن أصحاب" القدس، مما أثار إدانة فلسطينية وعربية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية إن واشنطن قلقة أيضا من "الزيارة الاستفزازية" و"ما يرافقها من خطاب تحريضي".
وأضاف "يجب عدم استخدام هذا المكان المقدس لأغراض سياسية، وندعو جميع الأطراف إلى احترام قدسيته". وأكد أيضا على الموقف الأمريكي الذي يطالب بضرورة الحفاظ على الوضع الراهن في الأماكن المقدسة بالقدس.