نظمت في ساحة الجندي المجهول بمدينة غزة، مساء الخميس، وقفة إسناد للأسير وليد دقة، للمطالبة بالإفراج الفوري عنه وتنديدا بسياسة الإهمال الطبي التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى المرضى.
جاء ذلك بدعوة من لجنة الأسرى للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين ومفوضية الشهداء والأسرى في حركة فتح، وذلك في إطار الحملة الدولية لإنقاذ الأسير القائد والمفكّر وليد دقة التي أطلقها مكتب الشهداء والأسرى والجرحى في الجبهة الشعبيّة.
وشارك في الوقفة حشد من ممثلي القوى الوطنيّة والإسلامية، حيث رفعوا صورًا للأسير دقة، وشعارات تُطالب بحريته وإطلاق سراحه من سجون الاحتلال.
وفي كلمة الجبهة الشعبيّة، قال عضو اللجنة المركزية في الجبهة محمد الغول، إنّ "سجون الاحتلال تتعرّض إلى هجمةٍ صهيونيّةٍ واسعة تصاعدت بعد وصول القوى الأكثر فاشية وعنصرية في تاريخ إسرائيل إلى سدة الحكم، وتولي بن غفير ملف الأسرى، ليوسّع هذا الاحتلال من سياساته التنكيليّة والقمعيّة بحق الحركة الأسيرة، وضمن هذه السياسة صَعدّ من هجمته على قيادات وأسرى الجبهة الشعبيّة وعلى رأسهم الأمين العام للجبهة أحمد سعدات، وواصل انتهاج سياسة الاهمال الطبي والاعدام البطيء بحق عشرات الأسيرات والاسرى المرضى."
وقال" الأسير القائد المفكر وليد دقة يعاني منذ شهور من أوضاع صحية خطيرة، وتم الإعلان قبل عدة أيّام عن حصول تدهور في وضعه الصحي نتيجة تعرضه لعددٍ من الانتكاسات الصحية بسبب عدم توفر العلاج له، وانتهاج السجان الإسرائيلي لسياسة الاهمال الطبي بحقه بما يعنيه ذلك الحكم بالإعدام البطيء على وليد دقة".
ووجّه الغول "تحيّة فخر واعتزاز إلى الأسيرات والأسرى وقال "نشيد بالمبادرة التي قدمتها مفوضية الشهداء والأسرى بحركة فتح إسنادًا للأسير القائد وليد دقة والأسرى المرضى، كما نشيد بالمبادرات والأنشطة والفعاليات التي نُظمت على مدار الأيام الماضية في إطار الضغط على الاحتلال والمؤسسات الدولية المتواطئة لإنقاذ حياة القائد وليد دقة".
وعبَّر الغول عن فخر الجبهة الشعبيّة وتقديرها "لحالة الصمود الكبيرة التي جسدها الأمين العام للجبهة الشعبيّة أحمد سعدات ورفيقيها عاهد أبو غلمى ووليد حناتشة، وإفشالهم لمخططات الاحتلال الذي رضخ للضغط الذي مارسه أسرى الجبهة الشعبية على مدار الأيّام الماضية".
وحمَّل الغول "الاحتلال المسؤوليّة الكاملة عن حياة الأسير القائد والمفكر وليد دقة"، معتبرًا أنّ "مماطلة الاحتلال في توفير العلاج اللازم له، واستمرار سياسة الاهمال الطبي بحقه، جريمة مكتملة الأركان، سيتصدى لها شعبنا بكل قوة، وبكل الأساليب".
وشدّد الغول على ضرورة "وقف سياسة الصمت والتواطؤ التي تنتهجها مؤسسة الصليب الأحمر الدولي والمؤسسات الدولية ذات الصلة تجاه قضية الأسرى المرضى وخاصة الأسير وليد دقة، وهذه المؤسسات مدعوة وبشكل عاجل لإرسال بعثة دولية طبية عاجلة لتشخيص الحالة الصحية للقائد وليد دقة، وتوفير العلاجات اللازمة له لإنقاذه من براثن سياسة الاهمال الطبي والاعدام البطيء، وإلا من العار أن تبقى هذه المؤسسات موجودة".
ودعا الغول "للاستجابة للحملة التي أطلقها مكتب الشهداء والأسرى والجرحى في الجبهة الشعبية لدعم وإسناد الأسرى المرضى بكل الأشكال".
بدوه، دعا الناطق باسم حركة (فتح منذر الحايك، المجتمع الدولي إلى الخروج عن صمته على جرائم الاحتلال، والتحرك الفوري للإفراج عن الأسير دقة والأسرى كافة في معتقلات الاحتلال.
وأكد أن" شعبنا موحّد خلف قضية الأسرى، ولن يتركهم وحدهم يواجهون قمع السجّان، وسيواصل إسنادهم بشتى الوسائل."
هنية يحمل إسرائيل المسؤولية عن حياة الأسير وليد دقة
من ناحيته، حمّل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، إسرائيل المسؤولية عن حياة الأسير المريض وليد دقة.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه هنية مع سناء دقة زوجة الأسير، بحسب بيان للحركة.
وقال هنية: "نحمل الاحتلال كامل المسؤولية عن حياته وحياة الأسرى كافة داخل السجون"، معتبرا أن "ما يتعرّض له (دقة) داخل الأسر يعكس طبيعة الهجمة الصهيونية على الحركة الأسيرة ورموزها".
وتعهد "بالتواصل مع العديد من الدول الشقيقة والصديقة في سبيل التخفيف من معاناته".
كما أكد اهتمامه بوضع الأسير دقة "نظرا لتدهور حالته الصحية وخضوعه لعملية استئصال جزء من رئته نتيجة إصابته بالسرطان".
من جهة ثانية، أشاد هنية "بصموده (الأسير دقة) داخل الأسر وثباته في وجه ممارسات سلطات الاحتلال الإجرامية بحقه"، وفق البيان ذاته.
والاثنين، قال نادي الأسير الفلسطيني، إن الأسير دقة (60 عاما) المعتقل منذ 37 عاما، "يواجه وضعا صحيا خطيرا" داخل السجون الإسرائيلية.
وأضاف في بيان أن "سلطة السجون نقلت دقة من مستشفى سجن الرملة إلى مستشفى أساف هاروفيه في الرملة، جراء معاناته من مضاعفات عملية الاستئصال في رئته اليمنى بفعل الاختناق التنفسي الشديد جدا والتلوث".
والأسير دقة من مدينة باقة الغربية داخل أراضي 1948، ومعتقل منذ 1986 بتهمة المشاركة باختطاف وقتل جندي إسرائيلي، ويمضي حكمًا بالسجن لمدة 39 عاما.
ووفق معطيات مؤسسات مختصة بشؤون الأسرى بينها هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني، يبلغ عدد المعتقلين في سجون إسرائيل نحو 4900، بينهم أكثر من 700 أسير مريض، 200 منهم حالتهم صعبة.