ذكرت قناة "كان" العبرية بأن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، تشعر بقلق من جرأة منفذي الهجمات في الضفة الغربية بعد عملية مستوطنة "حرميش" في طولكرم، قبيل ظهر الثلاثاء، ما أدى لمقتل مستوطن.
وبحسب القناة، فإن هناك جرأة متزايدة لدى منفذي الهجمات، بإطلاقهم للنار من مسافة الصفر تجاه الأهداف الإسرائيلية في الضفة سواء التي تستهدف المستوطنين أو الجيش.
وأفادت تقارير عبرية، مساء الثلاثاء، بأن منفذي عملية إطلاق النار قرب مستوطنة "حرميش" في طولكرم، استقلوا مركبة مع لوحة ترخيص إسرائيلية مزورة وانسحبوا من المكان، في ظل عدم تواجد قوات الأمن الإسرائيلية في المنطقة.
ويظهر مقطع فيديو سيارة بيضاء تحمل لوحة ترخيص صفراء (إسرائيلية)، تقترب ببطء من سيارة سوداء استقلها مستوطن، وعندما أصبحت سيارة المستوطن مقابل السيارة التي استقلها الفلسطينيون، أُطلق النار عليه من مسافة قريبة، ثم انسحبت السيارة البيضاء من المكان.
الاعلام العبري ينشر فيديو يوثق لحظة إطلاق النار قرب "حرميش" شمال #طولكرم #عاجل https://t.co/YJEbunruFa pic.twitter.com/5rUKtvNhLf
— وكالة قدس نت للأنباء (@qudsnet) May 30, 2023
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية بأن المنفذين تجاوزوا سيارة المستوطن، وأوقفوا سيارتهم في وسط الشارع، وعندما مرت سيارة المستوطن بجوار سيارتهم أطلقوا النار عليه وانسحبوا من المكان، فيما واصل المستوطن القيادة لمدخل المستوطنة القريب، وفي جسده 7 أعيرة نارية.
كما أظهرت التحقيقات الأولية الجيش الإسرائيلي أن المنفذين استخدموا بندقة من طراز "إم 16" لتنفيذ العملية، وانسحبوا شمالا باتجاه جنين. في حين نقلت وسائل إعلام عبرية عن مستوطنين في "حرميش" أن مواقع الجيش الإسرائيلي في المنطقة كانت غير مأهولة لحظة تنفيذ العملية.
ونقلت القناة السابعة العبرية عن ضابط كبير في قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي ، قوله إن "عملية اليوم تختلف عن سابقاتها من عمليات إطلاق النار التي تتم عن"، وأضاف أن "خلية منظمة" تقف خلف العملية وقال إنها "خططت لها جيدًا".
بدوره، أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن "قوات الأمن ستحاسب في أقرب وقت ممكن الإرهابيين الذين قتلوا اليوم مئير تماري في مستوطنة حرميش"، وذلك في بيان صدر عنه. وأضاف أن قوات الأمن "وصلت إلى كل مخرب بعد كل اعتداء إرهابي وستفعل ذلك في هذه المرة أيضًا"، على حد تعبيره.
من جانبه، وصل وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، إلى موقع العملية، وصرح بأن "إسرائيل ستواصل القيام بكل ما هو مطلوب لمحاربة الإرهاب وإلقاء القبض على الإرهابيين". وأضاف أنه "سيبذل كل ما بوسعه" لتمرير مشروع قانون فرض عقوبة الإعدام على الفلسطينيين.
وتواصل قوات الجيش الإسرائيلي البحث عن منفذين العملية. وأفادت مصادر فلسطينية بأن قوات الاحتلال اقتحمت باقة الشرقية القريبة من موقع العملية. واعتقلت شابًا في طولكرم، فيما نظم مستوطنون من سكان "حرميش" و"مفو دوتان" مظاهرة احتجاجًا على مقتل المستوطن تماري.
من جانبها، تبنت كتائب "شهداء الأقصى"، الجناح العسكري لحركة "فتح"، العملية. وقالت في بيان وقعته كتيبة طولكرم: "تمكن جنودنا في الرد السريع من تنفيذ عملية نوعية على طريق حرميش وقاموا بإطلاق النار في اتجاه مركبة كان يستقلها أحد المستوطنين".
وقال مجلس المستوطنات إن القتيل هو مئير تماري (32 عاما) وهو من سكان "حرميش" التي يقطنها منذ أربع سنوات.
من جهته، أكد وزير الجيش الإسرائيلي، يوآف غالانت، على الجهود المبذولة لتحديد "مكان الإرهابيين المسؤولين عن الهجوم"، على حد تعبيره، مشيرا إلى أنه "سيجري تقييما للوضع مع كبار المسؤولين في الوزارة".
وطالب رئيس مجلس المستوطنات في شمال الضفة الغربية، يوسي دغان، حكومة الاحتلال "بتنفيذ عملية عسكرية ومصادرة الأسلحة وإعادة نصب الحواجز" في المنطقة.
وكان الجيش الإسرائيلي قد نفذ ليل الإثنين - الثلاثاء ما وصفها بـ "عمليات استباقية ووقائية" في الضفة الغربية اعتقل خلالها خمسة مطلوبين، منهم شخصان من مخيم نور شمس قرب طولكرم، وثلاثة من كل من سلواد وأبو ديس.