وقعت كلية مجتمع غزة وجمعية الثقافة والفكر الحر اتفاقية شراكة لإطلاق أول برنامج مهني تحفيزي "دبلوم المحفز البيئي".
ويهدف البرنامج الذي يعد الأول من نوعه في فلسطين الى تعزيز المتأهلين بالبرنامج بالوعي والتوجهات الفكرية والسلوكية والكفاءة المهنية المتعلقة بحماية البيئة.
وجرى التوقيع على الاتفاقية في مقر الجمعية بخان يونس بحضور د. عبد القادر ابراهيم حماد رئيس مجلس الأمناء في كلية مجتمع غزة، و د. ناصر أبو العون عميد الكلية و د. ياسمين الخضري النائب الأكاديمي بالكلية والأستاذ محمود جابر مدير الكلية/فرع الجنوب والأستاذة. مريم زقوت مدير عام جمعية الثقافة والفكر الحر، والأستاذ حسام شحادة مدير المركز الثقافي بالجمعية، وممثلين عن مؤسسات أهلية وأكاديميين واعلاميين.
وأشاد د. حماد بالشراكة مع الجمعية في إطلاق هذا البرنامج الذي يسعى لتطوير القدرات من خلال برنامج متكامل مصمم خصيصاً من أجل تخريج كوادر تمتلك المهارات والمعارف قادرة على تعزيز الوعي بحماية البيئة والتقليل من مخاطر التغير المناخي.
وقال ان التحديات البيئة في قطاع غزة كبيرة وتحتاج لتوحيد الجهود للتقليل من مخاطرها، مؤكداً أن هذا الدبلوم هو الأول من نوعه في هذا المجال وسيخرج مستشارين في مجال البيئة.
وأضاف أن البرنامج هو برنامج تعليمي تدريبي يغطي مجموعة واسعة من الاهتمامات البيئية، حيث يركز على الواقع البيئي في بلادنا، وتحفيز المواطنين على الاهتمام بالبيئة والعناية بها خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه البيئة ليس في فلسطين فحسب بل في العالم أجمع.
واستطرد قائلاً أن هذا البرنامج الفريد والمتميز يهدف الى تسليط الضوء على البيئة في بلادنا، ونشر الوعي البيئي جنياً الى جنب مع المفاهيم البيئية وصولاً الى تحفيز المسؤولية الفردية والجماعية تجاه البيئة للحفاظ على البيئة، وتعزيز الحس البيئي، وذلك يدخل ضمن واقع مؤثرات العلاقة التي تربط الانسان مع المحيط البيئي مستطرداً أن هذا الحس البيئي يتمثل في منظومة المشاعر والاحاسيس النفسية والروحية والقيم والمفاهيم المرتبطة بالعلاقة الانسانية مع البيئات الطبيعية والمحيط البيئي للإنسان وتلك العلاقة والارتباط الوجداني يترك اثره المباشر والفعلي في تكون قيم السلوك الرشيد والمسؤولية الاخلاقية للفرد والمجتمع في تبني ثقافة العلاقة الموزونة والنهج الواعي في تنظيم العلاقة السليمة مع النظم البيئية وصونها من مختلف اشكال التلويث والتدمير وبناء ثقافة مجتمعية تساهم في تحقيق استدامة معالم النظام البيئي.
وذكر أن المحفز الفعلي في تكوين الحس البيئي للفرد والجماعة يتمثل في القيمة المادية والمعيشية والروحية للبيئات الطبيعية كمصدر للحياة واستدامة البقاء، وأيضا في عنصر الخطر الذي تسببه الممارسات غير الرشيدة وتدمير نظم البيئات الطبيعية المصدر الحيوي لحياة وبقاء الانسان، وانعدام المسؤولية الاخلاقية في العلاقة مع نظافة المحيط البيئي وتلويث محيطه الحيوي والتسبب في الاخلال بالأمن البيئي للإنسان.
بدورها، عبرت الأستاذة زقوت عن سعادتها لإطلاق هذا البرنامج المتميز الذي يعتبر فرصة للشباب /ات من أجل اكتساب المهارات والمعارف اللازمة وفتح افاق جديدة وتسهيل انخراطهم في سوق العمل المتعلق بذلك مشيرة الى ان الجمعية ستعمل على تيني مبادرات للخريجين في المجال البيئي.
وأكدت ان من اهم عوامل نجاح جمعية الثقافة والفكر الحر ايمانها بالشراكة والعمل سواء مع المجتمع المحلى او الأهلي والجامعات والمدارس بهدف تسحين جودة الخدمات وتحقيق التنمية المستدامة.
وبينت زقوت ان إطلاق هذا البرنامج جاء من اجل التصدي للتحديات الشاملة والاثار العميقة التي يخلفها تغيير المناخ المتسارع، والمساعدة بتقليل المخاطر البيئية من خلال زيادة الوعي وتعزيز ممارسات المحفز البيئي في فلسطين تماشيا مع الاتفاقية الاطارية للتغيير المناخي التي وقعت عليها فلسطين.
وكانت منسقة دبلوم المحفز البيئي الأستاذة توجان جودة إقتتحت مراسم حفل التوقيع بكلمة حول أهمية دبلوم المحفز البيئي في ظل التحديات البيئية التي يواجهها قطاع غزة، وفي ظل التغير المناخي المتسارع.
وجرى خلال الاحتفال التوقيع على إتفاقية الشراكة بين الكلية والجمعية حيث وقع الاتفاقية عن الكلية د. ناصر أبو العون عميد الكلية وعن الجمعية الأستاذة. مريم زقوت مدير عام جمعية الثقافة والفكر الحر.
وقال الدكتور أبو العون في أعقاب التوقيع على إتفاقية الشراكة أن هذا البرنامج يضاف الى العديد من البرامج النوعية التي تتميز بها الكلية، مؤكداً على أهمية هذا البرنامج في ظل التحديات البيئية التي تواجه البيئة الفلسطينية.
وشدد على أن هناك حاجة ماسة في مجتمعنا الى مؤسسات ومكاتب للدعم والاستشارات البيئية على غرار ما هو معمول به في كثير من دول العالم والتي تقوم بالمراقبة البيئية لجميع القطاعات، وتقديم الخدمات والاستشارات البيئية اللازمة.
من جانبه قال الأستاذ جابر اننا في كلية مجتمع غزة إذ نسجل اعتزازنا بهذه الشراكة غير التقليدية مع مؤسسة رائدة من مؤسسات المجتمع المحلي لنؤكد أن هذه الشراكة هي خطوة أولى في طريق الحفاظ على البيئة من خلال إيجاد واقع جديد محوره الوعي البيئي بين شرائح المجتمع، وتحفيز الأخرين للحفاظ على البيئة ضمن سياسة الحلقات المتداخلة التي تصل الى تعميم الوعي والفائدة لأكبر شريحة من أبناء المجتمع.
ومن المقرر أن ينطلق البرنامج خلال الفصل القادم بعد استكمال الإجراءات الفنية واللوجستية الخاصة بالبرنامج.