تقرير إسرائيلي: الضفة الغربية عبارة عن قنبلة موقوتة
ذكر موقع صحيفة "معاريف" العبرية بأن المنظومة الأمنية الإسرائيلية صادفت على وضع خطط لتوسيع العمليات في شمال الضفة الغربية بسبب زيادة الأعمال المسلحة في مناطق جديدة من الضفة.
وحسب تقارير عبرية، سقط 20 قتيلاً منذ بداية العام فقط، والضغط السياسي يتزايد على الحكومة اليمينية التي كانت تهاجم الحكومة السابقة لتراخيها الأمني وها هي تجد صعوبة في تحقيق النتائج على الأرض.
وأصيب جندي إسرائيلي بعد منتصف الليل، خلال عملية إطلاق نار قرب حاجز دير شرف شمال غرب نابلس.
وبحسب ناطق عسكري إسرائيلي، فإن الجندي أصيب بجروح طفيفة بعد إطلاق نار من عمق نابلس تجاه محيط الحاجز.
وذكرت إحصائية إسرائيلية، بأن نحو 64 عملية إطلاق نار نفذت في الشهر الماضي بمناطق الضفة الغربية.
وبحسب موقع "الصوت اليهودي" للمستوطنين، فإن بعض تلك العمليات وقعت داخل المدن الفلسطينية، مشيرًا إلى أن هناك قلق من زيادة عدد الهجمات.
واعتبر أن هذا تأكيد على كلام المستوطنين بخسارة الأمن والأمان في المنطقة.
وأشار إلى سلسلة هجمات وقعت خلال هذا الأسبوع، منها مقتل المستوطن في منطقة مستوطنة حرميش بطولكرم، إلى جانب إطلاق نار تجاه قاعدة قرب مستوطنة كريات أربع، وإطلاق النار تجاه مستوطنة ميفو دوتان.
رأى تقرير إسرائيلي، نشر الجمعة، بأن الضفة الغربية عبارة عن قنبلة موقوتة، لا زالت تشكل الخطر الأكبر بالنسبة للمنظومة الأمنية الإسرائيلية.
ووفقًا للتقرير التحليلي للمراسل والمحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هرئيل، فإن جميع الاتجاهات الإشكالية في الضفة الغربية مستمرة وبقوة، وتتمثل في ضعف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وفقدان السلطة السيطرة على الضفة، والزيادة الكبيرة في عدد عمليات إطلاق النار ضد الإسرائيليين، والزيادة الملحوظة في مدى تورط عناصر في الأجهزة الأمنية الفلسطينية في تلك الهجمات وبالأكثر في المشاركة بالاشتباكات المسلحة ضد الجيش الإسرائيلي خلال عملياته بمدن الضفة.
واعتبر أن عملية إطلاق النار قرب مستوطنة "حرميش" في طولكرم، بأنها تشهد على اتساع نطاق نشاط المجموعات المسلحة، مبينًا أن الطرق الاستيطانية هي نقطة ضعف رئيسية بالنسبة للمنظومة الدفاعية الإسرائيلية في الضفة الغربية.
ولفت إلى أن هناك جهد كبير في نابلس يتجلى في محاولات تطوير المزيد من العبوات الناسفة الفتاكة، وتم استخدامها مؤخرًا أكثر من مرة بشكل واضح، لافتًا إلى أن هناك جهود تبذل أيضًا لتطوير محلي الصنع للصواريخ وقذائف الهاون في الضفة، ويستند جزء من النشاط إلى تهريب الأسلحة والمواد المتفجرة من الأردن.
وبين أن حركة حماس منخرطة بشكل كبير في كل هذا النشاط وتشجعه بقصد تحقيق هدف مزدوج، يتمثل في إلحاق الأذى بإسرائيل، وتحدي موقف السلطة الفلسطينية.
وقال هرئيل: "في حال تنحى عباس عن السلطة أو توفي قريبًاـ، فإن هذه الجهود ستزداد أكثر، مع اعتقاد حماس أنها ستكون قادرة على السيطرة على الجيوب المستقلة في جميع أنحاء الضفة".
وتساءل هرئيل، فيما إذا كانت إسرائيل ستعيد النظر في سياساتها تجاه حركة حماس، في ظل هذه التطورات التي تظهر بالضفة.
وأشار إلى أن حركة حماس في قطاع غزة، راضية عن الوضع العام خاصة وأن آخر عمليتين للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة كانت موجهة ضد الجهاد الإسلامي، ولم يجلب ثمنًا منها، رغم أنها خلف الكواليس في آخر جولة قدمت مساعدة محدودة بإطلاق صواريخ مضادة للطائرات.
وبين أنه بموافقة إسرائيلية، لا زالت تعبر كميات كبيرة من البضائع من مصر إلى قطاع غزة كل يوم عبر معبر رفح، لافتًا إلى أن السيطرة المصرية غير محكمة، ومن المحتمل أن تكون بعض المواد التي تدخل ذات استخدام مزدوج، ويمكن استخدامها في مراكمة القوة العسكرية لحماس.
وأشار إلى استمرار دخول نحو 17 ألف عامل من قطاع غزة، مشيرًا إلى أن حماس تأمل في أن ترفع الحكومة اليمينية بقيادة بنيامين نتنياهو العدد قريبًا إلى 20 ألف.
واعتبر هرئيل في تقريره التحليلي، أن هذا بمثابة "مجرد عبث اقتصادي".
وعلق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق غادي آيزنكوت، وعضو الكنيست حاليًا عن "المعسكر الوطني"، بالقول: "إن الضفة الغربية هي قنبلة موقوتة .. عهد عباس يقترب من الانتهاء، والدعم لحماس يزداد قوة كما هو واضح جدًا في انتصارات الحركة مؤخرًا في انتخابات جامعات الضفة".
واعتبر آيزنكوت أن السياسة الإسرائيلية الحالية التي تعمد لإضعاف السلطة وتسمح لحماس بالنمو، هي "حماقة سياسية واستراتيجية تعبر عن انجرار الحكومة وراء مواقف بتسلئيل سموتريتش".
وتشير الصحيفة إلى سياسات سموتريتش التي تمثل في نقل المدرسة الدينية منذ أيام في بؤرة حومش من أطرافها إلى عمقها، بعد أن أجبر وزير الجيش الإسرائيلي يؤاف غالانت على اتخاذ القرار بشكل قانوني، إلى جانب حملة أنصاره ضد قائد الجيش بالضفة يهودا فوكس بسبب أوامر الاعتقال الإداري بحق بعضهم.
وترى الصحيفة، أن سموتريتش يعتبر منصبه كوزير المالية، أنه ثاني اهتماماته، وأن تركيزه على منصبه كوزير في وزارة الجيش والذي يسمح له بالضغط على تلك القوات للتعامل معه، مستغلاً منصبه الأول لتحقيق أهدافه الاستيطانية من خلال المال الذي يتحكم به.