• كتب / أسامة فلفل

قافلة الشهداء الأبرار ماضية نحو النور، لأنهم هم ملح الأرض وشعلة الحياة، ونور الطريق نحو القدس عاصمة عواصم العالم، والكتابة عن الشهداء وقود لشعلة النصر والتمكين، لأن الشهداء هم صناع المجد والتاريخ ورموز الوطن الذين رسموا بالدماء الطاهرة الزكية خارطة وحدود فلسطين التاريخية.

اليوم ونحن نعيش مع ذكرى ترجل الشهيد القائد عبد الرؤوف العجلة الذي ارتقى لعلياء المجد والخلود بتاريخ 22/5/ 2007م إثر استهدافه من قبل طائرات الاحتلال، نستذكر مسيرة حافلة بالإنجازات والعطاء الكبير لقائد وهب حياته وسخر كل امكانياته من أجل رفعة الوطن والرياضة الفلسطينية، فقلما يجود الزمن بمثل هذه القافلة من الرجال الأبطال الذين عبروا فينا من شواطئ الانكسار إلى موانئ التاريخ.

لقد ساهم الشهيد الخالد أبا طلال وعبر مسيرة نضالية بمحراب حركة النضال الوطني في تعزيز وإزكاء الوحدة وتمتين العلاقات المؤسسية ولم وحدة الصف وتوسيعه دائرة التفاعلات النضالية بمختلف الوسائل، ونجح إلى حد كبير في إحداث نقلة نوعية على صعيد الحراك الرياضي خلال السنوات العجاف، رغم الملاحقة والاعتقال، وما فعلة الشهيد البطل أبا طلال لا يمكن أن يفعله أحد، ورحيله ترك ثغرة كبيرة في جسد الرياضة الفلسطينية عامة وفي رياضة رفع الأثقال والقوة البدنية خاصة.

ظهرت بصمات الشهيد في محطات تاريخية عبر مسيرة نضاله، فكان وللتاريخ صاحب عقلية فذة، وعقيدة راسخة، ونضوج فكري واعى وملتزم بالخط الوطني، فكان هذا دافعا قويا للشهيد الراحل لقيادة دفة الحراك الرياضي بعد نكسة العام 1967، وفي الانتفاضة المجيدة عام 1987م ، وبعد قدوم السلطة الوطنية .

يعد العجلة أحد أبرز أبطال لعبة رفع الأثقال في فلسطين وهو من مواليد العام 1945 في مدينة يافا ثم انتقل بعدها إلى الإقامة في مدينة غزة مع أسرته إثر النكبة وعاش حياة مليئة بالجهاد والـمشقة ومطاردات سلطات الاحتلال واعتقل  مرات عديدة في سجن صحراء النقب وغيرها من سجون الاحتلال، واعتقل لـمدة عامين في الانتفاضة الأولى من العام 1990 إلى العام 1992.

وشغل الشهيد أبا طلال العديد من المناصب والمراكز كان أبرزها رئيس لجنة رفع الأثقال بنادي غزة الرياضي لعقود طويلة ، مؤسس ورئيس الاتحاد الفلسطيني للقوى البدنية منذ تأسيسه ، عضوا  المكتب التنفيذي للاتحاد العربي للقوة البدنية، عضوا في اتحاد رفع الأثقال المركزي وقد أشرف على تخريج العديد من  أبطال رياضة رفع الأثقال في الـمحافظات الجنوبية، شارك بالعديد من المؤتمرات والملتقيات العربية والدولية ،حاز  على دورة تدريب وتحكيم متقدمة في علوم رفع الأثقال من جامعة كييف أوكرانيا عام ١٩٩٥ ، حكم دولي درجة أولى رفع أثقال  ، قام بتجميع كتاب شامل عن اللوائح والقوانين  لرفع الأثقال وكان يعتبر النواة الأولى لنشر ثقافة ومعرفة القوانين واللوائح الدولية.

 الشهيد أبا طلال من أسرة رياضية وطنية معروفه، فنجلة طلعت أحد أبطال رفع الأثقال وشغل منصب رئيس الاتحاد وأصيب بجراح بالغة بالانتفاضة المجيدة، عضو مكتب تنفيذي للاتحاد العربي وعضو لجنة البحوث والتطوير في الاتحادي الآسيوي وحكم دولي درجة أولى  ونجله الأكبر الكابتن طلال من الأبطال البارزين على مدار عقود وهو موسوعة رياضية في النظم واللوائح وشغل أمين سر الاتحاد الفلسطيني للقوة البدنية ، ونجله الثالث البطل الصنديد أحمد شرف فلسطين ونادي غزة الرياضي في بطولات عالمية وإقليمية وعربية وحصد العديد من الميداليات الملونة، والابن الرابع البطل إبراهيم كان نموذج للبطل الواعد شرف فلسطين ونادي غزة الرياضي في العديد من المشاركات الداخلية والخارجية ، والبطل الخامس رؤوف حدث ولا حرج بطل لا يشق له غبار حيث برع وتألق وشارك في العديد من الاستحقاقات الداخلية والخارجية ومثل فلسطين في أسياد قطر 2006م .

 إن هذه الرموز والقيادات التاريخية التي قدمت أروحها فداء للوطن جدير بنا أن نستذكر مآثرهم ومحطاتهم النضالية التي ساهمت في تعزيز وحدة وسلامة الوطن ومنظومته الرياضية.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت