أوكرانيا تحذر من كارثة نووية بعد تفجير سد نوفا كاخوفكا

سد نوفا كاخوفكا بعد تدميره (رويترز).webp

حذرت كييف من "كارثة نووية" بعد تدمير سد نوفا كاخوفكا في منطقة خيرسون جنوبي أوكرانيا، لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قالت إن التقييم الحالي يشير إلى عدم وجود خطر مباشر على سلامة محطة زابوروجيا.

ويقع السد على نهر دنيبرو الذي يوفر المياه لتبريد محطة زابوريجيا النووية التي تحتلها القوات الروسية وتعد الأكبر في أوروبا.

وتبادلت موسكو وكييف الاتهامات بإحداث فجوة في السد في خطوة رأت أوكرانيا فيها محاولة روسية لعرقلة هجومها المضاد المنتظر.

وأدان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، تدمير السد، ووصفه بالعمل الشنيع، مؤكدا أن "تدمير سد كاخوفكا اليوم يعر ض آلاف المدنيين للخطر".

بدوره، قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إنه يتم بذل الجهود في محطة زابوروجيا النووية لضخ المياه إلى محطات التبريد، مشيرا إلى أن السد تعرض لأضرار جسيمة.

وأكد غروسي، في كلمة إلى مجلس محافظي الوكالة الذين يجتمعون هذا الأسبوع في فيينا، أن الأضرار التي لحقت بالسد "تتسبب حاليًا في انخفاض بالمستوى قدره 5 سنتيمترات في الساعة".

ولفت إلى أن مياه السد كانت بارتفاع 16.4 مترًا صباح اليوم الثلاثاء، موضحا أنه في حال تدني المنسوب إلى أقل من 12.7 مترا، لن يعود بالإمكان ضخه لتزويد دوائر التبريد بالمحطة، ما لا يترك سوى "أيام قليلة" لإيجاد حل.

وفي ألمانيا، قال المستشار الألماني أولاف شولتس إن بلاده تراقب بقلق الوضع في محطة زابوروجيا بعد تدمير سد نوفا كاخوفكا.

وأضاف شولتس في كلمة له بمنتدى أوروبا الـ 25 في برلين أن ألمانيا تبذل جهودا حثيثة للحيلولة دون وصول الوضع في المحطة إلى مرحلة الخطر، مضيفا أن أوروبا ستواصل دعم أوكرانيا ماليا وعسكريا.

وفيما أعلن رئيس الهيئة الأوكرانية المشغلة لمحطات الطاقة الكهرومائية إيغور سيروتا أن محطة الطاقة المرتبطة بالسد "تدمرت بالكامل"، قال مدير المحطة المعين من روسيا يوري تشيرنيتشوك إنه "في الوقت الحالي، ليس هناك أي تهديد لسلامة محطة زابوريجيا للطاقة النووية".

وأضاف تشيرنيتشوك أن "منسوب المياه في حوض التبريد لم يتغير.. الوضع تحت سيطرة طواقم العمل"، وأوضح أن نظام التبريد بالمياه غير متصل مباشرة بالبيئة الخارجية ويمكن إعادة تعبئته من مصادر بديلة.

من جهته، قال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك في رسالة وجهها إلى صحفيين "يجد العالم نفسه مرة جديدة على شفير كارثة نووية" لأن محطة زابوريجيا، وهي أكبر محطة نووية في أوروبا "فقدت مصدر تبريدها.. وهذا الخطر يتفاقم بسرعة حاليًا".

وسقطت مدينة نوفا كاخوفكا في يد القوات الروسية في الساعات الأولى من هجومها على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، وتضم سد كاخوفكا الكهرومائي.

وتأسس سد كاخوفكا في خمسينات القرن الماضي ويملك قيمة استراتيجية، إذ يضخ المياه إلى قناة شمال القرم التي تبدأ من جنوب أوكرانيا وتعبر شبه جزيرة القرم بأكملها.

يعني ذلك أن من شأن أي مشكلة تطرأ على السد أن تؤدي إلى مشاكل في إمدادات المياه بالنسبة للقرم الخاضعة لسيطرة روسيا منذ العام 2014.

إجلاء وتبادل اتهامات

ودعت أوكرانيا إلى انعقاد مجلس الأمن الدولي وحذرت من "إبادة بيئية" محتملة إثر تسر بـ 150 طنا من زيت المحركات إلى النهر.

كما حملت القوى الغربية روسيا أيضا مسؤولية الأضرار التي لحقت بسد كاخوفكا ووصف رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال العملية بأنها "جريمة حرب".

لكن روسيا شددت على أن السد تضرر جزئيا بفعل "عدة ضربات" نفذتها القوات الأوكرانية. وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن "كييف نفذت عملية إرهابية في محطة كاخوفكا وستكون لها عواقب بيئية خطيرة وطويلة الأمد".

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن الهجوم "عمل تخريبي متعمد بشكل لا لبس فيه من الجانب الأوكراني".

وسارع أهالي خيرسون التي تعد أكبر مركز سكاني في المنطقة للتوجه إلى المرتفعات، بينما ارتفع منسوب المياه التي كانت تحت السيطرة بفضل السد ومحطة للطاقة الكهرومائية في نهر دنيبرو.

وأعلنت أوكرانيا عن إجلاء 17 ألف شخص من محيط السد، فيما غمرت المياه 24 قرية، حيث أشار مسؤولون أوكرانيون إلى أن حوالي 16 ألف شخص يعيشون في "منطقة خطر" قد تشهد فيضانات.

وعلى ضفة النهر الخاضعة للسيطرة الروسية، قال رئيس بلدية نوفا كاخوفكا حيث يقع السد إن المدينة غرقت وتم إجلاء 900 شخص، مشيرا إلى أن السلطات أرسلت 53 حافلة لنقل الناس من نوفايا كاخوفكا ومنطقتين قريبتين إلى مناطق آمنة.

وساطة أفريقية

سياسيا، أعلنت جنوب إفريقيا أن مهمة القادة الأفارقة الساعين للتوسط من أجل إنهاء حرب أوكرانيا ستبدأ في منتصف يونيو/حزيران.

وجاء في بيان من مكتب رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا أن القادة الأفارقة "اتفقوا على أنهم سيتواصلون مع" الرئيسين الروسي والأوكراني "بشأن عناصر التوصل إلى وقف لإطلاق النار وسلام دائم في المنطقة".

وأكدوا أن بإمكانهم التوجه إلى روسيا وأوكرانيا في منتصف يونيو/ حزيران، من دون تحديد تاريخ معيّن.

لكن يبدو أن مهمتهم ستكون صعبة للغاية، إذ أكد الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي الثلاثاء لمبعوث الفاتيكان من أجل السلام أن وقف إطلاق النار لن يؤدي إلى السلام وأن أي اتفاق يجب أن يتم بناء على شروط كييف.

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - الجزيرة