هاجم وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، يوم الأربعاء، نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، على خلفية انتقادها لخطة الحكومة الإسرائيلية لإضعاف جهاز القضاء وتشديدها على أهمية الحفاظ على جهاز قضاء مستقل. وجاءت أقوال هاريس خلال مراسم في السفارة الإسرائيلية في واشنطن بمناسبة "استقلال إسرائيل".
وقال كوهين في مقابلة للإذاعة العامة الإسرائيلي "كان"، إنه "سأرد عليها بما يلي: أنا أيضا أؤيد جهاز قضاء مستقل وقوي، ولكن ليس قادرا على كل شيء. ولا يوجد للقضاة في الولايات المتحدة أيضا حق الفيتو على من يخلفهم. وثمة حاجة إلى إصلاح قضائي من أجل تعزيز ثقة الجمهور، وهذا ما نسعى إليه. وأعتقد أننا والأميركيين متفقين على ذلك".
وأضاف كوهين أنه "بإمكاني القول إنه إذا سألتموها حول ما الذي يزعجها في الإصلاح، فإنها لا تعرف ما الذي يزعجها". وتابع أنه "زرت عدة أماكن واستمعت إلى ملاحظات. وسألتهم: ’ما الذي يزعجكم بالضبط؟’ ولم يعرف أحد منهم ماذا يقول. ولا أعلم إذا كانت (هاريس) قد قرأت القانون أم لا، وأعتقد أنها لم تقرأه".
وقالت هاريس في خطابها في السفارة الإسرائيلية إن "إدارة بايدن ستستمر في الدفاع عن القيم التي تشكل أساسا للعلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي تشمل تعزيز الديمقراطية التي تستند إلى مؤسسات قوية، أنظمة توازنات وكوابح وكذلك على جهاز قضاء مستقل".
يشار إلى أن تسود العلاقات بين البيت الأبيض والحكومة الإسرائيلية بسبب خطة إضعاف جهاز القضاء، التي انتقدها بايدن بنفسه، وأعلن لاحقا أنه لن يدعو رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إلى واشنطن، وهي دعوة ينتظرها نتنياهو منذ تشكيله الحكومة في أواخر كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وعقب السفير الأميركي في إسرائيل، توماس نايدس، على أقوال كوهين قائلا إن "حقيقة حضور نائبة الرئيس للاحتفال بيوم استقلال إسرائيل الـ75 تشير بحد ذاتها إلى العلاقة بين الدولتين. ونائبة الرئيس قالت أمورا تقولها الإدارة الأميركية في أي مناسبة بشأن القيم المشتركة بين الدولتين. وهاريس مؤيدة متحمسة لإسرائيل".
وتعهدت نائبة الرئيس جو بايدنبـ "التزام ثابت بأمن إسرائيل"، ملمحة في الوقت نفسه إلى الإصلاح القضائي الذي قدمته حكومة نتنياهو.
وقالت "برعاية الرئيس جو بايدن وإدارتنا، ستواصل أميركا دعم القيم التي شكلت أساس العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بما في ذلك مواصلة ترسيخ ديموقراطيتنا".
وأضافت هاريس أن قيم البلدين "تستند إلى مؤسسات قوية وضوابط وتوازنات، ويمكنني أن أضيف سلطة قضائية مستقلة أيضا".
وبعد تظاهرات ضخمة ضد خطة إضعاف الجهاز القضائي، أعلن نتنياهو في نهاية آذار/مارس عن "توقف" لإعطاء "فرصة للحوار". لكن الاحتجاجات لم تتوقف حتى الآن.
ورأى بايدن أن الحكومة الإسرائيلية لا يمكن أن "تواصل هذا الطريق"، وأعرب عن أمله في أن "تتخلى" الحكومة عن هذا الإصلاح.
وجددت هاريس دعمها لدولة فلسطينية مستقلة، مؤكدة أن الإسرائيليين والفلسطينيين يجب أن "ينعموا بالحرية والازدهار والديموقراطية بمساواة".
ورافق هاريس إلى الحفل زوجها داغ إمهوف، أول زوج يهودي لرئيس أو نائب رئيس الولايات المتحدة.
وأكدت أنها في شبابها، كانت تجمع تبرعات للصندوق القومي اليهودي بهدف تطوير أراض للمجتمعات الإسرائيلية.
وقالت هاريس "اليوم بقيادة الرئيس جو بايدن، تقيم الولايات المتحدة علاقة لا تتزعزع مع إسرائيل".