قتل شخص وأصيب آخر، مساء الخميس، في جريمة إطلاق نار ارتكبت قرب مدينة كفر قاسم، في منطقة المثلث الجنوبي، داخل مناطق الخط الأخضر.
وذكر موقع "عرب ٤٨" بأن الجناة استهدفوا مركبة الضحية بإطلاق نار خلال سفرها على شارع رقم 444 عند تقاطع قاسم، ما أسفر عن وقوع حادث طرق.
وأفادت مصادر محلية بأن ضحية القتل هو الشاب سليم عمر طه وهو في الثلاثينات من عمره من سكان بلدة جلجولية المجاورة. ولم تعرف خلفية الجريمة بعد.
وذكرت الطواقم الطبية أنها عملت على تقديم الإسعافات الأولية لمصاب تعرض لإطلاق النار، وأوضحت أنه فاقد للوعي وحالته حرجة.
وأقرت الطواقم الطبية لاحقا وفاة المصاب متأثرا بجراحه.
كما قدمت الطواقم الطبية لمصاب آخر (25 عاما) لم توضح حالته الصحية؛ وأفادت مصادر محلية بأن الشاب الثاني أصيب من جراء حادث الطرق.
وكان قد قُتل 5 أشخاص في جريمة إطلاق نار في بلدة يافة الناصرة، فيما أصيب شاب وطفلة بجروح خطيرة في جريمة إطلاق نار بقرية كفر كنا، كما أصيب شاب في منطقة وادي عارة بجروح خطيرة، من جراء تعرضه لإطلاق نار، اليوم الخميس.
وضحايا الجريمة في يافة الناصرة هم: رامي مرجية ولؤي أبو رجب ونعيم مرجية وإبراهيم شحادة ومحمد كنانة. وأعلن مجلس يافة الناصرة المحلي، مساء الخميس، الإضراب لمدّة 3 أيّام حدادا على أرواح ضحايا المجزرة.
من جانبها، أعلنت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، الإضراب العام في المجتمع العربي، يوم غد، الجمعة، ودعت إلى التظاهر في البلدات العربية يومي الجمعة والسبت المقبلين، ردا على مجزرة يافة الناصرة واتساع دائرة الجريمة.
وفي تعليقه على جريمة القتل الجماعي في يافة الناصرة، ادعى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن حكومته عازمة على "وقف سلسلة جرائم القتل"، وذلك "ليس فقط من خلال تعزيز الشرطة، ولكن أيضًا بمساعدة الشاباك".
وأقر الأطباء في المستشفى الإنجليزي بمدينة الناصرة وفاة 5 أشخاص من سكان البلدة، جرى نقلهم إلى المستشفى إثر إصابتهم بجروح حرجة بعد إصابتهم بعيارات نارية أطلقت من سلاح أوتوماتيكي من قبل مجهول في يافة الناصرة.
وعُلم أن الجريمة في يافة الناصرة ارتكبت في محل لغسيل السيارات. وذكرت مصادر محلية أن الجاني دخل إلى حاوية متنقلة (كونتينر) في مغسلة السيارات اجتمع بها الضحايا الخمسة، وأطلق عليهم النيران قبل أن يفر من المكان.
وعُثر على سيارة وقد أضرمت فيها النيران بالقرب من موقع الجريمة، ويعتقد أنها تعود للمشتبه بإطلاق النار. وأحد ضحايا جريمة القتل في يافة الناصرة، هو فتى يبلغ من العمر 15 عاما.
وجميع القتلى معروفون لدى الشرطة، بحسب ما ذكرت القناة 12 العبرية، وأفادت بأن الجريمة ارتكبت على خلفية تصفية حسابات بين منظمات إجرامية في سياق نزاع دموي أسفر عن مقتل 25 شخصا في الأشهر الماضية.
وشدد نتنياهو، في بيان مصور، على أنه "مصمم على إشراك الشاباك لمساعدة الشرطة إسرائيل ضد هؤلاء المجرمين وضد المنظمات الإجرامية وضد جرائم القتل هذه"، وزعم أنه عقد سلسلة من الاجتماعات بهذ الشأن خلال الأسبوع الجاري.
وادعى نتنياهو أنه اجتمع بمسؤولين أمنيين وقانونيين وقيادات في الشرطة، وقال إنه سيواصل بحث مسألة استفجال الجريمة في المجتمع العربي في محاولة لـ"الوصول إلى نتيجة سريعة".
ووصل المفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، إلى موقع الجريمة في يافة الناصرة، واستغل الأخير الفرصة للترويج إلى "الحرس القومي" الذي يسعى إلى تشكيله، معتبرا أن "الحقيقة يجب أن تُقال، هناك نقص في الحوكمة وسنوات من الإهمال".
وادعى بن غفير أنه والمفتش العام للشرطة "نعمل بجد ونحاول معالجة السبب الجذري للأمر برمته "، واعتبر أن "أمر الساعة هو إنشاء الحرس القومي. أفترض أنه سيبدأ العمل في غضون أشهر قليلة، وآمل أن يخفف العنف في الوسط العربي".
وادعى بن غفير أن دخول الشاباك على خط "محاربة الجريمة" في المجتمع العربي، الذي وصفه بـ"الغرب المتوحش"، هو الأولية القصوى في محاولة للحد من الجريمة المنظمة، إلى حين تشكيل "الحرس القومي" في غضون "شهور قليلة" وانتشاره في البلدات العربية.
وارتبكت الجريمة في يافة الناصرة، بعد ساعات قليلة من جريمة إطلاق نار منفصلة في كفر كنا أسفرت عن إصابة طفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات ورجل يبلغ من العمر 30 عاما، بجروح خطيرة.
وفي كفر كنا، قدم الطاقم الطبي التابع لمؤسسة "نجمة داود الحمراء" قدم العلاجات الأولية لطفلة (3 أعوام)، ولشاب (30 عاما)، وصفت إصابتهما بأنها خطيرة، ونقلا لاستكمال العلاج في مستشفى "بوريا" في طبرية.
وفي أم الفحم، أصيب شاب، بعد ظهر اليوم، بجروح خطيرة بعد تعرضه لإطلاق نار في أحد أحياء المدينة، ونقل الشاب إلى مفرق البيار (ميعامي) في وادي عارة، ومن ثم جرى نقله إلى المستشفى لمتابعة العلاجات الطبية اللازمة.
وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن المصاب في الثلاثينات من عمره، أصيب بجريمة إطلاق نار بعد شجار في أحد أحياء المدينة تخلله إطلاق نار.
وفتحت الشرطة ملفات للتحقيق في ملابسات الجرائم الثلاث، ولم يبلغ عن اعتقال مشتبهين.
ومساء أمس الأربعاء، قتل الشاب أيمن فاضل زعبي من قرية سولم في جريمة إطلاق نار بمدينة الناصرة، فيما أصيب آخران بجروح خطيرة إثر جريمتي إطلاق نار وطعن في دير حنا ويافا.
91 قتيلا في المجتمع العربي منذ مطلع العام
وبجريمة قتل 6 أشخاص في يافة الناصرة كفر قاسم، ارتفع عدد ضحايا جرائم القتل في المجتمع العربي (فلسطينيي الداخل) منذ مطلع العام الجاري ولغاية اليوم، إلى 92 قتيلا، بينهم 6 نساء وطفلان.
ويشهد المجتمع العربي سلسلة لا متناهية من أحداث العنف وجرائم القتل، في الوقت الذي تتقاعس الشرطة عن القيام بعملها في لجم الجريمة وملاحقة عصابات الإجرام وتقديم الجناة إلى القضاء.
وتحولت جرائم إطلاق النار وسط الشوارع والقتل إلى أمر معتاد خلال السنوات الأخيرة في المجتمع العربي، الذي يجد نفسه متروكا لمصيره ورهينة للجريمة المنظمة.
يأتي ذلك وسط تعزز شعور المجرمين بإمكانية الإفلات من العقاب، حيث يعتقد منفذو إطلاق النار أن كل شيء مباح بالنسبة لهم، علما بأن معظم الجرائم مرتبطة بالعمل في الربا والسوق السوداء وتصفية الحسابات بين عصابات الإجرام.