فدا ينعي شهداء مدينة جنين ومخيمها
شدد الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" على" عدة أمور مطلوب العمل عليها بشكل عاجل على ضوء استمرار الحرب المفتوحة التي تشنها إسرائيل على شعبنا وآخرها المجزرة البشعة التي اقترفتها قوات الاحتلال الاسرائيلي اليوم الاثنين في مدينة جنين ومخيمها وتجدد اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى وقرار الحكومة الإسرائيلية " تسريع مراحل النمو الاستيطاني في الضفة وتفويض وزير ماليتها سموتريتش بالتصديق على ذلك".
وقال "فدا" إن ما جرى في مدينة ومخيم جنين اليوم أشبه بحرب واسعة تشنها إسرائيل على دولة قائمة بذاتها، لها جيشها وسيادتها، وهذا يناقض الواقع ويمثل " استخداما للقوة المفرطة وغير المتكافئة وجريمة حرب" حسب توصيف اتفاقيات ومبادئ حقوق الانسان والقانون الدولي والقانون الدولي والانساني، الأمر الذي يستدعي تحركا سريعا من المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة تل أبيب على جريمتها وإدانة من الأمم المتحدة ومجلس حقوق الانسان التابع لها ومن دول العالم المطالبة قاطبة بتحرك عاجل لضمان وقف هذه الجرائم تحت طائلة فرض عقوبات على إسرائيل وصولا إلى عزلها إذا لم تلتزم.
وأضاف "فدا" أن هذا العدوان الوحشي الاسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها أسفر عن استشهاد 3 مواطنين بينهم طفل وجرح 29 آخرين بينهم 6 بجروح خطيرة وتسبب بتدمير وأضرار متفاوتة لممتلكات مواطنين جلهم مدنيون، وأدى إلى تعطيل تقديم طلبة التوجيهي لامتحاناتهم وعرقلة مسيرة الحياة في المدينة والمخيم والقرى والبلدات المجاورة بما في ذلك الجامعة العربية الأمريكية حيث تعطل احتفال لطلبة الجامعة الخريجين.
وأكد "فدا" أن هذا المشهد ومثله الكثير من جرائم الحرب التي تنفذها إسرائيل يوميا بحق المدنيين الفلسطينيين في مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية وفي القدس وضواحيها واعتداءات المستوطنين المتكررة على المسجد الأقصى وقرارات بناء المزيد من المستوطنات بما فيها قرار الحكومة الاسرائيلية " تسريع مراحل البناء الاستيطاني في الضفة"، ومعها استمرار الحصار الاسرائيلي الظالم على قطاع غزة، يستدعي على وجهة السرعة توفير نظام خاص للحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
إن هذا الصلف والتصعيد والعدوان الاسرائيلي ما كان له أن يقع وأن يستمر لولا الصمت الدولي خصوصا الغربي والدعم والتآمر الأمريكي والتخاذل العربي، ومن هنا نتوجه لهذه الأطراف، منفردة ومجتمعة، ومعها الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، لتحمل مسؤولياتها القانونية والسياسية والأخلاقية لممارسة ضغوطها على إسرائيل لوقف هذه الممارسات التي ترتقي إلى جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وعمليات تمييز عنصري وتطهير عرقي.
كما ندعو في "فدا" القيادة الفلسطينية إلى تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي الخاصة بقطع كل أشكال العلاقة مع الاحتلال والتحلل من الاتفاقيات معه فلم يعد كافيا فقط "تعليق أعمال اللجنة الاقتصادية العليا" ولا الاكتفاء بالقول " إن على إسرائيل أن تدرك أن القيادة مستمرة بتنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي حول تحديد العلاقة معها وملاحقتها دوليا" فتل أبيب لا تريد أن تدرك بل إن قادتها، وكما يؤكدون على جرائمهم بالأفعال، اتخذوا قرارا بسد آذانهم وتعطيل عقولهم وغض أبصارهم، وبالتالي نحن نواجه عصابة صهيونية إرهابية من المجانين والمجرمين!
وختم البيان: إننا في فدا وإذ ننعي شهداء مدينة ومخيم جنين ونعزي ذويهم وعوائلهم ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى، فإننا نؤكد على ضرورة التزام أقصى درجات الوحدة الوطنية والتعاضد والتكاتف والتضامن، كما نؤكد ثقتنا بأبناء شعبنا وعلى قدرته على الصمود وعلى مخزونه النضالي الذي لا ينضب، وعلى استعداده العالي من أجل التضحية، وأنه لن يكل أو يستكين ولن يتنازل عن أي حق من حقوقه الوطنية وسيواصل النضال من أجل الحرية والاستقلال والعودة مستخدما كل وسائل الكفاح الممكنة.