الأزمات تهدد قدرة وكالة "الأونروا" على الاستمرار
قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني إن الأزمات تهدد قدرة وكالة الغوث على الاستمرار.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده لازاريني ورئيس لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني باسل الحسن، يوم الثلاثاء، على هامش اجتماع اللجنة الاستشارية للأونروا نصف السنوي، في العاصمة اللبنانية بيروت.
وقدم لازاريني والحسن شرحا للتحديات واحتياجات اللاجئين الفلسطينيين في مناطق عمليات الوكالة الخمس، وآخر المستجدات حول الأزمة المالية للأونروا.
وقال لازاريني: "من خلال اجتماع اللجنة الاستشارية، فإن الوضع المتعلق بمساعدة اللاجئين الفلسطينيين مليء بالتحديات الكثيرة"، معبرا عن قلقه من الأوضاع بمخيم جنين في فلسطين وسقوط عدد من الضحايا المدنيين في صفوف الشعب الفلسطيني.
وأضاف: "الأزمات التي تواجهها الأونروا تهدد قدرتها على الاستمرار بتقديم الخدمات للاجئين والوضع الراهن لا يحتمل."
وتابع: "بالإضافة إلى الخدمات التي نقدمها للاجئين الأكثر هشاشة، هناك حاجات وتكاليف ازدادت بينما الموارد ظلت نفسها، الكل صادق على زيادة الدعم للأونروا إلا أن هذا لم يحصل، والزيادة الضئيلة للدول الأعضاء في الأمم المتحدة أقل بكثير من حاجات الوكالة."
وحذر لازاريني الدول الأعضاء من أن "مخاطر عدم قدرة "الأونروا على الاستمرار بتقديم خدماتها مرتفعة جدا، في حال لم تحصل على موارد إضافية."
بدوره، شدد الحسن على أهمية تعزيز التعاون بين الدول المانحة والمضيفة وبين الأونروا، وضرورة وضع مسار واضح ومحدد بين الدول المضيفة والوكالة، لا سيما بسبب الأزمات الاقتصادية في بعض تلك الدول ومن بينها لبنان، إلى جانب الأوضاع الأمنية في دول أخرى.
وأكد أن لبنان مستمر في لعب دوره باحتضان مقررات اللجنة الاستشارية من بعد تسلم الولايات المتحدة الأميركية رئاستها من لبنان، والجزء المرتبط بدور بيروت في عملية احتضان أي نقاش استراتيجي متعلق بمستقبل اللاجئين الفلسطينيين، فإن لبنان مستمر في لعب هذا الدور إلى جانب المفوض العام.
وقال: "لدينا في لبنان هموم وتحديات وطنية تتعلق بواقع اللاجئين الفلسطينيين، ونستضيف كل الأبعاد المتعلقة بهم سواء على المستوى الوطني أو علاقتهم بالديناميات الإقليمية المرتبطة بواقع اللجوء الفلسطيني على مستوى المنطقة."
وكان لازاريني قال في افتتاح أعمال اللجنة الاستشارية للأونروا نصف الشهرية "يُقتل الفلسطينيون في الضفة بأعداد كبيرة والأطفال اللاجئون ويتأثرون بالمواجهات المسلحة وقد قتل منهم كثيرون خلال هذا العام. البارحة في مخيم جنين قتل الطالب أحمد البالغ من العمر 15 عاما بينما تبقى الطالبة سديل 14 عاما في حالة حرجة."
وأضاف: "في العام الماضي، تمكنا من الحفاظ على تشغيل جميع الخدمات ودفعنا جميع الرواتب في الوقت المحدد فقط بفضل الاقتراض وبعض التمويل المرن وكرم المانحين في اللحظة الأخيرة لسد الفجوة. في مؤتمر إعلان التبرعات في نيويورك في وقت سابق من هذا الشهر، تلقت الأونروا مجددا دعما سياسيا قويا للعمل القيم الذي نقوم به. بينما كنا نسعى لتوفير متطلباتنا الأساسية والطارئة الأكثر إلحاحًا والتي تبلغ حوالي 300 مليون دولار أميركي لهذا العام، لم نتلق سوى 13 مليون دولار أميركي كتمويل إضافي."
وتابع: "تقف الأونروا على مفترق طرق، واذا استمررنا في وضعنا الحالي، فإننا لن نكون قادرين على الحفاظ على نفس المستوى من الخدمات والقيام بواجبنا."
وأضاف لازاريني: "نحن بحاجة إلى منع الكارثة التي تلوح في الأفق والتي نتجه اليها بحلول أيلول. نحن بحاجة ماسة إلى حوالي 200 مليون دولار لمواصلة تقديم خدماتنا هذا العام، ودفع رواتب موظفينا وإنهاء حلقة الديون المفرغة. نحتاج أيضًا إلى الموارد لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحًا، بما في ذلك 75 مليون دولار أميركي للحفاظ على المساعدات الغذائية لـ 1.2 مليون لاجئ في غزة، و30 مليون دولار أميركي أخرى للحفاظ على المساعدات النقدية والغذائية لـ 600,000 من اللاجئين الأكثر ضعفًا في سوريا ولبنان والأردن."
وقال: "أحثكم جميعًا على دق ناقوس الخطر في عواصمكم لمنع الانفجار الداخلي الذي يلوح في الأفق للوكالة. نحن بحاجة إلى نقاش عاجل بنفس القدر حول تمكين الأونروا من الاستدامة. ولا يمكننا أن ندع الوكالة تنهار ببساطة في ظل نموذجها الحالي، لأن ذلك سيكون كارثة سياسية وإنسانية".
وأكد أنه "يجب وضع النقاش حول استدامة الأونروا ضمن نقاش أوسع حول دعم حقوق لاجئي فلسطين، بما في ذلك حقهم بالعمل وحقهم في حل سياسي عادل ودائم. وبما أننا اليوم نحتفل باليوم العالمي للاجئين، يجب أن نتذكر أن اللاجئين الفلسطينيين كانوا ينتظرون حلا عادلا ودائما منذ 75 عاما. من واجبنا دفع هذه النقاشات إلى الأمام".