تبدأ غداً الحادي عشر من ذي الحجة أول أيام التشريق الثلاثة، والتي تنتهي بمغيب شمس يوم الثالث عشر من ذي الحجة، وسميت بالتشريق لأن الحجاج كانوا يشرقون فيها لحوم الهدي والأضاحي.
وكلمة التشريق في اللغة تعني تقديد اللحم، واللحم يقطع لأجزاء صغيرة، ويتم وضعه في الشمس لتجفيفه، وفي هذه الحالة يصبح اسم اللحم القديد، ويمنع ذلك تعفن اللحم وفساده، حتى يتمكن الحجاج من الرجوع به معهم إلى بلدانهم.
وبعد ظهور أجهزة التبريد التي تجمد اللحوم وتحفظها من التعفن والفساد، اختفت عادة تشريق لحوم الأضاحي في مشعر منى، في الوقت الذي تم فيه إطلاق مشروع السعودية للإفادة من لحوم الهدي والأضاحي الذي قضى على الذبح العشوائي.
ويحظى مشروع السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي بأضخم مرافق وإمكانيات تشغيلية على مستوى العالم، بمعدل إنجاز يعد الأعلى عالميًا، ويستوعب المشروع هذا العام أكثر من مليون رأس من الأغنام يتم تنفيذها في الوقت الشرعي، فيما يبلغ عدد العاملين في المشروع هذا العام أكثر من 30 ألف شخص.
وقد أنشئ المشروع عام 1403ه (1983م)، وتم إسناد مهمة تنفيذ المشروع إلى البنك الإسلامي للتنمية، حيث يهدف المشروع إلى التسهيل على حجاج بيت الله الحرام لأداء نسك الهدي والفدية نيابة عنهم، وكذلك أداء نسك الأضحية والصدقة والعقيقة نيابة عمن يرغب من عموم المسلمين، وتوزيع اللحوم على فقراء الحرم ونقل الفائض إلى المستحقين في نحو 27 دولة.