أصيب أكثر من 2000 شخص بإجهاد حراري منذ بداية الحج من بينهم 1,721 شخصا يوم الخميس، بعدما وصلت درجات الحرارة إلى 48 درجة مئوية، على ما أعلنت وزارة الصحة السعودية.
وبلغ عدد الوفيات بين الحجاج هذا العام 240 شخصا على الأقل، على ما أفاد مسؤولون في عدة بلدان بدون أن يقدّموا أسبابا مباشرة لحصول الوفيات أو يربطوها مباشرة بموجة الحر الشديد.
وشهد موسم الحج هذا العام مشاركة أكثر من 1,8 مليون حاج، من بينهم الكثير من كبار السن، مع إلغاء الحد الأقصى لعمر المشاركين بعد 3 أعوام من اقتصاره على من هم دون الخامسة والستين.
وذكرت وزارة الصحة في بيان بثته قناة الإخبارية الحكومية "بلغت أعداد الإصابات بالإجهاد الحراري منذ بداية اليوم (الخميس) 1721"، يضافون إلى 287 حالة سبق أن أعلنتهم الثلاثاء.
وقد يكون هذا الرقم أعلى بكثير إذ لا يتوجه كل المصابين للمستشفيات والمراكز والفرق الطبية العديدة التي نشرتها السعودية في أرجاء الأماكن المقدسة لدى المسلمين.
ولم تقدم وزارة الصحة السعودية حصيلة للوفيات، لكنّ أعدادهم بلغت 30 على الأقل بحسب أرقام أعلنتها عدة دول بدون الإشارة لسبب هذه الوفيات.
وأعلنت إيران وفاة أكبر حاج من الجمهورية الإسلامية يبلغ 114 عاما جراء أزمة قلبية، حسب وكالة فارس شبه الرسمية التي أبلغت عن 10 وفيات بين الحجاج الإيرانيين.
وتوفي 8 جزائريين و4 مغاربة بحسب ما قال مسؤولون في البلدين. واشار موقع "القاهرة 24" المقرب من السلطات المصرية الى وفاة 8 حجاج مصريين.
وتوفي 209 حجاج أندونيسيين خلال موسم الحج هذا العام، بحسب ما أكّد ايكو هارتونو القنصل العام لأكبر بلد في العالم لجهة عدد المسلمين.
وأفاد هارتونو وكالة فرانس برس عبر تطبيق الرسائل القصيرة واتس اب "بلغ عدد الحجاج المتوفين 209 حجاج. توفي معظمهم جراء أمراض قلبية وسكتات دماغية والتهاب تنفسي حاد".
وأشار إلى أن العديد من حجاج بلاده فقدوا الوعي في مزدلفة ومنى حيث تجاوزت الحرارة 45 درجة خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وحضت وزارة الصحة الحجاج على الابتعاد عن "الوقوف الطويل تحت أشعة الشمس واستخدام المظلة دوما، والإكثار من شرب الماء"، محذرة مرارا من التعرض لـ"ضربات الشمس".
وخلال هذا الأسبوع، شوهِد كثيرون في المسجد الحرام يحمون أنفسهم بالمظلات وسجّادات الصلاة والأوراق المقوّاة، فيما غطت النساء رؤوسهنّ بالحجاب.
وفي أرجاء مناطق إقامة الشعائر الدينية، يقف متطوعون ورجال أمن يرشون رذاذ المياه على وجوه الحجاج الذين يظهر عليهم الإعياء الشديد جراء الحرارة المرتفعة.
وفي منى، شوهد حجاج خصوصا من كبار السن يحاولون المكوث في الظل قدر الإمكان، حتى أنّ بعضهم احتمى من الشمس تحت شاحنات متوقفة.
واستعدت السلطات السعودية لهذا التحدي الصحي الكبير، إذ نشرت فرقا طبية تضم 32 ألف مسعف و190 سيارة إسعاف في منطقة منى وحدها.
وتمنع المملكة العمل في الهواء الطلق من الساعة 12 ظهرًا حتى الساعة الثالثة عصراً بدءا من 15 حزيران/يونيو ولمدة ثلاثة أشهر.
وحذر خبراء من أنّ درجات الحرارة القصوى في الصيف التي تصل إلى 50 درجة مئوية يمكن أنّ تصبح ظاهرة تتكرر في سائر فترات السنة في الخليج.
وفي 2021، حذّرت لجنة تابعة للأمم المتحدة معنية بالتغير المناخي من أنّ الخليج قد يصبح مكانا غير ملائم للحياة بحلول نهاية القرن الحالي بسبب شدة الحرارة.