طهران تسعى لنقل المواجهة الى الضفة وإعادة تموضع حماس في سوريا

بقلم: فاضل المناصفة

فاضل المناصفة.jpg
  • فاضل المناصفة

حظيت حركتا حماس والجهاد الاسلامي في الايام القليلة الماضية باستقبال رفيع المستوى خلال زيارة وفديهما الى طهران، وهي زيارة اعتيادية سنوية يلتقي خلالها المسؤولون لمناقشة الأوضاع وتقييمها مع تقديم التوجيهات والدعم اللازم وان كانت طهران تعطي أفضلية للجهاد الاسلامي في علاقتها بشركاء المحور في فلسطين الا أنها تحرص ان تبقي علاقتها بحماس دائما في نفس المستوى من الاهتمام، ذلك لأن الحركة تمثل القطب الموازي للسلطة الفلسطينية.

ربما كان تقاطع الأهداف بين إيران والفصائل الفلسطينية في غزة يصب في مصلحة عمل المقاومة من ناحية ما اذ انه يأتي بالتمويل المادي الذي يسمح بتغطية نفقات أجنحتها العسكرية والذي بدونه لن تتمكن الجهاد ولا حماس من الاستمرار في ظل حصار مطبق وأمام حملة مطاردة وتجفيف لمنابع التمويل التي تأتي من الخارج، ولكن هذا يعني أيضا أن حماس والجهاد تبقيان دائما تحت جناح إيران ولا يمكنهما أن تقررا بشكل منفرد عن مقتضيات الأجندة الإيرانية، وهو ما تقوله علنا بعض القيادات الإيرانية علنا عندما تصف الفصائل الفلسطينية المسلحة هي اليد الضاربة لإيران في الشرق الأوسط فمعنى هذا أن ايران عندما تحارب إسرائيل انما تحاربها بأدوات شبيهة بالشركات التي تقدم الخدمات العسكرية على غرار فانغر او بلاكووتر أو بلاك شيلد.

جاءت المقابلة التي أجرها أٌكد الأمين العام لمنظمة الجهاد الإسلامي زياد النخالة مع صحيفة إيرانية والتي نشرت أمس السبت لتعطي البنود العريضة لفحوى الزيارة التي حرصت من خلالها طهران على توجيه الفصائل من أجل توسيع نطاق المواجهة لتشمل الضفة الغربية، والعمل على تسليح الضفة حسب الإمكانيات المتاحة وبفضل الخبرات المكتسبة من إيران، وهو ما يعني أننا مقبلون على المزيد من التصعيد في الأيام القادمة يقابله ردة فعل إسرائيلية شبيهة بمخطط استهداف قيادات الجهاد الإسلامي ولكنها قد تكون على نطاق واسع في محاولة لإضعاف قدرات الجهاد .

يسعى النظام الإيراني اليوم الى نقل المواجهة من غزة الى الضفة وجعلها ساحة قتال إضافية، مستفيدا من الوضع المترهل للسلطة الفلسطينية وغياب قنوات الاتصال بينها وبين سلطات الاحتلال بعد أن أصبحت إسرائيل تنظر الى التنسيق الأمني على انه شيء من الماضي لا فائدة منه وأصبحت تأخذ بزمام المبادرة في التحرك ضد الفصائل المسلحة داخل الأراضي الخاضعة للسلطة، وتعي إيران بأن كتائب جنين وعرين الأسود الموجودة في الواجهة وعلى تماس مباشر مع قوات الاحتلال تحتاج الى فك الخناق ودعم يمكنها من الصمود وتطوير هجماتها في الداخل المحتل وسيمكنها ذلك من كسب شعبية أكبر، ستساهم في كسب منخرطين جدد في صفوفها وبالتالي فانه لا بد من توفير الدعم المادي و اللوجستي اللازم لاستمرار هذه الجماعات في النشاط والاستقطاب .

لا يقتصر دور إيران على مساعدة حركة حماس ماديا فقط، ففي نفس الوقت تعمل على توسيع نشاطها خارج فلسطين من أجل فك عزلتها وحصارها الذي يقوض من مهامها في استهداف دولة الاحتلال، لذلك تسعى لأن تكون وسيطا بإمكانه إعادة تطوير العلاقات بين حماس والنظام السوري وخلق موقع قدم جديد في سوريا بعد مصالحة شكلية التي لم تتجاوب معها دمشق ولم تتقدم أي جديد في العلاقات بين الحركة والنظام، لهذا لا يخلو الأمر من وضع بعض الترتيبات التي من شانها أن تفتح الباب للقاءات بين النظام السوري وقيادات حماس لبحث العودة الرسمية الى سوريا والتي من شأنها أن تزيد متاعب إسرائيل الأمنية التي تخشى أن تكون أي مواجهة جديدة مع غزة مفتوحة على جبهات متعددة منها الجبهة السورية.

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت