- معتز خليل
الدعم الذي أظهره سكان غزة بسبب الوضع في الضفة الغربية يتواصل ، رغم ما يألم بالقطاع من أزمات ، حيث لا يزال يركز في الوقت الحالي على التعافي والتعافي ويحاول إنعاش البنى التحتية الاقتصادية خاصة عقب العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة ، وهي العملية التي تكبد بها القطاع الكثير.
والحاصل فإن التطورات السياسية لتداعيات العملية العسكرية التي انطلقت خلال ساعات الفجر الأولى تثير الكثير من التساؤلات ، خاصة وأنه بات واضحا إن هذه العملية تأتي في خضم أزمات سياسية عميقة تعاني منها إسرائيل ، وهو ما يدفعها إلى القيام بعملية عسكرية واسعة ، وهو ما دفعها إلى فتح سلسلة واسعة من الهجمات على مخيم جنين. ويبدو أن الاحتلال يريد أن تمتد المعركة، وهو ما عبرت عنة بعض من المصادر السياسية إسرائيلية.
وتتعاظم الأزمة مع إعلان عدد من فصائل المقاومة الفلسطينية عن نيتها الدخول في خضم معركة جنين ، الأمر الذي يعني مزيدا من التصعيد المتوقع خاصة في ظل الحكومة اليمينية المتشددة التي يقودها نتنياهو في إسرائيل حاليا ، وهو ما دفع ببعض من التحليلات إلى القول بأن التصعيد سيساعد الاحتلال على تحقيق أهدافه.
اللافت إن تقديرات الموقف لبعض من منصات ومواقع التواصل الاجتماعي يشير إلى أن الضحية الأبرز لما يجري في جنين ، ويشير تحليل مضمون عدد من مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن الكثير من الفلسطينيين ينتقدون حاليا ضعف السلطة الفلسطينية ، وهو أحد أسباب التصعيد الحاصل حاليا في جنين ، والكثير من القيادات الشعبية الفلسطينية تطالب بالمشاركة الكاملة من قبل القيادة لمنع الاحتلال من استغلال هذا الوضع ومن خلال ذلك الإضرار بحياة الأبرياء والاقتصاد الفلسطيني.
ما الذي يجري؟
بات واضحا إن قيادة الاحتلال العسكرية تسعى إلى ضرب مراكز المقاومة الفلسطينية في عموم مخيم جنين ، الأمر الذي عبر عنه كلا من وزير الدفاع يوآف غالانت وكان واضحا وأكثر واقعية منه بعض من قيادات المخابرات العسكرية وعلى رأسها اللواء أهارون حليوا واللواء عوديد بسيوك .
وبتحليل التقديرات الاستراتيجية لتصريحات القيادات العسكرية في إسرائيل سنجد إنها تعمل حاليا على:
1- محاولة ضرب مواقع المقاومة في جنين
2- محاولة القضاء على كبار المطلوبين الأمنيين من بين الجماعات الفلسطينية المقاومة
3- محاولة استهداف بعض من القيادات العسكرية الفلسطينية وعناصرها المنضوية تحت لواء المقاومة ، بحسب رواية الاحتلال.
4- محاولة فصل مخيم جنين عن محيطه من خلال تجريف الطرقات وإقامة السواتر
5- هدف فصل المخيم عن نطاقة الجغرافي هو هدف استراتيجي تسعى إسرائيل للقيام به ، خاصة في ظل تواصل العمليات والأهم من كل هذا السعي نحو القضاء على بعض من المعامل أو المصانع التي قامت المقاومة بتدشينها لصناعة الصواريخ والأسلحة اللازمة لضرب الاحتلال ، بحسب الرواية الإسرائيلية.
تقدير استراتيجي
بات واضحا إن هذه العملية يمكن أن تمتد ، خاصة في ظل رغبة حكومة نتنياهو أو بعض من القيادات العسكرية بها العمل على التصعيد العسكري من أجل تخفيف وطأة الاحتجاجات الداخلية ، وهي الاحتجاجات المتمثلة في رفض التعديلات القضائية المقدمة من الحكومة والرغبة في ترسيخ التواجد اليميني في الكثير من المؤسسات بالدولة.
وبات واضحا إن تعقد الموقف الجيوسياسي يمكن آن يتطلب مواجهة متواصلة والأدق من هذا إن العملية ستدخل في حرب استنزاف ممتدة قد تصل إلى عدة أيام ، وسيكون لذلك الكثير من التداعيات الدقيقة ، والأهم من هذا الخطيرة على الوضع في الضفة الغربية عموما .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت