أصدرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بياناً، هنأت فيه مدينة جنين ومخيمها، وعموم أبناء شعبنا، بالصمود البطولي الذي أظهره شعبنا ومقاومته في رد العدوان الإسرائيلي، على المدينة والمخيم، والتصدي له ببسالة فائقة، أرغمت قادة العدو على الاعتراف بفشل العدوان في تحقيق أهدافه، باجتثاث المقاومة كما كان يدّعي. فقد واصل مقاومونا القتال حتى اللحظة الأخيرة، وهم يطاردون فلول جيش الاحتلال وهي تنسحب من المدينة، تحمل جرحاها وجثث قتلاها، وتجر آلياتها المدمرة.
وقالت الجبهة الديمقراطية: لقد أثبت الصمود البطولي لمقاومينا في جنين ومخيمها، صوابية وأهمية خيار المقاومة، وجدواه وقدرته على إحداث التغيير، وفرض الوقائع، وإعلاء إرادة التحدي في وجه المشروع الصهيوني، وقطع الطريق على تحقيقه لأهدافه، المتمثلة في قمع المقاومة وكل أشكال الصمود الشعبي، لإنجاز مشروع الضم والاستيلاء على الأرض الفلسطينية، ومحاصرة شعبنا خلف أسوار من المستوطنات والطرق الالتفافية، وتحويل الضفة الفلسطينية إلى دولة المستوطنين الغوغائيين، يسفكون دماء شعبنا وأطفاله.
وأكدت الجبهة الديمقراطية أن معركة التصدي للعدوان الهمجي على جنين ومخيمها، تشكل محطة من المحطات الاستراتيجية التي تمر بها قضيتنا الوطنية، ودرساً بليغاً للعدو الإسرائيلي أن يده ليست حرّة في ارتكاب الجرائم، وأن شعبنا سوف يستوعب دروس جنين ومعانيها لتوسيع المقاومة بكل أشكالها وتطويرها، الأمر الذي يتطلب من القيادة السياسية للسلطة الفلسطينية أن توفر لشعبنا عناصر صموده وثباته وتطوير دفاعه عن أرضه وكرامته الوطنية، والحق في العيش الكريم، في ظل دولة مستقلة كاملة السيادة على حدود 4 حزيران (يونيو) 67، وعاصمتها القدس، وإسقاط كافة المشاريع البديلة لحق اللاجئين في العودة إلى الديار والممتلكات التي هجروا منها منذ العام 1948.
كما دعت الجبهة الديمقراطية القيادة السياسية للسلطة الفلسطينية ومن خلفها اللجنة التنفيذية، إلى اتخاذ القرارات التي تمهد لإنجاح الدعوة للحوار الوطني الشامل، بما في ذلك التقدم إلى الأمام على طريق تشكيل لجان حماية الأرض، ومشاركة الأجهزة الأمنية، التي فشلت كل السياسات في فصلها عن أبناء شعبها وزرع الإسافين بينهما.
وختمت الجبهة الديمقراطية بالدعوة إلى أوسع تكريم وطني لشهداء معركة الثبات والبطولة والكرامة الوطنية في جنين، كما دعت الدوائر الرسمية في السلطة الفلسطينية إلى تأمين كل مستلزمات معالجة الجرحى وتماثلهم إلى الشفاء، وإزالة آثار العدوان الغاشم على مخيم جنين، بما في ذلك إعادة بناء المنازل المدمرة، وإعادة بناء البنية التحتية التي ارتكب العدوان جريمة تدميرها .
