المقاومة بالضفة تصنع المستحيل وقادرة على طرد الاحتلال
شدد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الشيخ صالح العاروري على أن "حالة المقاومة في الضفة الغربية تتطور، والاحتلال يصيبه الرعب وهو يراقب تطورها بالطريقة التي حدثت في غزة"، مبينا أن "معركة جنين تشكل نموذجا للانتصار ورمزا للمقاومة."
وأكد العاروري في مقابلة عبر قناة "المنار" اللبناينة، مساء الأربعاء، أن "المقاومين في الضفة يقاومون بما توفر لديهم من أدوات سواء بالسكين أو المسدسات، والبنادق، ثم تطورت الحالة لاستخدام العبوات المصنعة محليا والقنابل اليدوية، ووصلوا إلى تجارب إطلاق الصواريخ."
وأشار إلى أن "المقاومة تنقصها الأدوات، لكن دائما الإرادة تصنع المستحيل والمعجزات، والكيان هش وغير قادر على أن يسيطر على مخيم جنين بمساحة 1 كيلومتر مربع في قلب الأرض المحتلة"، مؤكداً أن "مخيم جنين وحده كان قادرا على أن يهزم جيش الاحتلال."
وفي رسالته إلى المقاومة، قال الشيخ العاروري: "إذا كان هذا الاحتلال في مواجهة هذه الموجة من المقاومة التي تشكل البداية، حشد أكثر من ثلثي جيشه في الضفة الغربية، لكم أن تتخيلوا إذا اشتعلت المقاومة بالمستوى نفسه في جنين وفي كل الضفة الغربية، الوضع بكل تأكيد سيتغير".
وأضاف: "معركة جنين تشكل نموذجا للانتصار، ويجب أن نستخلص أنه لو دخلت المقاومة في كل المناطق بالمستوى نفسه، لدينا فرصة لطرد الاحتلال من كامل الضفة الغربية".
وتابع العاروري: "مخيم جنين شكل رمزا للمقاومة، لكن كل مدن ومحافظات الضفة الغربية خاضت معاركها البطولية، وأقول لمعاقل الأبطال والمجاهدين والمقاومين في كل محافظات الضفة: ادخلوا المعركة وصعدوها كما حدث في جنين وأكثر".
وشدد على أن" شعبنا قادر على هزيمة الاحتلال، وليس لديه خيار آخر غير المقاومة، ولديه فرصة لإشعال معركة ضد الاستيطان والاحتلال، وطرده من الضفة الغربية، منوهاً بأن المقاومة بكل أشكالها في الضفة فاعلة ومقدرة، ونواتها الحقيقية هي المقاومة المسلحة، ولا يرحل الاحتلال إلا تحت ضربات المقاومة."
وفي تعقيب له على تصريحات وزير الجيش الإسرائيي يوآف غالانت بأن جيشه سيمارس بالضفة ما يمارسه في غزة، قال نائب رئيس المكتب السياسي: "إن النتيجة في غزة كانت اقتلاع الاحتلال واندحاره وتحولها إلى قاعدة للمقاومة تدافع عن كل شعبنا، وإذا أراد الاحتلال ممارسة السياسة نفسها بالضفة الغربية فستنتهي باندحاره عنها، فيسقتلع وسيلقى به خارج الضفة."
وأكد أنه " ليس هناك خيار واقعي لمجابهة الاحتلال إلا المقاومة ووحدة شعبنا في الميدان"، مشيرا إلى" أن المشروع الصهيوني يشهد لأول مرة في تاريخه حكومة فاشيين ونازيين ومجرمين، والمطلوب منا توحيد موقفنا ومواجهة هذه الحكومة بكل أساليب المقاومة وأهمها المقاومة المسلحة."
ونبه العاروري بأن "الحركة تعمل وتدعم وتتعاون مع كل المقاومين بغض النظر عن انتماءاتهم الفصائلية، وعنوانها مقاومة الاحتلال، مبيناً أن الوحدة في الميدان متحققة بشكل أفضل بكثير عن الوضع الرسمي، ونحن لا ندخر جهدا حتى نصل إلى تفاهمات مع كل الفصائل."
وأشار إلى أن "كل جيل من شعبنا لديه معركة مع الاحتلال"، قائلاً: "شباب اليوم أقول لهم إنه لا يجوز أن تمر هذه المرحلة بدون أن يكون لك إنجاز في سجل المقاومة".
ولفت العاروري إلى أن الحركة كانت خلال المعركة في جنين، في لقاء مباشر مع الأمين العام لحركة الجهاد ومع محمد الهندي، قائلا: "المقاتلون كانوا معا على الأرض، ونحن والجهاد الإسلامي في الاتجاه الصحيح".
وأضاف: "أحد أهم وظائفنا كقيادات فلسطينية أن نجمع أكبر قدر ممكن من المقاومين والمتبنين للمقاومة في شعبنا وأمتنا، ليكونوا صفا واحدا في مواجهة المشروع الصهيوني".
ولفت إلى أن الحركة كانت قبل أيام في زيارة إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولا شك أن لديها موقف متقدم جدا في مواجهة المشروع الصهيوني، وهي تفتخر بذلك وتدفع ثمنا له.
وبيّن أن اللقاءات كانت تدور حول أن تعمل كل مكونات المقاومة معا حتى نجمع صفوفنا في الوقت الذي تتفرق فيه صفوف العدو، مؤكدا أن علاقات الاحتلال سيئة مع العالم، ولذلك تراجعت مشاريع التطبيع في المنطقة.