- بقلم سفير الاعلام العربي عن دولة فلسطين ، الكاتب والاديب العربي الفلسطيني ، الاعلامي د . رضوان عبد الله
كثرت بالاونة الاخيرة عملية التطاول من بعض الاقلام العربية المشبوهة الاهداف والمعروفة الاساليب و الرخيصة الثمن والوسائل ، وذلك من خلال الصحف او المواقع الاكلترونية او بقية وسائل التواصل الاجتماعية على قضية فلسطين وعلى الفلسطينيين ، وذلك من خلال تصريحات وعواءات لابواق عربية تدعي انها تمثل كتاب واعلاميين واكاديميين او مثقفين عرب الخ...
وتلهّت اقلام عربية اخرى ، بمن فيها اقلام فلسطينية ، ببعض المشاكل العربية الداخلية فيما بين الدول العربية انفسها اما دفاعا عن اولي الامر منها وانظمتها العتيدة او هجوما على بعضها البعض المتنازع على لا شيء الا المناصب والمطامع والنزاعات المبينة على المنهج البريطاني المستعمر " فرق تسد " ،وتشتت الافكار والاراء الداعمة للقضية الفلسطينية وذهبت كثيرا من المجهودات المدنية و العسكرية والاعلامية الى عكس بوصلتها العربية المجيدة الاهداف بالدفاع عن القضية الفلسطينية وبقية قضايا العرب العادلة ، وآثرت خوض المعارك الداخلية المرهقة على المعارك المصيرية الهامة والضرورية المتوجبة رغم موقعها الاعلامي الكبير ودورها الاساسي بتحشيد الدعم من اجل تحرير كل الاراضي العربية المحتلة ومن بينها الاراضي الفلسطينية كاملة ، اي فلسطين من البحر الى النهر ، والتي هي جزء كبير وهام وعريق من اراضي المشرق العربي ، وليس الشرق الاوسط المزعوم ، والتي احتلها الاسرائيليون مع بقية الاراضي على مراحل منذ العام 1948 الى اليوم .
وقد تراجع كثيرا الدور الهام للمثقفين وللاعلاميين والاكاديميين والباحثين العرب ، وادى ذلك التراجع الى ظهور المهزلة الكبيرة باستجلاب ناطقين اسرائيليين الى القنوات العربية وشاشاتها الصغيرة الزاعمة للاستماع الى الرأي والرأي الاخر ، بعد ان كانوا يحاولون اختراق الاعلام العربي من خلال اذاعات غربية ناطقة باللغة العربية مثل اذاعتي لندن وواشنطن الناطقتين باللغة العربية والتين كانتا تبثان ارسالها خصيصا الى المستمع العربي في منطقتي المشرق والمغرب العربيين ، ومن بين هؤلاء المستجلبين الناطقين الاسرائيليين والمتحدثي للغة العربية بطلاقة ،اليهودي اللبناني المولد إيديكوهين السيء الذكر.
المؤسف كثيرا ان اعلاميينا الفلسطينيين والعرب منقسمين على انفسهم بين مدافع عن انظمة وشخصيات بالية ومهترئة و بين ملتحقين باشخاص ولاهثين وراء المال والشهرة من خلال بوابة السلطات والانظمة ، وقليلا منهم لا زال يناضل وحيدا ويغرد بعيدا عن سرب الانظمة و الفصائل والتيارات المناضلة او المجاهدة او المكافحة ، وذلك بسبب توجهات تلك الفصائل والاحزاب التي فشلت افكارها و تراجعت اهتماماتها بقضايا التحرير والنضال هذا اولا ، اما ثانيا فان كثيرا من وسائل الاعلام العربية المكتوبة والمقروءة و المسموعة والمرئية ابعدت كثيرا من الوجوه الاعلامية والباحثين والاكاديميين المتخصصين وذوي الشأن الهام وقربت اليها كل وضيع واخرق وتابع وملتحق ووصولي وانتهازي وعينت او استجلبت واستعارت من اخراها كل من ليس له تخصص ولا انتماء لقضايا العرب والامة العربية، والاسماء كثيرة حتى انه تم ادخالها بمنظوماتها السياسية مركزيا او تنفيذيا او حتى تشريعيا .
اما ثالثا فهو لا يقل اهمية عن الاول والثاني وهو ان الاسرائيليين يغزونا اما عسكريا او اقتصاديا او اعلاميا ونحن نتفرج ونتلقى ولا من مدافع ولا من مكافح ولا حتى من مهتم الا من رحم ربي ، " فترى القوم صرعى كأنهم اعجاز نخل خاوية " ، حتى يأتينا كوهين الاول ( ايلي ) باسم وصفة رجل اعمال مستعارونحن نتفرج وقد اوشك للوصول الى موقع رئيس وزراء لولا الاهتمامات او الصدف الاستخباراتية يومها والتي اكتشفته وتم اعدامه من قبل الحكومة السورية ، في الزمان والمكان المعروفين لدى كل من عاصر تلك الفترة ،من فترات الصراع العربي - الاسرائيلي . ويأتينا اليوم الكوهين الثاني بوضح النهار ويتهجم على العرب والفلسطينيين ويعطي "الدروس" تلو الدروس وكأنه المنظر والمبشر والمخلص للجماهير من ظلم وجور مواليهم ومعلمينهم وامرائهم المسؤولين عنهم . نحن لا نريد ان ندخل بمتاهات كذبه ولا بتلفيقات ادعاءاته التي لا تنتهي ولا نريد ان يكون كل عواء منه ان يرمى له عظم ويرمى لعملائه ايضا من بقية الابواق الرخيصة الثمن المناهضة لكل قضايانا العادلة ، ولكن هناك اهتمامات يجب ان تكون من قبل كل الاحزاب والفصائل والتنظيمات الفلسطينية والعربية الوحدوية والقومية و المتحررة بافكارها والمتنبهة لقضايا الامة وذلك من خلال الوعي والفكر والثقافة كي يكون المثقف و الشار ع العربي عموما دوما على اهبة الاستعداد للرد على اي عدوان اسرائيلي عسكريا كان ام اقتصاديا او حتى اعلاميا او اجتماعيا وما الى هنالك من تفرعات لان معركتنا مع العدو لا زالت مشتعلة ولم تتوقف رغم مؤتمرات السلام المزعومة واتفاقيات عقدت وانقلب عليها الاسرائيليون انفسهم لان منظومتهم قامت على الحرب وليس على السلام ، واعتمدت على وسائل واساليب الاعتداء وليس على حسن الجوار ، فالعدو لا جوار له ولا من مجاور هو لانه معتدي ومجرم و محبّ للمجازر والفتن والفساد ، ليس ذلك فحسب بل انه من الضروري ان نكون دوما على استعداد للتنبه لاية شائعات يبثها هذا العدو من خلال قادته المجرمين وابواقه الاعلامية ، والتصدي لها وذلك بوعينا ومعرفتنا لتاريخنا العربي والاسلامي ،وليس بأن نقف متفرجين او مستمعين لم يقوله العدو وعملائه وابواقه ، وقد شهدت السنوات الاخيرة كثيرا من الغزوات الاعلامية الصادرة عن مصادرها الاسرائيلية والعميلة ايضا والكاذبة حقا ، والتي قصدت تشويه التاريخين العربي والاسلامي استنادا الى اكاذيب تظهر للمثقف الضعيف غير المحصن انها حقيقة وصادقة ولكن يعروها الكذب والافتراء والرياء معا.
انها فلسطين اولا وثانيا وعاشرا ، انها اولى القبلتين وثالث الحرمين ، منذ بداية التاريخ الى اليوم تعرضت الى غزوات كثيرة ومرت بمحن متعددة حيث تخللها دخول الصليبيين والمستعمرين الكثيرين وعملت بأهلها المجازر والمذابح و النكبات الخطيرة وضح اهلها بانفسهم وابنائهم وتحررت ومن ثم اعيد التآمر عليها الى ان وصل المحتلون الاسرائيليون ودمروا وقتلوا وذبحوا ولا زالون يعتدون على الاطفال والنساء والشباب ويسرقون الاراضي وينهبونها وينهبون الميساه ويقطعون الاشجار واليسرقون الثمار ، وسيتم اخراجهم باذن الله كما تم اخراجهم اول مرة وهذا وعد الله الحق ( وليدخلوا المجسد كما دخلوه اول مرة وليتبروا ما علو تتبيره ) ،العدو واحد ولو تعددت "الكوهينات " من عرب واسرائييليين ، وكم من كوهين لا زال قابعا على كل الاراضي العربية ويدعي العروبة والنضال ،وكم من كوهين لا زال يجثو فوق قلوبنا بالجسم و الشكل والفكر ، ليس العدو هو العدو الظاهر لك ولكن العدو الخفي هو الاخطر ،لكن هناك ضرورة اعلامية للتصدي لكل الـ"كوهينات " الموجودة بين اظهرنا والتي تمارس دور العدو وعملائه اكثر من العدو نفسه ، وهناك ضرورة فلسطينية وعربية لاعادة النظر بكل ما هو موجود من اجل تنقية المؤسسات الاعلامية خصوصا ، العربية والفلسطينية معا ، من الشوائب ومن المستجلبات وتحصين الشارعين العربي والاسلامي من كل موروثات غير دقيقة وغير صحيحة ، وبوضع الرجال المناسب بالمكان المناسب .
وليكن هناك تحمل للمسؤولية الكاملة من اجل بناء جيل فلسطيني وعربي اصيل يكمل ما كان قد بدأه الاباء والجدود من مسيرة تحرر من اجل كنس المستوطنين عن ارض الاباء والاجداد وعودة اللاجئين واستعادة فلسطين كاملة مع عاصمتها الابدية القدس الشريف ، واخراس كل من له وجهة نظر يحبّذ العمالة مع العدو او التعامل معه ، اما الاتفاقيات مع الاسرائيليين فقد اعلنت قيادة الشعب الفلسطيني المتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية الحلّ منها والتحللّ من بنودها ، ولازالت القيادة الفلسطينية تعرف وتدرك جيدا ان خيارات السلام في المنطقة العربية يجب الا تمر على ظهر ثوابت الوطنية للشعب الفلسطيني ، ولا من تحت طاولات عربية تآمرية تهرول نحو التطبيع المقيت الجبان .
Tel:009613318810
Email:[email protected]
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت