أخلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، يوم الثلاثاء، عائلة صب لبن من منزلها في عقبة الخالدية بالبلدة القديمة من مدينة القدس الشرقية واستولى عليه مستوطنون.
وقال أحمد صب لبن نجل أصحاب المنزل للصحفيين: "اقتحمت الشرطة الإسرائيلية المنزل أثناء نوم العائلة والمتضامنين وأخلته من المتواجدين فيه".
وأضاف: "تم إخلاء المنزل من جميع الأفراد والتحفظ على أثاثه وتسليمه للعائلة لاحقا".
وفورا سمحت الشرطة الإسرائيلية لمستوطنين بالدخول إلى المنزل، بحسب شهود عيان.
وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية (أعلى هيئة قضائية) أعطت مطلع العام الجاري الضوء الأخضر لإخلاء نورة غيث صب لبن (68 عاما) وزوجها مصطفى (72 عاما) من المنزل لصالح مستوطنين.
وقبلت المحكمة مزاعم جماعات استيطانية بأن المنزل يقع "بملكية يهودية" قبل عام 1948.
وتقيم العائلة الفلسطينية في المنزل منذ العام 1953.
وكانت الأسابيع الأخيرة شهدت فعاليات تضامنية مع العائلة الفلسطينية التي رفضت إخلاء منزلها طوعا منذ قرار المحكمة.
وطالبت العديد من الدول، بما فيها الاتحاد الأوروبي السلطات الإسرائيلية بوقف إخلاء العائلة من منزلها الذي تقيم فيه منذ عقود.
وبصدور قرار المحكمة العليا الإسرائيلية إخلاء العائلة من منزلها، فقد استنفدت كل الوسائل القانونية التي لجأت إليها لمنع الإخلاء.
وقالت نورة غيث صب لبن التي وقفت أمام منزلها بعد إخلائها وعائلتها منه وهي تشير إلى المستوطنين: "شكيتكم لله، الذي هو أكبر منكم ومن حكومتكم ومن الاحتلال ومن الاستعمار".
وأضافت صب لبن متحدثة للصحفيين: "الله كريم، ستعود فلسطين والقدس تبقى عربية ولن تكون أبدا إسرائيلية، أرضنا وترابنا وبيوتنا ستبقى فلسطينية وأنتم (المستوطنون) إلى زوال فالظلم إلى زوال والاستعمار إلى زوال والاحتلال إلى زوال".
وكان العديد من نشطاء السلام الإسرائيليين تظاهروا قبالة المنزل الفلسطيني احتجاجا ضد استيلاء المستوطنين عليه.
من جهتها، وصفت وزارة شؤون القدس الفلسطينية "استيلاء المستوطنين بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي" على منزل عائلة صب لبن بالبلدة القديمة في المدينة المحتلة بأنه "لصوصية" و"تطهير عرقي".
وأضافت الوزارة في بيان أن "إخلاء قوات الاحتلال لمنزل عائلة صب لبن الذي تقيم فيه منذ عام 1953 والاستيلاء عليه هو تهجير عرقي يرقى إلى جريمة حرب".
وقالت: "لقد ضربت حكومة الاحتلال عرض الحائط بكل الدعوات الدولية، بما في ذلك من الاتحاد الأوروبي، لوقف هذه الجريمة التي طالت منزلا قريبا من المسجد الأقصى".
وتابعت الوزارة: "تطبق حكومة الاحتلال نظام الفصل العنصري بأبشع أشكاله في المدينة المحتلة".
وحذرت من أن "يكون الإخلاء بمثابة مقدمة للاستيلاء على المزيد من المنازل الفلسطينية، وخاصة في البلدة القديمة وسلوان والشيخ جراح، وغيرها من الأحياء بالمدينة المحتلة".
وقالت: "يتزامن الاستيلاء على المنزل مع تصاعد استيطاني محموم تشهده كل أرجاء المدينة ويشمل قرارات ببناء آلاف الوحدات الاستيطانية".
ودعت المجتمع الدولي إلى "التحرك الفوري والحاسم لوقف جميع قرارات الإخلاء القسري وهدم المنازل والنشاط الاستعماري الاستيطاني، ومحاولات تقسيم المسجد الأقصى والاعتداءات على المقدسات".
وتواجه عشرات العائلات الفلسطينية في القدس الشرقية خطر الترحيل من منازلها لصالح مستوطنين إسرائيليين.
ويصر الفلسطينيون على أن القدس الشرقية هي عاصمة دولتهم المستقبلية، فيما تقول إسرائيل إن القدس بشطريها الشرقي والغربي، عاصمة لها.