تحت غطاء البوجرومات: تهجير قسريّ لتجمّع فلسطيني جديد من أرضه

عشرات تجمعات الرعاة الأخرى تعيش في ظل التهديد بتهجيرها، هي أيضاً

جرى أمس (الإثنين، 10.7.23) تهجير قسري لتجمع البقعة للرعاة، وهو تجمع بدوي يقع شرقي رام الله. وذلك بعد أن عانى خلال الأسابيع الأخيرة من اعتداءات المستوطنين اليومية، التي كان مصدرها إحدى البؤر الاستيطانية السبع التي أقيمت في أعقاب البوجروم في قرية ترمسعيا يوم 21.6.23، وهي البؤرة التي أقيمت بجانب التجمع.  وفي يوم الجمعة الأخير، أحرق المستوطنون مبنى سكنياً يعود لعائلة لم تكن متواجدة فيه في تلك الأثناء بسبب تخوفها من أعمال عنف كهذه.

يشمل تجمع البقعة 33 نفراً، من بينهم 21 قاصراً. وقد روى السكان الذين فككوا أمس مباني السكن وزرائب الماشية في التجمع لباحثي بتسيلم الميدانيين إنهم يخشون على حياتهم وليس هنالك من يحميهم. لذا، وفي غياب أي خيار آخر، فقد قرروا الرحيل عن المكان.
 


وينضم تجمع البقعة الآن إلى تجمع راس التين وتجمع عين سامية المجاورين اللذين تم تهجيرهما عن أراضيهما خلال السنة الأخيرة على خلفية مماثلة: السياسة الإسرائيلية التي تخلق واقعاً معيشياً ضاغطاً وغير محتمل لا يُبقي أمام سكان التجمعات أي خيار آخر سوى الرحيل. وتستخدم هذه السياسة ـ التي تعاني منها أيضاً تجمعات إضافية أخرى لا تزال قائمة في هذه المنطقة ـ وسائل أكثر رسمية (بناء مستوطنات، فرض تقييدات مشددة جداً على البناء، منع بناء أية بنى تحتية وتنفيذ عمليات الهدم) ووسائل أقل رسمية (عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين) والتي ترمي، جميعها، إلى تحقيق هدف واحد: الاستيلاء على المزيد والمزيد من الأراضي الفلسطينية بغية وضعها تحت تصرف اليهود وفي خدمتهم.  

التهجير القسري هو جريمة حرب، حتى لو لم يتم تنفيذه بواسطة شاحنات تقوم الدولة بتحميل السكان عليها وإنما بواسطة تطبيق سياسة عينية تخلق منظومة من الضغوطات على السكان ترغمهم بالتالي على مغادرة أراضيهم ومنازلهم.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله