سوء معاملة الأطفال في دار للرعاية يزيد من أوجاع اللبنانيين

 بعد انتشار مقاطع تصور سوء معاملة أطفال صغار في دار رعاية نهارية في لبنان، استبد القلق باللبنانيين على الصحة البدنية والنفسية لأطفالهم في البلاد التي يضر فيها الانهيار الاقتصادي القائم منذ نحو أربع سنوات بجميع مناحي الحياة.

وأظهرت لقطات مؤلمة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي في الأيام القليلة الماضية امرأة من المفترض أنها موظفة في دار رعاية غارديريف خارج العاصمة اللبنانية بيروت، وهي تضرب الأطفال الصغار على رؤوسهم وتلطمهم وهي تدفع الطعام عنوة في أفواههم رغم بكائهم.

وثار غضب الآباء نتيجة المقاطع المصورة التي تم التقاطها بهاتف محمول قبل أشهر لكنها لم تنتشر إلا في الآونة الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقالت تاتيانا طنوس هاشم، وهي مهندسة معمارية تضمنت بعض المقاطع المصورة لقطات لابنتها منذ نحو خمسة أشهر، لرويترز "مش مقبول. مستحيل انه شيل الفيديوهات من راسي".

وقالت تاتيانا إن ابنتها التي كانت تبلغ من العمر ستة أشهر وقت وقوع العنف المشار إليه بدأت تعاني من مشكلات في النوم في الوقت الذي تم فيه تصوير مقاطع الفيديو.

وقالت لرويترز "ولا مرة كنت فكرت انه عم تتعنف"

وقالت قوى الأمن الداخلي في بيان على الإنترنت إنها احتجزت شخصين مساء الاثنين على صلة بالقضية، دون الكشف عن الأسماء كاملة.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية في بيان على الإنترنت يوم الثلاثاء إنها أغلقت دار رعاية الأطفال بعد إجراء "تحقيق سريع" في أعمال العنف التي وردت أنباء بشأنها.

ونقل البيان عن الوزير فراس الأبيض قوله "الإقفال لا يكفي ويجب أن يكون العقاب عبرة لمن اعتبر".

ولم تتمكن رويترز من الوصول إلى المرأة المتهمة بارتكاب الانتهاكات والتي احتجزتها قوات الأمن اللبنانية.

واستنزف الانهيار المالي في لبنان، منذ بدايته في عام 2019، نحو 98 بالمئة من قيمة العملة المحلية، وانكمش الناتج المحلي الإجمالي 40 بالمئة ودفع التضخم إلى أكثر من مئة بالمئة.

وأرهق هذا الضيق الاقتصادي نظام التعليم في البلاد الذي كان يعتبر ذات يوم من بين أفضل النظم التعليمية في المنطقة. كما أرهق الأسر التي كان بوسعها العيش في يسر براتب عائل واحد لكن أصبح يتعين على كلا الوالدين الآن العمل لإعالة أطفالهما.

وقالت تاتيانا إنها تخشى الآن ترك أطفالها في دور الرعاية لكنها لا تستطيع ترك وظيفتها لرعايتهم.

وأضافت "ها الأوضاع المعيشية شو بنعمل؟ هل حدا رح يعوضني على معاشي؟".

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن الحادث "جزء من اتجاه" ترصده المنظمة للعنف المتزايد ضد الأطفال في جميع أنحاء لبنان.

وقالت إيتي هيجينز نائب ممثل يونيسيف إن بحثهم وجد أن الأطفال دون سن الرابعة كانوا الأكثر عرضة للعنف.

وأضافت هيجينز لرويترز "تواتر هذه الحالات الخطيرة يتزايد للأسف، حتى لو لم تحتل العناوين الرئيسية"، مضيفا أن السلطات يتعين عليها تعزيز الاستثمار في الخدمات الاجتماعية، لمراقبة دور الحضانة وفحص الموظفين بعناية.

وأردفت "ما رأيناه هذا الأسبوع في الحضانة، لم يكن هذا إلا غيضا من فيض".

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رويترز