- المحامي علي ابو حبلة
لا بد من التصدي للحرب النفسية التي تقودها وسائل الإعلام الإسرائيلي ضد المواطن الفلسطيني على وجه الخصوص والعربي والعقل العربي بهدف تغيير الإدراك والسلوك لوجود إسرائيل والتعامل معها، بدل عدائها وهذا ما دأبت عليه الجهات المتخصصة بالحرب النفسية بشن حملتها لإضعاف روح المقاومة ضد إسرائيل، وازدادت وتيرة ونبرة الخطاب الاعلامي مع وتيرة العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني وسياسة التدمير الممنهج لكل مقومات الشعب الفلسطيني
الحملات الاعلاميه المنظمة تستهدف اضعاف الروح المعنويه العربيه والتسليم بالامر الواقع في ظل هرولة البعض من النظام العربي بالتطبيع مع اسرائيل والحمله الاعلاميه التي تترافق مع العدوان الاسرائيلي تستهدف النيل من ثبات وصمود الفلسطيني فوق تراب وطنه
الاعلام الصهيوني يحاول تبرير سياسة العدوان وايجاد ذرائع لجرائم وارهاب المستوطنين الممارس بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته واضفاء الشرعيه على جرائمهم
بتنا أمام حرب نفسيه مشرعة الأبواب وتستهدف الفلسطيني والعربي لإضعاف مقاومته وصولا لتحقيق هزيمته نفسيا ليستسلم أمام فرض سياسة الأمر الواقع ، وهنا لا بد من شن هجمة معاكسة ومهاجمة ومحاصرة إسرائيل بالأسلوب والوسائل نفسها.
إنّ الحرب النفسية هي «حرب العصر»، حيث إنها حرب تغيير السلوكيات والقناعات وميدانها الشعوب والأفراد مدنيين كانوا أم عسكريين، وهي من أخطر الأسلحة؛ لأنها تقوم على إضعاف معنويات الخصم وتحطيم إرادته وهنا مكمن قوتها، إضافة لذلك فقد أصبح من الصعب على الدول -حتى العظمى منها- تحمل تكاليف الحرب العسكرية المباشرة التي تستنزف طاقاتها المالية والاقتصادية بشكل هائل، خاصة مع ترّدي الوضع المالي والاقتصادي لأكبر الدول في العالم، إضافة إلى رفض معظم شعوب تلك الدول بالزج بأبنائها في أتون الحروب المشتعلة، فلذلك اختارت تلك الدول أن تهزم أعداءها وتحكم سيطرتها عليهم من خلال ممارسة الحرب النفسية، فأنشأوا في سبيل ذلك مكاتب تكون تابعة لأجهزة الاستخبارات عادةً، شغلها الشاغل التخطيط ووضع الاستراتيجيات لهذا النوع من الحروب، وهمّها نشر الشائعات وزرع الفتن، والترصد والتضليل ضد أعدائها لحماية أمنها القومي على المدى البعيد كهدف رئيس قبل كل شيء.
فقد نجحت تلك الدول في أغلب الأحيان في تحقيق أهدافها من دون النزول إلى الأرض أو تعريض جنودها للخطر، ولكن في بعض الأوقات الأخرى تكون الحرب النفسية مقدمة للحرب العسكرية مثلما وقع في العراق مثلا، فيتم إطلاق الترسانة الإعلامية، والعمل في الخفاء، لتعبيد الطريق للقوات المهاجمة بعد ذلك..
الحرب النفسية هي حرب معنوية بالأساس وقد اختلف المتخصصون في مبناها اللغوي فمنهم من يطلق عليها حرب العصابات والحرب الباردة أو حرب الأفكار والحرب الدعائية، ولكنهم جميعا اتفقوا على معناها، بأنها شكل من أشكال الصراع الذي يهدف للتأثير على الخصم وإضعاف معنوياته وتوجيه فكره وعقيدته وآرائه وإحلال أفكار أخرى مكانها تكون في خدمة الطرف الذي يشن الحرب النفسية، إذا فهي حرب لا يمكن مواجهتها الند للند لأنّها تدور في الظلام وخلف الستار وتتغلغل بدون لفت الأنظار أو إحداث أي ضجيج.
ما تقوم به اسرائيل عبر اعلامها هدفه هزيمة العرب والتسليم بالامر الواقع والمتتبع للاعلام العبري يصل لنتيجه ان العديد من الانظمة العربيه استسلمت لمخطط التطبيع وسلمت بامر ووهم خديعة الاعلام الصهيوني
ووفق تلك الاخبار والحرب الاعلاميه والفبركات الاخباريه يظهر لنا جليا خطورة الشائعات والحرب النفسية الاسرائيلية ومدى قدرتها على اختراق الصفوف ومحاولات إضعاف المعنويات وبث القلاقل والفتن داخل المجتمع الفلسطيني و العربي .
إن الحرب النفسية التي يتعرض لها العرب و الفلسطينيون يرصد لها ميزانيات بالملايين فما نحن فاعلون لمواجهة الحرب النفسية التي تشنها اسرائيل وتستهدف النيل من قوتنا وإرادتنا، هل علينا الاستسلام ضمن سياسة فرض الامر الواقع كما يحصل في حالة الانبطاح العربي أو عدم الاستسلام والتصدي للشائعات وحملات التضليل ورفض تغيير السلوكيات والادراك تجاه من يحتل الارض والقدس وفلسطين ويصر على معاداة الامه العربيه والهيمنه والسيطره على مقدراتها والتي تتماشى مع مصالح الطرف الذي يشن الحملة.
من هنا يظهر لنا جليا خطورة الشائعات والحرب النفسية الاسرائيلية ومدى قدرتها على اختراق الصفوف ومحاولات إضعاف المعنويات وبث القلاقل والفتن داخل المجتمع الفلسطيني و العربي والتي تتطلب التصدي لها بكل الوسائل والامكانيات المتاحه على اعتبار ان وجود اسرائيل دخيل على المنطقه ووجودها مرتبط بمصالح امريكا والغرب وهو كيان غير قادر على حماية نفسه بنفسه دون الدعم الامريكي والغربي وهنا تكمن اهمية كيفية التصدي للحملات الاعلاميه وحرب الشائعات للماكينه الاعلاميه الصهيونيه التي تصور الكيان الاسرائيلي سوبرمان المنطقه
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت