غضب في العراق بعد هدم مسجد السراجي ومنارته التاريخية التي يصل عمرها إلى 300 عام

محافظة البصرة هدمت جامع السراجي جنوبي المحافظة ووعدت ببنائه في موقع آخر (مواقع التواصل).jpg

أثار إقدام الحكومة المحلية في البصرة، أقصى جنوب العراق، أمس الجمعة، على هدم مسجد السراجي ومنارته التاريخية، في منطقة أبي الخصيب جنوب المحافظة، بحجّة توسعة الطريق المحاذي له، موجة انتقادات حادة طالت المحافظ أسعد العيداني، فيما قال الوقف السني إنه يجري اتصالاته المكثفة مع المسؤولين، بخصوص هذه القضية.

وفي ساعة مبكّرة من فجر أمس، شرعت الجرافات بهدم المسجد بإشراف محافظ البصرة الذي شهد عملية الهدم، وتعهد بإنشاء مسجد جديد، حسب مقطع فيديو.

وقال العيداني في تصريح من أمام المسجد إن "البعض قد يقول إن هذا الجامع تاريخي، لكن وبعد عملية الإزالة بالتنسيق مع الوقف السني، فإن هذا الجامع كان في منتصف الشارع".

وزاد: "بعد إزالة الأنقاض ستتم تسوية الأرض، ويتم بناء مسجد جديد من قبل المحافظة، وبالنتيجة سيقوم الشارع بخدمة كل الناس"، مبينا أن "عملية الإزالة تمت بعلم وموافقة الوقف السني".

ويعد جامع السراجي من مساجد العراق التاريخية القديمة في مدينة البصرة، ويتميز بعمارته الأثرية والتراثية، وبني في عام 1140هـ/1727م.

ورفض مدونون على مواقع التواصل طريقة إزالة المنارة كونها تعد "رمزا تراثيا" في المحافظة، مشيرين إلى إمكانية نقلها إلى مكان آخر عن طريق الاستعانة بمختصين بالآثار كما حدث لحالات مماثلة في دول أخرى.

وتوعد وزير الثقافة والسياحة والآثار أحمد فكّاك البدراني باتخاذ إجراءات قانونية. وقال في بيان صحافي أمس: "سنتخذ الإجراءات القانونية لحماية الإرث الحضاري الكبير ضد أي تجاوز إداري أو شخصي يشجّع ويعمل على إلحاق الضرر بشكل مقصود أو عفوي". كما طالب الوقفين السني والشيعي بـ "التدخّل والوقوف بحزم ومعاقبة منتسبيها في حالة السماح لهم بالتجاوز أو تزوير الحقائق التاريخية".

في حين أكد ديوان الوقف السني في بيان "إخلاء مسؤوليته الكاملة عن هدم منارة جامع السراجي بهذه الطريقة". وأضاف أن "رئيس الديوان يجري اتصالاته المكثفة مع المسؤولين حول الموضوع لأهميته القصوى، وبياناً للحق وإنصاف الحقيقة نقول إن جامع السراجي ومنارته تمت مناقشة موضوعهما في أكثر من اجتماع لمجلس الأوقاف الأعلى ومنذ حوالى سنة تقريبا وربما يزيد، وذلك بعد أن تقدمت الجهات المسؤولة في البصرة بأكثر من طلب تؤكد أن هذه المنارة موضوعة في عرض الشارع، وأنها تعيق حركة الناس والمرور تماماً".

وتابع أنه "لأجل هذا وبعد دراسة مستفيضة للموضوع من جميع جوانبه الشرعية والتاريخية والاجتماعية والقانونية، جرى الاتفاق مع هذه الجهات على تقطيع منارة جامع السراجي وتفكيكها ونقلها بطريقة حفظ الآثار وصيانتها واحترام مكانتها في نفوس أهالي أبي الخصيب وإعادتها إلى وضعها الطبيعي وبالتعاون مع المؤسسات ذات العلاقة عن حفظ الآثار، وقد تأخرنا عن صيانة الجامع لأجل المحافظة على المنارة وإرثها واعتزازا بتاريخها، لكن، وللأسف الشديد، فوجئنا بهدم المنارة خلافاً لما توافقنا عليه واتفقنا".

أما فيما يتعلق بجامع السراجي فقال الوقف: "نعلم وأهلنا الكرام بأبي الخصيب يعلمون أنه جرت صيانته في أكثر من مرة وعبر فترات زمنية متعددة". وأهاب "باحترام جميع أوقافنا ومساجدنا ومناراتها خصوصاً التاريخية منها والأثرية فهي حق من حقوق الله في السماء ومن حقوق عباده في الأرض".

كذلك استنكر مدير آثار وتراث البصرة، مصطفى الحصيني، هدم منارة جامع السراجي. وذكر في بيان صحافي أمس أن "هذه المنارة هي آخر المنارات الإسلامية في المدينة والتي يصل عمارها إلى 300 عام، تم تهديمها بالشفل (جرافة) بسبب تجاوزها على الشارع العام المؤدي إلى أبي الخصيب، وعُوملت مثل بقية التجاوزات، وبالأحرى الشارع هو المتجاوز على المنارة لأن عمارها أقدم من الشارع أصلاً، وقد زودت دائرة الآثار والتراث في البصرة ديوان الوقف السني والمحافظة بكشف فني لإجراء تفكيك، ونقلها داخل حرم المسجد لغرض فك الاختناقات والازدحامات".

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - وكالات