حبيب عبد الرب سروري.. يوميّات روائي يمني في فلسطين!

حبيب عبد الرب سروري.. يوميّات روائي يمني في فلسطين!.jpg

"بالنسبة لفلسطين في عمل أدبي.. بالتأكيد لاحقاً. لا أعرف بعد كيف سيكون".. هذا ما قاله الروائي اليمني حبيب عبد الرب سروري، في حديثه لصحيفة "الأيام" الفلسطينية، في اليوم ما قبل الختامي لفعاليات الدورة السادسة من ملتقى فلسطين للرواية العربية، وحلّ ضيفاً عليه، وكان قبله بأيّام حط في فلسطين، عند عدد من أصدقائه.

وحرص سروري على تدوين يوميّاته عبر صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، كسلسلة حلقات.

وكتب في منشوره الأول قبل أربعة أيام على انطلاق الملتقى، تحت عنوان "حيفا ويافا": "أنا من مواليد شارع في عدَن، اسمه: شارع يافا، والشارع المجاور له اسمه: شارع حيفا"، مضيفاً: إنه "قضى 90٪؜ من حياته الأولى في عدَن، في أحضان هذين الشارعين"، لافتاً إلى أن "إيقاع اسميهما التوأمين، اللذيذين جداً، المتناغمين وزناً وقافية، دغدغ أذنيه منذ الصِغر، مغنَطَه، سحَرَهُ، و شفطَ أحلامه باتجاههما"، موضحاً أنه "ظلّ يحاول تخيّلهما كلما مرّ في مرفأ أو شاطئ شبيه بهما من جزر الإغريق وشرق صقلية، إلى أقصى غرب أندلس البرتغال"، مؤكداً أن "زيارتهما كانت دوماً إحدى أجمل أمانيه التي ظن أنها لن تتحقق إطلاقاً"، وإلى أنّ "الحلم يتحقق بفضل دعوة وزارة الثقافة الفلسطينية لنا، لملتقى الرواية العربية في رام الله، لحقَتهُ دعوة من نادي القراء في حيفا"، ليختم بأن "الأحلام النبيلة تأبي إلا أن تتحقق".

وما بعد البداية من يافا، كانت زيارته إلى كلّ من حيفا وعكا، وكتب: "يكفي التجوّل في هذه المدن لمعرفة أنها مركز العالم، سرّته، وبؤرة كل رغباته. ليس غريباً أن تكون هذه الأرض الاستثنائية الساحرة محل تقاطعات كل الأطماع، والحروب، والأساطير، منذ فجر التاريخ. لا أدري ماذا فعلتْ بي هاتان المدينتان".

ووصف اليوم التالي بالحافل بالزيارات الحميمة، ورؤية مآثرها الخالدة: الناصرة و"بازيليكا البشارة" فيها، بحيرة طبرية، لم أصدِّق أني كنت أمام جبال الجولان على يساري، وجبال الأردن التي تختفي وراءها مدينة أربد على اليمين، والبحيرة منطلق نهر الأردن، موقع معركة حطين.. لروح صلاح الدين الأيوبي المجد الأبديّ!

وواصل سروري الرصد: الطريق إلى الخليل من رام الله تستغرق ساعتين إلى ثلاث ساعات، لسبعين كم فقط!.. التفافيّ، متعرج، محاط يميناً ويساراً بجدران ومستوطنات نهبت معظم أراضي الفلسطينيين، وفرّقت بين عائلات كانت تفصلها رمية حجر لا غير.. تقابلك أحياناً محطات تفتيش إسرائيلية، يمكنها إغلاق الطريق كلية. عنق زجاجة يفصل رام الله والخليل، تتوقف الحركة والحياة عند إغلاقه.. دون الحديث عن اقتحام المدن دورياً من قبل جيش المحتل، وتفجير البيوت حينها. رعب وعنجهية وجرائم دائمة أمام صمت العالم. رؤية كل ذلك شيء، وسماع أخباره من الصحف شيء آخر.

وأضاف: "الخليل مدينة ارتبط تاريخها المعاصر بمجزرة في المسجد: أطلق طبيب متطرف ديني يهودي النار على مصليين في مسجد، قتل عشرات.. صار قبر القاتل اليوم مزاراً للمجرمين مثله، وعلى نحو خاص، يرتبط اسمها بمستعمرات مستوطنين في قلب المدينة، سكّانها من أبشع العنصريين الهمج.

وتحت عنوان "صور أخيرة قبل وداع فلسطين والقدس"، نشر سروري صوراً عقّب عليها: صديقي العزيز محمد غرافي أخذ الصورة الأولى، كما لو كانت صورة لفتح ثقب في الجدار الإسرائيلي العازل للقدس عن رام الله.. من هذا الثقب دخلنا القدس، ومنه خرجنا محمد وأنا.. شاعرة فلسطينية - سورية عزيزة طلبت مني عقالاً فلسطينياً، أبيض وأسود، من داخل فلسطين، ومن مكان موثّق.. أخذته لها من القدس، أمام باب دمشق!

وختم سروري: زيارة فلسطين ضرورة، حلم، متعة خالصة وألم دائم.. كل الفلسطينيين الذين رأيتهم يدعون الجميع لزيارة بلدهم، والكتابة عمّا يرون، وبالطبع، كما يعرف الجميع، إلا مَن دماغه مقلوب فوق - تحت، أن "زيارة السجين لا يعني التطبيع مع السجّان.. هو دعم للسجين، ومقاومة للسجّان".

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - كتبت بديعة زيدان: