- كتب / أسامة فلفل
لما كان الإعلام الرياضي العربي يمثل جزء ومكون أصيل من حركة النضال، حرص رواد الإعلام الرياضي في وطننا العربي الكبير الممتد من المحيط للخليج على توحيد حركة النضال التي تستند على عمق وأصالة عربية إسلامية وبعد قومي عربي، حيث شكل مسارا مهما بأبعاده المختلفة من أجل حماية مقدرات وإنجازات الأمة وتثبيت الصورة الذهنية عن حركة الإنجازات التي تعبق بصور العطاء والتضحية والصمود والبقاء.
اليوم نطل على السادة القراء بقامة وشخصية إعلامية قيادية، تعتبر من أبرز رواد الفكر العربي، الصحفي الرياضي المصري الأستاذ فايز عبد الهادي أحد رموز ومشاعل الإبداع الإعلامي الرياضي، وصاحب مسيرة تاريخية عظيمة وحافلة بالمحطات الغنية بالإنجازات والعطاء الوافر.
الأستاذ فايز هرم من أهرامات الصحافة الرياضية العربية، وأحد فرسانها الذين عبروا من شواطئ التحديات والتضحيات لموانئ الإنجازات، وظل عبر عقود ومازال يشكل أيقونة من أيقونات الإعلام الرياضي العربي، مرجع إعلامي خصب، من القيادات الإعلامية التي سطرت اسمها في سجلات الطهر والنقاء الإعلامي والرياضي وظلت ورغم الظروف الاستثنائية ملتزمة بقواعد ومبادئ وأخلاقيات العمل المهني، وأثرت الحركة الإعلامية الرياضية المصرية والعربية.
الأستاذ القدير فايز عبد الهادي إعلامي خبير ومتمكن عمل وتمرس في مجلة الصقر والفضائيات العربية وسطع نجمه، عشقته الجماهير العربية لأدائه المتميز وبراعة وبلاغة أسلوبه ومتعة برامجه التي تشد القراء والمشاهد.
صاحب قلب أبيض ونقاء لا يعرف أبدا الرمادية، يعشق العمل ويحترف ويبدع في صناعة الإنجازات، يختزن في أعماقه مكنون من العلم والمعرفة، والعزم المؤكد، والإرادة الصلبة التي لا تلين، ولا تعرف سوى طريق العزة والكرامة، وللتاريخ في داخل المفكر العربي والعملاق فايز عبد الهادي مكامن إبداعية تفوق ما تمنحه الجغرافيا والتاريخ، ويختزن مخزنا حضاريا ضخما يعكس هوية فارس إعلامي رياضي عربي.
الأستاذ فايز من أهم وأبرز الشخصيات الإعلامية الرياضية والقيادات النموذجية المصرية المتفردة التي اصطفت لجانب العملاق الإعلامي الكبير المرحوم حمدي النحاس في مرحل التأسيس الأولى لجريدة الكورة و الملاعب بتاريخ 16/2/1975م ، عمل بجريدة الكرة و الملاعب لفترة طويلة ، كان من الشخصيات التي أسهمت في دعم وإسناد جريدة الكرة والملاعب المصرية .
يقول المفكر المبدع فايز عبد الهادي بأن جريدة الكرة والملاعب هي معلقة إعلامية رياضية مصرية لها امتداداها وجذورها بالمشهد الإعلامي المصري والعربي، ويضيف هي أكاديمية إعلامية رياضية مصرية وماركة مسجلة، تخرج منها مجموعة النخب الذين أثروا الإعلام العربي.
عمل رئيسا لقسم الرياضة بمجلة أخبار الأسبوع، كاتبا متفرغا بجريدة الراية القطرية، مراسلا لجريدة الحياة اللندنية، عمل بالأقسام الرياضية المختلفة (الحوادث – التحقيقات بجريدة المساء، العمال روز اليوسف، رئيس قسم الرياضة بجريدة مصر).
عمل معدا ومذيعا للبرامج بالتلفزيون القطري، من أشهر برامجه الدوري العام – من الملاعب – المجلة الرياضية – برامج عن أبطال المسابقات المحلية – برامج اعتزال اللاعبين، النشرات الرياضية اليومية، كانت له مساهماته الكبيرة في التأثير ومن خلال كتاباته التي كانت تمتاز بالبلاغة والقوة في تسويق ودعم مجلة الصقر الرياضية التي كان يتولى رئاسة تحريرها المفكر والعلامة الإعلامية الرياضية العربية الأستاذ سعد الرميحي.
عمل أيضا مراسلا لجريدة أخبار الرياضة المصرية، الرياضة والشباب الإمارتية، والجيل والنصر بدبي، عمد على توثيق الرياضة القطرية وعبر عقود طويلة بالأرقام والاحصائيات، تميز كثيرا في هذا الاتجاه وتألق وأبدع، كان له مشاركاته في كل الصحف التي صدرت عن الصقر أثناء البطولات، ساهم وبجهود مخلصة في تأسيس مجلة قوس قزح، له العديد من الإصدارات الرياضية الموثقة.
عودة للتاريخ منذ أكثر من خمسة عقود مضت كان يتساءل الإعلامي الكبير فايز عبد الهادي باستمرار وعبر كافة المنصات والنوافذ الإعلامية الرياضية، وعبر منبر الصقر الرياضي الحر هل الفيفا مافيا، أم لا ؟؟؟ ويعود اليوم ويردد السؤال نفسه فهل من مجيب ؟؟؟؟!!!.
يبقى الأستاذ فايز شيخ الإعلاميين العرب رمز وعنوان بارز ومهم من عناوين الإبداع، ومرجعية إعلامية عربية قدمت خلاصة جهدها وعصارة فكرها من أجل إحداث نقلة نوعية بالمسار الإعلامي المصري والعربي رغم الظروف الاستثنائية، لم يهزم الأستاذ فايز عبد الهادي رغم العواصف والرياح العاصفة نتيجة الظروف الاستثنائية، هزم التحديات بكبريائه وتمرسه في محراب حركة النضال الإعلامي، كسر بتضحياته الكبيرة كل جحافل اليأس وظل واقفا بشموخ يصيغ ويسطر إنجازات مازال عبقها يعطر الزمان والمكان.
شارك في العديد من المناسبات والأحداث الرياضية والإعلامية العربية والعالمية، تم تكريمه ومنحه وسام الإعلام الرياضي العربي كعميد للإعلاميين الرياضيين العرب في قطر، كرمته نقابة الصحفيين المصريين لمساهماته العظيمة في محراب حركة العطاء و النضال الإعلامي و الرياضي المصري و العربي، هذه سطور متواضعة نسطرها بحبر القلم الذي تعود أن يكتب ويخط سير ومحطات إنجازات وإبداعات العظماء من العمالقة الذين أعادوا الإعلام والرياضة العربية لمواقع الشرف والعزة والكرامة في محطات و ظروف استثنائية.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت