إلتقى رئيس وأعضاء مجلس إدارة رابطة علماء فلسطين بالقائد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، عبر تطبيق القوقل ميت، في مقر الرابطة الرئيس بمدينة غزة.
حيث رحب رئيس الرابطة د. نسيم ياسين وأعضاء مجلس إدارته بالقائد المجاهد أبو العبد هنية واستعرضوا أبرز دوائر الرابطة وأبرز أنشطتها التي تقوم بها.
بدوره شكر د. إسماعيل هنية خلال كلمته علماء فلسطين على ما يقومون به من جهود كبيرة ومتواصلة من خلال دوائر الرابطة لحماية قضيتنا الفلسطينية وحماية مجتمعنا.
وأشار إلى أن ما يميز رابطة علماء فلسطين أنه كان لها فضل السبق في الانطلاق والتأسيس من فلسطين وبيت المقدس وأكناف بيت المقدس وحضور ومواكبة التحولات الكبيرة التي مرت بها القضية الفلسطينية ومشروع الجهاد بكل أبعاده، وصاحبت المتغيرات الكبرى التي شهدتها الساحة الفلسطينية والمشروع الإسلامي في فلسطين، واندمجت مع أبناء شعبنا الفلسطيني وأصبحت في تحد واضح مع الاحتلال الصهيوني، وفي محل الاعتراك الخشن مع هذا العدو الصهيوني.
وتوجه بشكره الجزيل لجميع الروابط والهيئات العُلمائية التي انطلقت ووقفت وما زالت تقف بجانب قضيتنا الفلسطينية وقضية القدس.
وقال إن رابطة علماء فلسطين تحظى بقبول كبير عالمي بفضل إنجازاتها التاريخية والتي من أبرزها: حماية المنظومة الفكرية لهذا الجيل المتصلة بشريعتنا الإسلامية الغراء وما قامت عليه أركان حضارة هذه الأمة، ونشرت الرابطة الفكر الوسطى المعتدل، وحمت الجيل من التغيرات الهائلة التي حصلت بالفترة الأخيرة، وتوجيه الجيل للعمل في المساحات الصحيحة، وحافظة على الحصانة الفكرية والإيمانية الصحيحة.
كما أن الرابطة هي رابطة حركية بمعنى أنها متحركة تتعامل مع القضايا كافة، فأصلت للمقاومة وأصلت للعمليات الاستشهادية التي تباينت آراء بعض العلماء خارج فلسطين بشأنها، وأسست لكل اجتهاد يتعرض له المجاهدين، وأصدرت الفتاوى الشرعية التي تلزم مجتمعنا وقضيتنا الفلسطينية.
كما أن الرابطة تصدت منذ انطلاقتها ومن خلال علمائها ودعاتها ووسائلهم المتعددة لمشاريع تصفية القضية الفلسطينية ورفعت الغطاء عن العديد من المؤامرات وتصدت لاتفاقية أوسلو ومدريد، وشكلت الرابطة إسناداً للقادة والسياسيين الأحرار.
كما نوه أن الرابطة قامت بالتشبيك مع هيئات وروابط وعلماء الأمة الإسلامية في كافة أنحاء الأرض، وذلك منطلق من محورية قضيتنا الفلسطينية، وأكد أن هذا الامتداد العلمائي من فلسطين لخارجها لتحشيد الأمة خلف مشروع المقاومة ومواجهة ما يقوم به العدو الصهيوني من مخططات ومؤامرات.
وعبر عن سعادته لمساهمة الرابطة في السلم الاجتماعي داخل مجتمعنا الفلسطيني في قطاع غزة من خلال دائرة الإصلاح التي تنتشر في كل مناطق قطاع غزة الأمر الذي من شأنه أن يخفف العبء الملقى على كاهل المؤسسات الحكومية مثل الشرطة والمحاكم والنيابات.
وأضاف أن الحكومة الصهيونية الحالية المجرمة تشكل خطراً كبيراً على القضية الفلسطينية، ويجب أن نتهيأ جيداً لمخططاتهم الساعية لتغيير الواقع في الضفة الغربية والتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى وتوسعة الاستيطان والتوطين الجديد لما يقارب مليون مستوطن جديد بالضفة الغربية المحتلة لتكريس ثنائية القومية الفلسطينية واليهودية وإنهاء القومية الفلسطينية فقط، وأكد أن الصراع في الضفة الغربية على أشد مراحله وأن الحرب دينية بحتة، وأشار أن الحكومة الصهيونية الحالية تسعى بكل وسائلها لمنع قيام أي ظواهر مقاومة للعدو الصهيوني، واستمرار قافلة التطبيع مع الدول العربية.
وشدد على أن الضفة الغربية انتصرت على ظروفها وانتصرت عما كانت عليه قبل سنوات قليلة على كل التحديات التي أُحيكت من أجلها وأن التغير الجديد في الضفة ونهوض المقاومة وشبابها واستئناف العمليات الاستشهادية البطولية بعد الظروف الصعبة التي مرت بها من التنسيق الأمني والأطراف التي تحاول أن تنهي الانتفاضة والمقاومة في الضفة الغربية.
وأكد أن غزة تشكل قاعدة صلبة للمقاومة، ولتغيير قواعد الاشتباك، ورصيد استراتيجي لمشروع المقاومة على المدى البعيد.
وقال أن المطلوب منا هو: حماية ربانية المشروع وتجلياته العقائدية في كل مفردات مشروعنا الفكري والتربوي والجهادي والتراحم بيننا، وأن نستمر في استراتيجية بناء القوة وتنوع وتمدد وتجدد المقاومة في كل أماكنها، وأن نعمل على توحيد شعبنا الفلسطيني على أساس الثوابت وعدم الاعتراف بالكيان الصهيوني، وتحشيد الأمة والانتقال من استراتيجية الدعم والإسناد إلى استراتيجية الشراكة في التحرير والنصر، وضرورة بناء التحالفات الاستراتيجية لمشروع المقاومة.
وفي ختام اللقاء شكر د. نسيم ياسين إسماعيل هنية على كلمته ومشاركته في هذا اللقاء، ودعا الله سبحانه وتعالى أن يوفقه ويسدد خطاه وأن يلهمه الصواب في القول والعمل، كما تقدم بالشكر للدكتور محمود النفار على تواصله وتنسيقه لهذه اللقاء.