اختتم محمـد علوش، عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني والمكلف بملف العلاقات مع الصين في الجبهة، مشاركته الى جانب 70 قائداً وممثلاً لسبعون حزباً سياسياً من البلدان العربية وعدد من ممثلي المؤسسات الفكرية والبحثية والاعلامية العربية، في أعمال الدورة الرابعة لمؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الفلسطيني وأحزاب الدول العربية، والذي انعقد في مدينة (يينتشوان) بمنطقة (نينغشيا) الذاتية الحكم لقومية هوي في جمهورية الصين الشعبية، حيث تبادل المشاركون الآراء على نحو معمق حول (التبادل الحضاري بين الصين والدول العربية: ماضيه ومستقبله) و(استكشاف نمط التحديث بشكل مستقل) و(الفرص والتحديات أمام تشارك الصين والدول العربية في بناء الحزام والطريق) وغيرها من المواضيع، وذلك تحت عنوان (التبادل الحضاري بين الصين والدول العربية: من طريق الحرير القديم إلى مجتمع المستقبل المشترك في العصر الجديد).
وقال علوش أن الأحزاب السياسية باعتبارها قوة هامة تدفع تقدم البشرية، يجب عليها لعب دور القيادة السياسية لتعزيز التبادل والاستفادة المتبادلة بين الحضارات وتدعيم تقدم الحضارة البشرية، داعياً إلى احترام التنوع الحضاري للعالم وتكريس القيم المشتركة للبشرية جمعاء والتمسك بالمساواة والاستفادة المتبادلة والحوار والتسامح بين الحضارات، واحترام الرؤى المختلفة للحضارات حول القيم، معبراً عن رفضه لأي شكل من أشكال (نظرية التفوق الحضاري) وفرض القيم والأنماط على الآخرين، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى بحجة حقوق الإنسان.
وأكد علوش أهمية العمل على تعميق التبادل والاستفادة المتبادلة بين الحضارة الصينية وحضارة الدول العربية ودفع بناء مجتمع صيني عربي أوثق للمستقبل المشترك للعصر الجديد على أساس النمط الجديد من العلاقات الحزبية بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية المتمثلة في إيجاد الأرضية المشتركة مع ترك الخلافات جانباً والاحترام المتبادل والتعلم المتبادل والاستفادة المتبادلة، مؤكداً بأن جبهة النضال الشعبي الفلسطيني ستواصل ومع الأحزاب العربية والحزب الشيوعي الصيني تقديم الإسهامات بالقوة الحزبية في تعزيز تشارك الصين والدول العربية في بناء (الحزام والطريق) بجودة عالية، ومد الجسور لتعزيز التواصل والتعاون بغية تعزيز تنسيق السياسات والتفاهم بين الشعوب على مستوى أعلى، وتعميق التعاون العملي في كافة المجالات ودفع تحقيق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك والازدهار المشترك، بما يخدم مصالح الشعبين الصيني والعربي بشكل أفضل لتعميق التبادل والتعاون بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية، وبما يسهم بشكل أكبر في بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك للعصر الجديد.
وأشاد علوش بالدور الصيني المميز في إعادة العلاقات بين السعودية وايران ومبادراتها العالمية وآخرها (مبادرة النقاط الثلاث لحل القضية الفلسطينية) مؤكداً أن توفر الارادة الدولية سيسهم في الانتقال من نظام الهيمنة الأمريكي إلى نظام جديد متعدد الأقطاب مما سينعكس بشكل إيجابي على استقرار العالم وعلى الجانب الفلسطيني الذي يواجه غطرسة الإحتلال الإسرائيلي المدعوم أمريكياً، معتبراً الرؤية الصينية ازاء القضية الفلسطينية انتصاراً لعدالة القضية الفلسطينية وحق شعبنا في تقرير مصيره واقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وخلال مشاركة علوش ممثلاً عن جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، قدم كلمة في الندوة الثالثة حول (مبادرة الحضارة العالمية) وقدم كلمة خاصة في الندوة الترويجية حول (أفكار شي جين بينغ للاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد)، وشارك في لقاء خاص مع وسائل الاعلام الصينية مجيباً على أسئلتهم حول التوقعات من الدورة الرابعة لمؤتمر الحوار الصيني العربي وآفاق التعاون المشارك بين الدول والأحزاب العربية والصين والحزب الشيوعي الصيني، وأجاب حول الآمال المعقودة حول مبادرة الحضارة العالمية والمصير المشترك للبشرية، وتحدث للإعلام الصيني حول الواقع الفلسطيني والظروف والتحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية العادلة.
وعلى هامش المؤتمر وهامش الفعاليات المرافقة له والتي استمرت مدة عشرة أيام في كل من العاصمة بكين ومدينة يينتشوان ومدينة شنجهاي، أجرى علوش سلسة لقاءات مع المسؤولين الصينين، ومع مدير عام ادارة غرب آسيا وشمال افريقيا الرفيق جياو شيشين، والذي أكد دعم واسناد الحزب الشيوعي الصيني والصين للشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية الثابتة وأن الصين ستواصل تحركاتها السياسية لحل القضية الفلسطينية وفق الرؤية الصينية ذات النقاط الثلاث وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية، وقدم جياو التهاني للأمين العام الدكتور أحمد مجدلاني والى المكتب السياسي واللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني بمناسبة الذكرى الـ56 لتأسيسها، حيث سلم علوش برقية التهنئة من اللجنة المركزية ودائرة العلاقات الخارجية للحزب الشيوعي الصيني.
والتقى علوش بعدد كبير من قادة الأحزاب العربية المشاركة في المؤتمر وأطلعهم على الأوضاع الفلسطينية وبحث معهم العديد من القضايا المشتركة وكذلك بحث العلاقات الثانية بين الجبهة وهذه القوى والأحزاب العربية المتعددة والتي ترتبط بعلاقات وثيقة مع الجبهة ومع الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية.