- بلقم : أ.د. عادل السعدني
- عميد كلية الآداب جامعة قناة السويس
خطت العديد من البلدان الأفريقية خطوات كبيرة في جذب الاستثمار الأجنبي ، إلاإن مصر قد برزت كقوة قوية في هذا المجال. وذلك بفضل تاريخها الغني وثقافتها النابضة بالحياة وموقعها الاستراتيجي، وتقدم مصر مشهدًا استثماريًا مقنعًا لكل من المستثمرين المحليين والدوليين.
وتنعكس إمكانات الاستثمار في مصر في ترتيبها الثابت كوجهة استثمارية أولى في إفريقيا. حيث اجتذب الاقتصاد القوي للبلاد وبيئة الأعمال المواتية مجموعة واسعة من الصناعات، بما في ذلك الطاقة والسياحة والتصنيع وغير ذلك.وعززت سياسات مصر الصديقة للاستثمار والجهود المبذولة لتنويع اقتصادها مكانتها كوجهة مفضلة للمستثمرين الباحثين عن فرص للنمو.
ويمكن أن يعزى نجاح مصر في جذب الاستثمار إلى عدة عوامل رئيسية. على رأسهاالاستقرار السياسي الذي يلعب دورًا حيويًا في غرس الثقة لدى المستثمرين. كما توفر البيئة السياسية المستقرة في البلاد أساسًا متينًا للشركات لتزدهر وتنمو.وأدى تركيز مصر على تطوير البنية التحتية إلى تحسين بيئة أعمالها بشكل كبير. كما أن الاستثمار في شبكات النقل وتوليد الطاقة والاتصالات السلكية واللاسلكية أدى إلى تحسين الاتصال والكفاءة ، مما يسهل على الشركات أداء عملهم.
بالإضافة إلى التزام الحكومة المصرية بالإصلاحات الاقتصادية الذي أضفى إلى خلق مناخ ملائم للاستثمار. ونفذت الحكومة تدابير لتبسيط البيروقراطية وخلق الشفافية وتعزيز المنافسة. ولم تجتذب هذه الإصلاحات الاستثمار الأجنبي المباشر فحسب، بل عززت أيضًا نظامًا بيئيًا حيويًا لريادة الأعمال داخل البلاد.
واستنادًا إلى مقال نشره موقع "بيزنس إنسايدر أفريكا"الذي سلط الضوء على قائمة بنك جنوب إفريقيا راند ميرشانت لأفضل 10 دول جاذبة للاستثمار في إفريقيا خلال هذا العام،برزت مصر كمركز استثماري رائد أول في إفريقيا. وتتبعها المغرب عن كثب مع جنوب إفريقيا التي احتلت المركز الثالث،وتحتل رواندا المركز الرابع بينما تتولى بوتسوانا المركزالخامس،وجاءت غانا في المركز السادس ، وتليها موريشيوس في المركز السابع ، وكوت ديفوار في المرتبة الثامنة ، وكينيا في المركز التاسع ، وتنزانيا في المركز العاشر.حيث تلبي القائمة في المقام الأول رغبات المستثمرين الذين يتطلعون إلى المغامرة في الأصول، داخل الاقتصاد أو توسيع الأعمال التجارية التي تعتمد بشكل كبير على البنية التحتية كما هو موضح بواسطة "بيزنس إنسايدر أفريكا".
وتقدم مصر مجموعة واسعة من الفرص الاستثمارية عبر مختلف القطاعات. ويمتلك قطاع الطاقة، بمبادراته المتنامية للطاقة المتجددة واكتشافات الغاز، إمكانات هائلة. بالإضافة إلى قطاع التصنيع المُزدهر ،وجميع هذه الخطوات مدفوعة بجهود التصنيع ونمو الصادرات. بالإضافة إلى ذلك ، فإن قطاع السياحة في مصر، على الرغم من التحديات التي يواجهها ، إلاإنه يَوفر فرصًا للاستثمار، نظرًا لتراثه الثقافي الغني والمواقع التاريخية.
ويُعتبر ترتيب مصر الأول كوجهة استثمارية رائدة في إفريقيا شهادة على استقرارها السياسي، وتطوير البنية التحتية ، والإصلاحات الاقتصادية. مع استمرار البلاد في جذب الاستثمار ، فإنها تقدم مثالًا ملهمًا للدول الأفريقية الأخرى التي تسعى جاهدة لخلق بيئات مواتية للنمو الاقتصادي والتنمية.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت