قال فتحي كليب عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ومسؤول دائرة وكالة الغوث فيها: ان ما جعل المخيمات واللاجئين الفلسطينيين يصمدون في وجه كل الحروب التي تعرضوا لها وما زالوا في قلبها، هو إدراكهم أن المستهدف هو حقوقهم الوطنية، وان ما يتعرضون له من سياسات هو بسبب تمسكهم بتلك الحقوق، خاصة بعد ان اتضحت طبيعة المشروع الاسرائيلي الامريكي الذي وضع وكالة الغوث اول المستهدفين بهذه الحرب.
جاء ذلك خلال ندوة سياسية نظمتها الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في مخيم البرج الشمالي جنوبي لبنان بعنوان: "وكالة الغوث، تحديات وصمود.. وخطر يتطلب المواجهة"، بحضور عدد من ممثلي الفصائل واللجان الشعبية واطر مجتمعية وشخصيات وطنية واعضاء قيادة الجبهة في صور وفي المخيم: فؤاد لحسين، عبد كنعان وابو عماد عيد، وذلك في قاعة المركز الثقافي الفلسطيني في المخيم.
واعتبر كليب خلال الندوة أن مساعي إنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين لم تتوقف يوما، وهي أخذت أشكالا مختلفة، سواء بصيغة مشاريع سياسية، أو من خلال إستهداف وكالة الغوث بشكل مباشر، بهدف نزع الشرعية عنها. وبالمقابل هناك تطورات إيجابية حدثت خلال السنوات القليلة الماضية، ويمكن البناء عليها في معركة الدفاع عن قضية اللاجئين وحق العودة.
وقال فتحي كليب: إن ما جعل الصورة العامة للاجئين الفلسطينيين في لبنان مأسوية، هو أن المرجعيات المعنية بأوضاع اللاجئين الفلسطينيين، لم تتعاطَ معهم كونهم عرضة لمشكلات أشبه بـ "نكبة إقتصادية وإجتماعية". لذلك يصبح واضحا لماذا يطالب اللاجئون، الآن، بدعم إقتصادي، كما يصبح مفهوما أيضا حاجة اللاجئين لخطط طواريء شاملة لا يوجد من هو مؤهل أكثر من وكالة الغوث لتولي هذه المسؤولية، وهذه احدى مسؤوليات المرجعيات الفلسطينية المعنية بتنظيم وتوحيد التحركات الشعبية دفاعا عن حقوق اللاجئين الوطنية والاجتماعية.
وأضاف كليب قائلا: ان وكالة الغوث ينبغي ان تكون محط اجماع عربي وفلسطيني في حده الادنى، واي افتعال لمشكلات وتباينات حول الوكالة، برامجا وتمويلا، فمن شأنه ان ينعكس سلبا على حقوق ومصالح الشعب الفلسطيني والدول العربية المضيفة، ويخدم ذلك اعداء وكالة الغوث واصحاب المخططات الهادفة الى تصفية خدماتها في اطار مشروع الغاء حق العودة..
وختم كليب بقوله: ان منظمة التحرير الفلسطينية ومن خلال دائرة شؤون اللاجئين معنية بصياغة استراتيجية عمل موحدة حول شكل وطريقة التعاطي مع الوكالة تشارك في وضعها كل مكونات الشعب الفلسطيني وتشكل مرجعا ومرجعية لكافة التحركات الشعبية وبما يتكامل مع الدعم السياسي الذي تحظى به وكالة الغوث على المستوى الدولي..
وفي ختام الندوة قدمت مداخلات من قبل الحضور اكدت على ضرورة تنظيم تحركات شعبية بدعم مباشر من المرجعيات الفلسطينية، تشكيل هيئات اختصاص ترصد وتتابع ما يطرأ ويستجد على خدمات الوكالة، اضافة لتنظيم زيارات للبعثات الدبلوماسية للدول المانحة
.