اصدرت الهيئة القيادية العليا لحركة فتح في سجون الاحتلال بيانا صحفيا موجها إلى الرئيس محمود عباس والأمناء العامين للتنظيمات الفلسطينية :
وفيما يلي نص البيان:
سيادة الأخ الرئيس محمود عباس "أبومازن" حفظه الله
*-الأخوة الأمناء العامين للتنظيمات الفلسطينية كل بإسمه ولقبه المحترمين*
*-الأخوات والأخوة في القيادة الفلسطينية بكل تشكيلتها كل في موقعه ومسماه المحترمين*
*-جماهير شعبنا الفلسطيني العظيم في الوطن والشتات*
*نحييكم بتحية فلسطين الوطن الذي لا وطن لنا سواه، والقدس عاصمة القلوب والدولة وبعد،*
في البداية نؤكد لكم جميعاً ثبات موقفنا المقاوم، وصلابة إرادتنا، واستمرارية إلتزامنا التام بحمل شعلة الكفاح والتضحية في أرواحنا ودمائنا وأعمارنا، كما أننا على جاهزية تامة لتقديم المزيد من التضحيات حتى نبلغ مبتغانا الوطني والإنساني بتحقيق الحرية والاستقلال، والقضاء على هذا الاحتلال الغاشم حتى جلاء آخر جندي ومستوطن عن تراب وطننا السليب، وسنبقى الجنود الأوفياء لفلسطين الشعب والتراب والهوية.
*أخواتنا/ أخوتنا الأحبة في كل مكان،*
نتابع بألم شديد الإعتداءات الإجرامية لجيش الإحتلال ومستوطنيه على أبناء شعبنا في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية،ونعتصر حزناً على كل ضحية من الضحايا الأبرياء من أطفالنا وشبابنا، نساءنا وشيوخنا، وعلى حجم الدمار الهائل الذي تخلفه آلة الحرب الصهيونية بهدف كسر إرادة شعبنا التي لا تلين، الإرادة التي تحطمت عليها كل المؤامرات الإقليمية والدولية على مدار أكثر من قرن. ونعتقد جازمين بأن الإنقسام الفلسطيني السياسي والجغرافي جراء سيطرة حركة حماس على قطاع غزة هو أخطر مرض واجهته المناعة الوطنية، وأكبر إنتهاك لوحدة التمثيل الفلسطيني، وضربة مؤلمة لشرعيتها، فعلى الجميع تحمل مسؤولية التهرب من الوحدة، ولم تعد مبررات الإنقسام مقبولة، ولا الذهاب للقاءات تكتيكية يفيد شعبنا، بدليل حالة الضعف التي وصلنا إليها في مقاومة هذا الإحتلال، والتي راحت تعتمد على العمل الفردي العشوائي في ظل تراجع عمل التنظيمات الوطنية الحاضنة الطبيعية الغائبة للعمل الثوري المنظم.
وفي هذا السياق لا يسعنا إلا توجيه التحية الثورية لمقاومتنا الباسلة في جنين ومخيمها، وفي نابلس وبلدتها القديمة، وفي طولكرم ومخيم نور شمس، وأريحا وعقبة جبر، والقدس بكل أحيائها، وكل بقعة طاهرة من بقاع وطننا الجميل إحتضنت المقاومة وحمتها، ونعاهد الشهداء وذويهم وشعبنا بأن نحمي نبراس المقاومة والثورة، ونستمر في حمل شعلة الكفاح حتى نهاية المشوار.
*أخواتنا/ أخوتنا المناضلين،*
بناء على ما سبق نؤكد دعمنا الغير محدود بدعوة الأخ الرئيس أبومازن العاجلة بعد أحداث جنين لعقد إجتماع طارئ للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في القاهرة باعتبارهم كوحدة واحدة يمثلون القيادة الفلسطينية الشرعية التي يحتاجها شعبنا في هذهالمرحلة الدقيقة الدرجة من عمر قضيتنا الوطنية، كما ونتوجه بالتحية لمصر الشقيقة قيادة وشعباً على مواصلة رعايتها الحوار
الوطني باعتبار القضية الفلسطينية جزء أساسي من الأمن القومي العربي، وبالتالي الأمن القومي المصري، وعليه نؤكد علىالقضايا التالية:
*أولاً:* الوحدة الوطنية لن تتجسد بإنهاء الإنقسام عبر المحاصصة السياسية أو بمفهوم أكثر لباقة )الشراكة السياسية(، و إنما تتجسد بالعمل الجاد و الدؤوب والنوايا المخلصة من أجل التعافي من آثار الإنقسام الإجتماعية والنفسية، ووقف كل أشكال التعبئة والتحريض على الآخر، والقضاء التدريجي على عوامل إنعدام الثقة التي تأصلت في علاقاتنا الداخلية خلال السنوات الماضية.
*ثانياً:* ندعو أخوتنا ورفاقنا و مجاهدينا المجتمعين في القاهرة إلى تقديم الوطني على السياسي في ناحيتين، تقديم الوطني على الفئوي والحزبي بما يتعلق في دور ومصالح التنظيمات الفلسطينية كون التنظيم في خدمة الوطن لا العكس من ذلك،وإلى تقديم الوطني على السياسي فيما يتعلق بالصراع مع الإحتلال كوننا لا نزال في مربع حركة التحرر الوطني، التي تستوجب تفعيل كل أداوت المقاومة في مواجهة هذا الإحتلال الذي يزداد شراسة وفتكاً بشعبنا كلما إزدادت شرذمتناوتفرقنا وخبت جمرت مقاومتنا.
أما على صعيد العلاقات الخارجية فإننا ندعوا الجميع إلى تقديم السياسي على الدبلوماسي باعتبار المقاومة شرط ضروري من شروط التحرر الوطني والذراع السياسية الضاربة لتحقيق الحصاد السياسي، فلم يعد بالإمكان مجاملة المجتمع الدولي على حساب دماء أبناء شعبنا مهما كانت طبيعة الالتزامات التي أنهتها بندقية الإحتلال الصهيوني.
وندعوا الجميع إلى الانطلاق من و وثيقة الأسرى، وثيقة الوفاق الوطني كأرضية صلبة لإنجاح الحوار والمصالحة.
*ثالثاً:* يجب ضمان حرية التعبير عن الرأي ورفع يد القبضة الامنية عن أصحاب الفكر والرأي المعارض مهما بلغت درجة حدته، في الوقت الذي يجب فيه الإهتمام بتوسيع عمل مؤسسات المجتمع المدني والأهلي باعتبارها مؤسسات تعمل على تشخيص الأمراض التي تنخر الجسد الوطني وتفتك ببنيته، فمن سيقدم العالج ويشكل المناعة المجتمعية إذا ما تم إنهاء وإضعاف وإخضاع وضمان ولاء هذه المؤسسات، إن سياسة الإنفتاح هذه ستؤدي بدورها إلى تحرير الجزء من هذه المؤسسات الذي بات حبيس الممول الخارجي والمقيد بشروطه، وبالتالي لم تعد قادرة على حمل أجندة وطنية مقاومة.
*رابعاً:* يجب العمل الفوري والعاجل على إيجاد نظام عمل يعزز المجتمع المنتج بدلاً من نظام البطالة المقنعة الذي يهدرالطاقات، ويفسد المجتمع تحت غطاء كسب الولاءات، فالطاقات البشرية التي يمتلكها شعبنا إذا ما وفرت لها البنية التحتية المناسبة، والبيئة الحاضنة من خلال دعم مبادرات الشباب، فإنها حتماً قادرة على تحقيق قفزة نوعية في تطويرإقتصادنا الوطني وتعزيز صموده في مواجهة الإحتلال كإقتصاد مقاوم رغم كل المعيقات التي تعترض طريقه.
*خامساً:* ندعو الجميع إلى تجنيب جالياتنا الفلسطينية في الشتات أزمة الإنقسام، وحثها على العمل موحدة تحت راية فلسطين، فالدور العظيم المنوط بها في هذه المرحلة التاريخية الحاسمة أكبر بكثير من كل التناقضات الداخلية والتباينات الفكرية،
كما وندعو جالياتنا الحبيبة وممثليها إلى الإبتعاد عن كل ما من شأنه أن يعمق الإنقسام، والتمسك بكل ما من شأنه أن
يعزز الوحدة ويقوي من أواصرها، والعمل على حماية الهوية الوطنية الفلسطينية المقاومة التي نعتز بها جميعاً.
*سادساً:* أن يتفق المجتمعين على أن إجراء الإنتخابات الرئاسية و التشريعية ضرورة وطنية واجتماعية وديمقراطية، وإستحقاق شعبي وجماهيري لا مفر منه، غير أنه لا يمكن إجراءها من دون القدس، باعتبار ذلك خطوة خطيرة تعود بنا إلى
الوراء، وتصب في مصلحة الإحتلال الذي يعمل على تهوديها وأسرلتها ليل نهار، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته في هذا الجانب ويضع حد لغطرسة الإحتلال الصهيوني الذي يمنع إجراءها في العاصمة الفلسطينية المعترف بها دولياً، ويعطل المسيرة الديمقراطية.
وعليه نرى بأن الإتفاق على عقد إنتخابات المجلس الوطني الفلسطيني، وإعادة بناء وهيكلة م.ت.ف بما يشمل الكل الفلسطيني هو الخطوة الممكنة والأهم في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة والحرجة من عمر قضيتنا، وبالتالي إحالة الملف السياسي الكفاحي للمنظمة بصيغتها الجديدة.
*سابعاً:* إذا كانت الاتفاقيات الدولية المتآكلة والتي تدوسها أقدام جنود الإحتلال وتهرسها عجلات ألياتهم العسكرية في كل أرجاء الوطن لا زالت تُكبل عمل الأجهزة الأمنية بالتصدي لإقتحامات جيش الإحتلال ومستوطنيه لمناطق السلطة الوطنية الفلسطينية، فعلى التنظيمات الفلسطينية وفي مقدمتها حركة فتح الأيعاز لعناصرها علناً بالتصدي لهذه الاقتحامات بكل الوسائل المتاحة من أجل حماية أبناء شعبنا، وعلى الفصائل مجتمعة توفير الحاضنة الوطنية لهذا الشكل من المقاومة، وكذلك عليها تبني نهج المقاومة الشعبية في القدس المحتلة وتحمل أعباء هذا القرار سياسياً ومادياً، وتعزيز صمود المواطنين هناك الذين يسطرون أروع آيات النضال والصمود والتضحية في الدفاع عن فلسطينية القدس وعن عروبتها، فالقدس هي بوصلة المقاومة، ومنها يتحقق النصر أو تقع الهزيمة.
*ثامناً:* نثمن عالياً لموقف الوحدوي الجهادي المتقدم لإخوتنا في حركة الجهاد الإسلامي الذين طالما نأوا بأنفسهم عن كل مامن شأنه أن يثير الضغائن والأنقسامات الداخلية، ونؤكد أننا نرى فيهم واحد من أهم صمامات الأمان لحماية وحدتنا الداخلية، وبالتالي ندعوهم بكل أخوة ومحبة إلى إنجاح لقاءات القاهرة رغم العقبات التي تعتريها، وسيبقى عهدنا بهم عهد الأوفياء وعهد الأشقاء، ونأمل من أخوتنا في السلطة الوطنية أخذ هذا الموقف المتميز للجهاد الإسلامي بعين الجدية والاعتبار.
كلنا ثقة بكم وبحرصكم الأكيد على إنجاز مشروع المصالحة، فالشعب واحد ورصاص الإحتلال لا يفرق، وحتى نلتقي وإياكم أحراراًتحت سماء الحرية فوق ثرى القدس المحررة لكم منا كل الدعم والتأييد لكل ما فيه مصلحة شعبنا وأمتنا، ونحن وإياكم على موعد قريب مع النصر والحرية.
*وإنها لثورة حتى النصر.... حتى النصر.... حتى النصر*
*أخوتكم/ الهيئة القيادية العليا الأسرى حركة فتح في سجون الإحتلال الصهيوني*