وثقت جمعية الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال منذ بداية العام الجاري (2023)، ثلاثة أطفال فلسطينيين تسبب الاحتلال بفقدانهم لأعينهم، جراء استهدافهم بشكل متعمد.
وفي هذا السياق، أشارت "الحركة العالمية" إلى حالة الطفل خالد ملالحة (5 أعوام) من قرية بزاريا بمحافظة نابلس، الذي فقد النظر في عينه اليسرى جراء إصابتها برصاص الاحتلال.
وقال شاهد عيان للحركة العالمية إن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص صوب المركبة التي كان يستقلها الطفل ملالحة برفقة والده في الثالث والعشرين من شهر حزيران المنصرم، أثناء تواجدهما على مفترق القرية، حيث كانت تدور مواجهات في حوالي الساعة السادسة من مساء ذلك اليوم.
وأضاف شاهد العيان أن المسافة بين جنود الاحتلال والمركبة وقت إطلاق النار كانت حوالي 200 متر، مؤكدا أن المركبة كانت متوقفة، مشيرا إلى أن العيار الناري أصاب حجارة قرب المركبة قبل أن تتناثر شظاياه وتصيب إحداها العين اليسرى للطفل ملالحة.
نقل الطفل ملالحة فورا إلى مستشفى في نابلس من قبل مركبة إسعاف كانت تتواجد في المكان، وهناك تبين بعد الفحوصات والصور، أن العين اليسرى للطفل تضررت بشكل بالغ ولن يستطيع الرؤية فيها مجددا.
أما الطفل عمر عاصي (16 عاما) من بلدة قراوة بني حسان غرب سلفيت، فقد أصيب بشظايا قنبلة صوت أطلقها جنود الاحتلال الإسرائيلي صوبه، في الرابع والعشرين من شهر نيسان الماضي، خلال مواجهات اندلعت في البلدة، فقد على إثرها النظر في عينه اليمنى، فيما تضررت عينه اليسرى بشكل بالغ.
وقال الطفل عاصي، للحركة العالمية، إن المواجهات اندلعت ذلك اليوم عقب اقتحام قوات الاحتلال البلدة، وسط إطلاق الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بكثافة. وأضاف أنه خلال احتمائه مع عدد من المواطنين في مدرسة، حاصرهم جنود الاحتلال وأطلقوا صوبهم قنابل الغاز والصوت، وقد انفجرت قنبلة صوت في وجهه بشكل مباشر.
وتابع: "شعرت بآلام شديدة في وجهي، ولم أعد أرى في عيني نهائيا، كما شعرت أن الدماء تسيل من وجهي، فقام عدد من المتواجدين بحملي والسير بي حوالي 100 متر حتى ابتعدنا عن الجنود، ومن ثم نقلوني بمركبة خاصة إلى مدخل البلدة، ومن هناك بمركبة إسعاف إلى مستشفى في نابلس".
وقال الطفل عاصي: "في المستشفى تبين وجود نزيف حاد في عيني اليمنى مع بعض الشظايا، وكذلك في عيني اليسرى ولكن بشكل أقل، وقد خضعت لعملية جراحية لوقف النزيف في عيني اليمنى وإغلاقها حتى لا تلتهب أكثر، وحاليا لا أرى نهائيا فيها، أما عيني اليسرى فأرى فيها بشكل خفيف جدا".
وعادت "الحركة العالمية" وذكرت بحالة الطفل أشرف محمود فراحتي (16 عاما) من مدينة جنين، الذي أصيب برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامها شارع أبو بكر وسط المدينة في ساعة الذروة، في السادس عشر من شهر آذار الماضي (2023).
وأصيب الطفل فراحتي في عينه اليمنى أثناء اختبائه خلف مركبة فلسطينية في موقع الحدث، وقد استقرت شظايا الرصاصة في جذع دماغه، وبسبب خطورة وضعه الصحي نقل إلى أحد مستشفيات رام الله حيث مكث فيه 65 يوما، منها 20 يوما في العناية المكثفة، لم تتمكن الطواقم الطبية خلالها من التدخل جراحيا لإزالة الشظايا بسبب خطورة موقعها.
نقل الطفل فراحتي بعدها إلى جمعية بيت لحم العربية للتأهيل، بسبب فقدانه الحركة بشكل كامل، وهو يتغذى بواسطة أنبوب.
ويقول والده إنه لا يعرف إن كان طفله يعرفه أم لا، فهو غير قادر على الحركة أو حتى التعبير بملامح وجهه.
وأكدت "الحركة العالمية"، أن جنود الاحتلال الإسرائيلي يتعمدون استهداف المدنيين الفلسطينيين من بينهم الأطفال، من مسافة قريبة وصوب الأجزاء العليا من الجسد، بهدف قتلهم أو التسبب بإعاقات دائمة لهم، مستغلين الحماية من المساءلة ضمن سياسة الإفلات من العقاب التي يوفرها الاحتلال لهم، علما أن هذه الجرائم ترتقي إلى مستوى جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية وفق نظام روما للمحكمة الجنائية الدولية.