لا فوات للزمن : تجربة طازجة مدونة

بقلم: عدنان علي

_300pix_-60.jpg
  • تلخيص : عدنان علي/كاتب فلسطيني من مخيم اليرموك مقيم في فرنسا

 

لا فوات للزمن : تجربة طازجة مدونة

عنوان المطبوع :  نقش على الحجر (صفحات مطوية)

الكاتب السياسي الفلسطيني علي بدوان

تاريخ الإصدار أيار/مايو 2023

دار العراب/دمشق

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يُلخص الكاتب الفلسطيني، المحسوب على اليسار تاريخياً علي بدوان ـــ وقد خرج من أطره ـــــ يُلخص تجربته الطويلة في صفوف تنظيم يساري فلسطيني هو الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطيني التي انشقت بالساس عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في شباط/فبراير 1969، والتي غادر صفوفها بدايات العام 2003. منطلقاً من تقديم ما أسماه بـــ "الصفحات المطوية" والتي تضمنت نصوصاً متواصلة من تجربته في التنظيم المذكور، وخاصة بشأن علاقاته اليومية في العمل مع امين عام التنظيم نايف حواتمة، خلال سنوات طويلة قضاها معه، وسبقها العمل في التنظيم بمجالات مختلفة. فكانت تجربته غنية، وثرية، في متابعة ورؤية مسارات العمل الفلسطيني من داخل ماي مكن أن نطلق عليه بـــ "المطبخ" الذي لم يكن بعيداً عن باقي الفصائل وخاصة حركة فتح.

النصوص في المطبوع، تتكاتف مع بعضها، لتُقدم نقداً شجعاً، وأن كان غير مكتملاً للمرحلة السابقة، من العمل الفلسطيني، برؤية نقدية، ملموسة بعيداً عن المنطق الخطابي الشعبوي، ومنطق الـــ "ينبغيات" و "قلنا" و "حذرنا" ، وهو المنطق الذي يعشق نايف حواتمة مفرداته في كل المطولات التي كان يلقيها امام الناس، أو في المجالس الخاصة، واللقاءات الفلسطينية على مستوياتها المختلفة.

مادة الكتاب ممتعة ومشوقة، فهي نموذج ملىء بالبوح في خبايا من التجربة (تفاصيل سلوك وآلاعيب حواتمة، وتبريره لحالة المراوغة التي كانت تحكم سلوكه، حي كان يُكرر قوله و "يمكرون والله خير الماكرين .. ولماذ لانكون من الماكرين")...!!!

المدة تجمع بين البوح والبلاغة، في نصوص يكسوها الإبداع قلباً وقالباً، فالمادة تجمع بين وبين بلاغة النص، والسرد، وانشداد القارىء. كما هي رسالة نقدية، كما قال من اطلع على المادة قد دفعها للطباعة،  ووصفها بأنها "قاسية" والبعض اعتبرها "جارحة" قائلاً : "الأموات يحتاجون للرحمة".

المُمتع، أن علي بدوان، يتحدث ويدوّن التجربة بلسان الفلسطيني العذري البرىء، فهو ابن مخيم فلسطيني، هو مخيم اليرموك وليس سليل عائلة ارستقراطية، وقد التحق بالعمل السياسي والتنظيمي في التنظيم المومأ اليه منذ مطلع سنوات فتوته الأولى، وكان لايتجاوز الـــ 14 ربيعاً، وخاض تجربته في التنظيم بكل أوجهها، التنظيمية، السياسية، الفدائية (حين كان من الذين صمدوا في حصار بيروت عام 1982)، والإعلامية، والنقابية في أطر الإتحاد العام لطلبة فلسطين بجامعة دمشق سنوات الغليان السياسي والفكري، سنوات سيادة صرعات (موديلات) اليسار براياته المختلفة.

إن مادة مطبوع (نقش على الحجر) تزعج بنصوصها من يغتقدون حالهم بأنهم "أساطين" اليسار الفلسطيني، لكن الكاتب والسياسي والمثقف علي بدوان، دخل في العنوان الإشكالي، الذي مازال مطروحاً على ساحة العمل الثقافي الفلسطيني والعربي، وحتى الأممي، حول علاقة المثقف بالسياسة في مناخ من التجافي بين المثقف والسياسي، معترفاً بأن للسياسة تأثير على نتاج المُبدع، ومستواه، ورفعته، وتذوق الجمهور لإنتاجه الإبداعي، ولكنه يُقرر بأن هناك بونٍ شاسع بين الغوص والغرق في آتون السياسية وآلاعيبها وعند "تجارها" و "الراكبين على موجاتها"، وبين العمل الإبداعي الحر من قيود السياسي الفكرية والأيديولوجية.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت