لجنة الطوارئ في السجون تدعو إلى إعادة الاعتبار لـ"وثيقة الأسرى"

قالت لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الوطنية الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي إن " الأسرى يتطلعون إلى "استعادة الوحدة الوطنية على قاعدة الشراكة الكاملة خلال اجتماع قادة الفصائل في القاهرة الأحد"، داعين إلى إعادة الاعتبار لـ"وثيقة الأسرى".

جاء ذلك في بيان أصدرته لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الوطنية الأسيرة والتي تمثل أسرى كافة الفصائل، بالتزامن مع اجتماع في مصر للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية.

وأضافت اللجنة أن الأسرى (أكثر من 4500) يرقبون "باهتمامٍ شديد" اجتماع القاهرة، ويتطلعون لأن يكون "بمثابة نقطة التحول الاستراتيجية في تاريخ شعبنا، والتي ستكفل حتما تصويب البوصلة واستعادة الوحدة الوطنية على قاعدة الشراكة الكاملة في كافة الأطر والتشكيلات، بدءًا من منظمة التحرير الفلسطينية وصولا للسلطة وكافة الأطر الشعبية والنقابية".

اللجنة أوضحت أن المطلوب هو "شراكة مؤسسة على قاعدة برنامج كفاحي وسياسي موحد"، داعية قادة الفصائل إلى "طي صفحة الانقسام القاتمة"، ومؤكدة أن "استعادة الوحدة الوطنية ضرورة وطنية وشرعية ووجودية".

وزادت: "أهلكنا الانقسام، واستنزف معنويات شعبنا وطاقاته، ومنح عدونا وقتا ثمينا لاستكمال فصول مخططه الإحلالي الاستعماري".

ومشيدة بالأسرى، قالت اللجنة إنهم تمكنوا من استعادة وحدتهم "بعد سنين عجاف من الفرقة والاختلاف"، ما مكنهم من "مواجهة وإسقاط سياسات وإجراءات فاشية كانت تنوي حكومة الاحتلال العنصرية تنفيذها".

واعتبرت اللجنة أن "وثيقة الوفاق الوطني (وثيقة الأسرى) تشكل أرضية خصبة للوحدة والعمل الوطني والسياسي المشترك".

و"كمدخل يسهم في وضع أسس الوحدة الوطنية الراسخة والشراكة الحقيقية"، دعت اللجنة إلى إعادة الاعتبار للوثيقة "والعمل على تطويرها بحيث تشمل الكل الفلسطيني في كافة أماكن تواجده ولجوئه وشتاته".

و"وثيقة الأسرى" هي مبادرة صاغها وتوصل إليها قادة الأسرى الفلسطينيين في مايو/أيار 2006، وتتعلق بتعزيز الجبهة الفلسطينية الداخلية وصيانة وحماية الوحدة الوطنية.

ووجّه الرئيس الفلسطيني، زعيم حركة "فتح"، محمود عباس، في 10 يوليو/ تموز الجاري، دعوة إلى الأمناء العامين للفصائل لعقد اجتماع طارئ، وبحث المخاطر في أعقاب عملية عسكرية إسرائيلية استمرت نحو 48 ساعة في مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية المحتلة.

وإنطلق الاجتماع في مدينة العلمين المصرية في وقت لاحق الأحد بكلمة للرئيس عباس، ثم الأمناء العامين للفصائل.

وتحضر الاجتماع أغلب الفصائل، فيما تغيب عنه كل من حركة الجهاد الإسلامي، وطلائع حرب التحرير الشعبية (الصاعقة)، والجبهة الشعبية/القيادة العامة؛ " بسبب اعتراضها على "اعتقالات سياسية في الضفة الغربية".

نص بيان  لجنة الطوارئ الوطنية العليا:

*الإخوة والرفاق والمجاهدين الأماجد/ قادة وممثلي القوى والفصائل الفلسطينية. المحترمين.*
 
*نحييكم بتحية الثورة المعمدة بدماء الشهداء وتضحيات الأسرى.*

 
إننا -ومعنا شعبنا العظيم- نرقب باهتمامٍ شديد اجتماعكم الوطني في عاصمة العرب القاهرة الأبية، متطلعين لأن يكون هذا اللقاء بمثابة نقطة التحول الاستراتيجية في تاريخ شعبنا، والتي ستكفل حتمًا تصويب البوصلة واستعادة الوحدة الوطنية على قاعدة الشراكة الكاملة في كافة الأطر والتشكيلات، بدءًا من منظمة التحرير الفلسطينية وصولًا للسلطة وكافة الأطر الشعبية والنقابية، شراكة مؤسسة على قاعدة برنامج كفاحي وسياسي موحد، تضمن تشييد الأسس المتينة والانطلاقة المتجددة في مواجهة التحديات الكبرى، وفتح كافة جبهات الصراع في مواجهة منظومة الاستعمار الاستيطاني الصهيوني ميدانيًّا وسياسيًّا ودبلوماسيًّا وقانونيًّا وثقافيًّا.

*الإخوة والرفاق الأعزاء:*
 
لقد أهلكنا الانقسام، واستنزف معنويات شعبنا وطاقاته، ومنح عدونا وقتًا ثمينًا لاستكمال فصول مخططه الإحلالي الاستعماري الإجرامي، حيث إننا لا نرى جدوى في هذه الحالة من الاستغراق طويلًا في الحديث عن تداعيات نكبة الانقسام، إذ آن الأوان للخروج من حالة التيه التي نعاني منها، والعمل على تمكين أواصر الشراكة الوطنية واستنهاض العزائم وفتح الآفاق أمام أجيالٍ فلسطينية شابة وجديدة تواقة لوهب الغالي والنفيس لأجل حرية شعبنا.

*ولكم فينا -نحن الأسرى- من كافة القوى الوطنية والإسلامية المتوحدين في الخندق المتقدم خير مثال، إذ أنه وخلال قرابة العامين نجحنا بتوفيقٍ من الله وبما حبانا به من وعي وإرادة وتصميم استعادة وحدتنا الوطنية بعد سنين عجاف من الفرقة والاختلاف، مما مكننا من مواجهة وإسقاط سياسات وإجراءات فاشية كانت تنوي حكومة الاحتلال العنصرية تنفيذها بحقنا، حيث شكلت وحدتنا السامية سدًّا منيعًا في وجه الاحتلال الغاشم بكل أجهزته العسكرية والأمنية القمعية.*

*إخواننا ورفاقنا الأحرار:*
 
إننا ندعوكم عبر ندائنا الوطني الصادق هذا إلى طي صفحة الانقسام القاتمة، مؤكدين في ذات السياق على أن استعادة الوحدة الوطنية ضرورة وطنية وشرعية ووجودية، علمًا أن وثيقة الوفاق الوطني "وثيقة الأسرى" تشكل أرضية خصبة للوحدة والعمل الوطني والسياسي المشترك.

وعليه؛ فإننا نؤكد على ضرورة إعادة الاعتبار لهذه الوثيقة والعمل على تطويرها بحيث تشمل الكل الفلسطيني في كافة أماكن تواجده ولجوئه وشتاته كمدخل يسهم في وضع أسس الوحدة الوطنية الراسخة والشراكة الحقيقية التي يستعيد بها شعبنا المناضل قراراته وقوته ومناعته الوطنية على طريق الحرية والاستقلال والعودة وتحرير الأسرى، داعين بقلوب مخلصة أن يلهمكم الله ويوفقكم لما فيه خيرٌ لشعبنا الصابر العظيم.

*عاشت فلسطين، وعاش شعبنا المكافح*
*المجد والخلود لشهدائنا الأبرار*
*والحرية لأسرى الحرية*
 
*إخوانكم ورفاقكم*
*لجنة الطوارئ الوطنية العليا*
*للحركة الوطنية الأسيرة*
*الأحد 12 محرم 1445هـ*
*الموافق لـ 30 يوليو 2023م*

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله