في ذكرى الثاني من آب ، نتذكر شفيق الحوت رحمه الله

بقلم: رضوان عبد الله

  • بقلم د. رضوان عبد الله ، سفيرالاعلام العربي - دولة فلسطين

نصحني احد الاخوة الاعزاء ان لا اكتب بكثير من الانتقادات عن فترات كثيرة من الازمات العربية والفلسطينية ، ليس لشي الا لانه ، وحسب تعبيره ونصيحته (شو بدك تصلح لتصلح ...، وياما حاول غيرك وما طلع من امروا شي لانه ماذا سيصلح العطار ما افسد الدهر...) ،  ربما صديقي على حق بحدود معينة ، لكن كلنا ان اردنا ان نستكين فلنقعد او نجلس او ننام في بيوتنا ، ولنترك تحرير فلسطين حتى يأتي الامر اليقين ، ولا نعمل بالاسباب ولا نعمل عمل عامل بل لا نعقل من الاساس ولا نتوكل بعدها ، ونترك الامر لصاحب الامر عز وجل ، ونحن مسلّمين امرنا لله على جميع الاحوال .

    وانا بدوري استغرب ان كثيرين من القدامى "ساكنون " وليسوا ساكتين ، بل بهدوء وسكينة رغم ضرورة دورهم التوعوي على كل المستويات العربية ( اجتماعيا و تربويا ودينيا واخلاقيا و ايضا سياسيا...) ، وكأنهم بالمنازل او البيوتات قاعدون وبكل اسف فانهم للموت ينتظرون ...لا نريدهم ان يعتصموا الا بحبل الله ، ولا يقوموا بتظاهرات ضد احد ، ولا ينتفضوا ضد اي مرجعية عربية كانت او اسلامية او حتى محلية ...هل انتهى دور المتقاعد حين يتقاعد؟؟ هل تقاعد النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه و التابعين الى يوم الدين ؟ رضوان الله عليهم اجمعين . هل تقاعد الخلفاء الراشدين واهل البيت المطهرين ؟عليهم السلام الى يوم الدين .

   هذه ليست مبالغة لكنها الحقيقة ، وهناك العشرات ممن يجب ان يستمر دورهم النضالي العربي او على المستوى الفلسطيني ، ان كان في الشرق الاوسط او حتى في الامريكيتين او في اوروبا والصين واستراليا ،،، وحيثما وجد لاجيء فلسطيني او مغترب عربي.

   نستطيع ان نتفرّج على سارقي النضال وحرامية الاتعاب الكفاحية والجهادية ، واولئك الاخرين الذين " يتكنّون بشعر بنت خالتهم "ويركبون موجات الانتهازية وصولات العملقة والوصولية ، وتكمل الاجيال على ما قدّر الله ...والذي كتبه ربك سوف يصير ...بالطبع هذه حقيقة (انه اللي كاتبه ربك بصير ) ، ومسلّم بها وكلّ بقدر مكتوب ، ولكن السؤال لماذا دخلنا مسيرة نضالية وأفنينا عمرنا بها ومن خلالها على درب جلجة المسيح عليه السلام ، النبي الفدائي الذي تآمر عليه بني يهود ، ومشينا على درب محمد صلى الله عليه وسلم حيث واجه وعانى الامرين من قبل عشيرته وقبيلته و بعضا من اهله ؟ "هل يجب ان ننظّر بالاستراتيجيات " ، كما قالها المرحوم شفيق الحوت في احدى مهرجانات الثورة الفلسطينية ، واكمل بالقول "ولا نعرف او لا نتكلف بتصليح طريق او مجرورو او ردم حفرة؟؟؟ " هل من الاولى ان نتبجح بالمعرفة ، ولو عن جهل ، حتى يقال هكذا تكلم ابو جهل؟هل كلنا زراديشتات ،او افلوطينات ؟او من تلامذة ابن خلدون و ارسطو و كينت و ديكارت ، ومن شابههم الى يوم الدين ،ونبقى عن الاعتراض او التقويم معرضين؟

chafik-hout-2.webp

   لا  نريد ان نتصدى لا بحجر ولا ببندقية ولا بسكين ، لكن من الواجب ان نعمل بالنصيحة ، وبالكلمة الحسنة السمحة ، "ادفع بالتي هي احسن " فنقول للمخطيء انك هنا اخطأت وايضا نقول له انك اصبت حين يكون مصيباّ ولا تكون عنده بالباطل اية مصيبة ، هل من الصواب ان نسكت اذا حاول بعض الوشاة بأن يقلّل من قدر احدهم ان كان يعمل سائقاَ بشرفه وكرامته ، حتى لو يحمل اعلى الشهادات ، او ان كان غيره يبيع الفول عند بوابة مدرسة او مفرق سوق او عند زاروبة حي ، لانه يرغب بان يعتاش في ظل ضائقة معيشية كبيرة؟

   هل نذمّ احدهم لانه "هرب "من ضيم قطع المعاشات ، لاكثر من سبعة شهور ، الى وسعة للمعيشة نوعا ما ، ولم يرغب بان يموت فقرا او جوعا ، ولا ان يكون خانعا او ذليلا بسبب رأيه او بسبب مخالفته لرأي آخر وعمل في دكانة او في محطة بنزين او غير ذلك...؟ هل يكون على خطأ ان كان قد عمل صالحا لنفسه بأن كان يجر عربة و"يلملم" التنك والزجاج والحديد و غير ذلك ... من مكبات النفايات حفاظا على نفسه واهله من الهلاك تضورا وجوعا ، وشجّع الكثير من قومه او اهله او اخوته بمسيرة النضال وتحولت ، عند اخر ، "ورشته الصغيرة الى شبه "شركة" كبيرة " يتكفل بها كل من رغب بالعمل من اجل رزقه ومعيشة اولاده وعائلته من جنوب الى شمال في بلاد عزّ فيها العمل ؟(خود اغراض وبيع وسدد ثمن ما تبيع حتى يفرجها ربنا ، و فرجها "، وان اردنا ان نضيف فان اخوة كثيرين كانوا فعلا على قدر المسؤولية وكان من بينهم من اسميناه بـ"الاكسيلانس " لانه كبير القوم وقتها ، ومن لا يعلم فمن الافضل ان يعلم ؟

   احد الوشاة المغرضين قالها لاحد القيادات ان فلانا لا يشرّفه ان يسلم عليك ، وان فلانا يقول يا كذا خلّصنا من كذا...!!!... لو انه يتحلى بقليل من الاخلاق ما كان نقل الوشاية بل كان ردع من قال الكلمات السيئة ، ان كان قد قالها فعلا وردعه عن الخطأ ، اليس من الصواب ان نعمل على اماطة الاذى من الطريق،،،، وان نغيّر ولو بأقل الايمان لا ان نشي ( من الوشاية ) على بعضنا البعض....ايضا تحسّسوا... (وتحسّسوا من يوسف واخيه ) كما قال عزل وجل ، ولا تجسّسوا ولا يغتب بعضكم بعضا....صدق الله العظيم ، والايات موجودة و التي تعبر عن النمام والهماز والمشاء بنميم ايضا...فهل من قاريء؟؟!!!

شفيق الحوت ابو هادر غادرنا في الثاني من آب عام 2009 رحمه الله تعالى
--

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت