- كتب / أسامة فلفل
ماجدات فلسطين سطرنا وعبر محطات النضال ملاحم بطولية ومن يقرأ صفحات التاريخ يعرف الدور الوطني الكبير لهن في ساحة وميدان العطاء والإبداع والإنجاز الوطني والرياضي، واستطعنا تثبيت الصورة الذهنية عن حركة النضال الرياضي المتنامي من أجل تحقيق الحلم الفلسطيني تحت مظلة الدولة العتيدة.
ولأنهن عبق التاريخ وشرف الأمة، وصناع المجد، ورمز العزة والكرامة، يستحقوا أن يكونوا وسام على صدر الوطن خالدين في ذاكرته، نذكر القراء بتاريخ مجيد وسيرة عطرة للماجدات الفلسطينيات اللواتي كتبنا صفحات نضالية مشرفة.
اليوم وبهذه المحطة والمنعطف التاريخي الهام نستذكر خنساوات الوطن اللواتي وقفنا بثبات وبحمية وطنية بالمشاركات العربية والدولية بعد نكبة العام 1948م ، نستذكر إسهاماتهم الماثلة في ذاكرة التاريخ وضمير الرياضة الفلسطينية ، نستذكر مواقف الصمود والبطولة بالدورات العربية والآسيوية ودورات الصداقة والدورات المدرسية ، نستذكر المناضلة المرحومة يسرى البربري التي وقفت وعبر كل المنابر تدافع عن القضية الوطنية بالمشاركة الرياضية ومشاركتها بالدورة العربية الرابعة لتنس الطاولة بالمملكة الأردنية الهاشمية عام 1966م، ومشاركتها بدورة كمبوديا عام 1966م وترأسها للعديد من الوفود والبعثات الرياضية على مستوى العالم ، حيث شغلت العديد من المناصب والمراكز ،عضو المجلس الوطني الفلسطيني، شغلت مناصب اجتماعية ووطنية عدة منها عضو الوفد الفلسطيني لهيئة الأمم 1963، رئيسة جمعية العمل النسائي الفلسطيني، رئيس الوفد الفلسطيني في مؤتمر الجامعيات في بيروت والقاهرة، مستشارة سياسية للوفود الرياضية ، نستذكر ماجدات فلسطين سفراء الرياضة الفلسطينية ولعبة كرة الطاولة (نهى المدبك، سوزان رزق الله، حاتمة سلطان، نجوى ترزي بطلات الدورة العربية السادسة التي أقيمت بالأردن عام 1966م)
اليوم المناضلة هبة سعدية تمثل نموذج من نماذج العزة والكرامة لماجدات فلسطين اللواتي لا تجدنهم إلا في ساحات ومحطات النضال والتضحية والعطاء والفداء والإنتاج والإنجاز.
المناضلة هبة سعدية اليوم تكمل تثبيت الصورة الذهنية عن حركة النضال الرياضي للماجدة الفلسطينية بميادين الإبداع والعطاء وتشارك في إدارة مباريات كأس العالم للسيدات، وتدخل عالم كرة القدم من أوسع أبوابه.
إن تعين الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" هبة سعدية حكم للراية في المباراة التي جمعت المنتخبين الصيني والإنجليزي وانتهت بنتيجة 1/6 في الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات لمونديال السيدات 2023، يعطي دلالات على مدى المكانة التي وصلت لها هبة سعدية، وبهذه المشاركة النوعية والتاريخية أصبحت أول فلسطينية وعربية وآسيوية تشارك في تحكيم مباراة ضمن نهائيات بطولة كأس العالم للسيدات لكرة القدم.
كما يعد اختيار هبة سعدية لإدارة مباريات نهائيات النسخة التاسعة من مونديال السيدات 2023، التي تستضيفها نيوزيلندا وأستراليا حاليا، سابقة في تاريخ التحكيم الفلسطيني، حيث لم يسبق لأي حكم فلسطيني المشاركة في نهائيات كأس العالم سواء للرجال أو السيدات.
وقد نالت الحكمة الفلسطينية المناضلة هبة سعدية إشادة كبيرة نظرا لتميزها وتجربتها، فضلا عن تألقها في المحافل الدولية السابقة وأصبحت عنوان يصدر صفحات الصحافة الرياضية العالمية.
وسبق للمناضلة هبة سعدية إدارة مباريات في كأس آسيا للسيدات التي أقيمت في الهند خلال شهر فبراير الماضي، وفي بطولة "موريس ريفيلو" 2022 للرجال تحت 21 عاما، والتي استضافتها فرنسا خلال الفترة من 29 مايو إلى 13 يونيو من العام الجاري.
هبة سعدية يا سادة يا كرام اليوم وبعد هذه الإنجازات المتراكمة والحضور بالمشهد العالمي حفزت كثير من الماجدات الفلسطينيات لخوض التجربة النضالية والوصول إلى محطة مهمة من تاريخ ومسار الرياضة الفلسطينية.
بكل تأكيد الكثير من أقران المناضلة هبة سعدية سوف يسعون من أجل تطوير قدراتهم وإمكانياتهم للوصول للمراتب المشرفة التي وصلت لها هبة سعدية.
اليوم تقف الماجدة الفلسطينية وتصطف جنبا إلى جنب في صناعة وكتابة التاريخ مع أبطال ونشامى الوطن والرياضة الفلسطينية، بالأمس القريب وقفت المناضلة فاليري ترزي على منصات التتويج بالدورة العربية الخامسة عشر بالجزائر وهي تتوشح بالذهب والفضة والبرونز، ومعها البطلة حلا القاضي صاحبة فضية الكراتية، والبطلات مروة الفرا، شهد الخطيب، روان صافي، زهور الخطيب، زهور بشير، نسرين الخطيب أصحاب الميدالية البرونزية في الكرة الحديدية، وهناك الكثير من ماجدات الوطن طرزنا أسمائهن على خارطة الرياضة الفلسطينية.
ختاما ..
ستبقى ماجدات فلسطين بكل محطات النضال يسطرون أروع صور العطاء المشبع بقيم الانتماء، وسيظلون يشاركون في صناعة وكتابة الإنجازات المرتبطة بالهوية النضالية على طريق الحلم الفلسطيني الكبير.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت